انتهت حكاية «كابتن عفت» من مسلسل «حكايات وبنعيشها» بدفء وسلاسة كما بدأت.. الحلقة بدأت بحادث مأساوي يوضح معدن لاعبي الفريق الذي تدربه «كابتن عفت»، إذ يحترق المنزل الذي تعمل به والدة أحد اللاعبين كخادمة أثناء حفل زفاف أحدهم، فتتصل بابنها الذي يهرع لإنقاذها ومعه كل من في الفريق، فيموت أحدهم أثناء إنقاذ والدة صديقه، التي تشوه وجهها في الحريق، وسط تعليق صوتي لرباعيات صلاح جاهين أثناء مشهد دفنه، ثم تعليق لكابتن عفت: «ليه الناس اللي بترضي تعيش بأقل حاجة في الدنيا، مش بتاخد أي حاجة من الدنيا.. مات «أشرف»، وأي حد من زمايله مكانش هيتردد يموت مكانه»، ويتعارك مرشحو مجلس الشعب الذين رعوا نادي «الشهداء» الذي تدربه كابتن عفت بعد عدم دعم وزير الشباب والرياضة لأي منهم بعد زيارته للنادي، فيقررون وقف رعاية النادي ماديا، ولكن «كابتن عفت» تفاجئهم بعقد رعاية للفريق من عدة رعاة، وبدلاَ من التوقف في الصرف علي النادي يتحدي كل منهما الآخر في الصرف أكثر علي النادي، ثم تأتي مباراة فاصلة للنادي خرجت في تصوير أكثر من رائع، مغلفة بموسيقي عمرو صلاح الحماسية الرائعة في صورة ذات جودة عالية، ثم تختتم الحلقة بحديث ل «عفت» وهي تتحدث مع ابنها الصغير وتحكي له حدوتة الفريق الذي أصبح يربح جميع مبارياته، فيقول لها: «لسه ناقص حاجة.. عملتي إيه مع عمو عادل»، وهو المدرب الذي يشاركها التدريب وبينهما علاقة إعجاب، فينتقل المشهد لحديث بين عفت وعادل حول ما سيفعلانه.. هل يتزوجان أم يبتعدان.. هل إذا اقتربا من بعضهما ستنجح العلاقة، أم سيعذب كل منهما الآخر، وينتهي المشهد بخناقة كوميدية تشير إلي أنهما سيستكملان علاقتهما، ويتبعه مشهد للاعبين وقد نجح كل منهم في حياته، فمنهم من تزوج، ومنهم من تصالح مع زوجته، ومنهم من لا يصدق نفسه أنه قد اشتري سماعة للأذن تساعده علي ضعف سمعه، فيظل يطقطق بأصابعه لا يصدق أنه يسمعها.. في تعليق صوتي ل «عفت» بأنهم لن يصبحوا محبطين بعد الآن ولن يدعوا شيئا يحبطهم أو يعطلهم عن الحياة.. في صورة مليئة بالتفاؤل، انتهت حكاية كابتن عفت بعد خمس عشرة حلقة مليئة بالدفء والدراما الخفيفة الممتعة، والأداء العالي من جميع ممثلي المسلسل حتي الأطفال، والموسيقي الرائعة من عمرو صلاح، والرؤية المتميزة للمخرج «سميح النقاش»، والتصوير المتميز والجمل الحوارية المنتقاة للكاتب محمد رفعت، ورتم الأحداث الذي أخذنا حلقة حلقة بمنتهي السلاسة في صورة لم تتواجد في دراما رمضان سوي في الحكاية الأولي ل «حكايات وبنعيشها - كابتن عفت»، ولذلك فكل ما نتمناه هو أن تكون الحكاية الثانية «فتاة العاشرة» بنفس هذا القدر من الجودة، وبنفس المتعة التي حصلنا عليها من مشاهدة «كابتن عفت»، وقبل أن تعرض نقول لصناع «كابتن عفت» شكرًا علي هذه الصورة الدرامية المحترمة.