لم يثر حوله أي نوع من أنواع الضجة، وغالبا لن يكون أحد أعلي المسلسلات مشاهدة، وهكذا كانت حلقته الأولي بكل الهدوء الذي حملته، لتعبر عن حالة من الدفء الأسري الذي تعيشه «ليلي علوي» أو «عفت» حسب اسم شخصيتها في مسلسل «حكايات وبنعيشها» الجزء الثاني، الذي يتكون من حكايتين، كل منهما 15 حلقة، أولاهما حكاية "كابتن عفت" لتظهر لنا تفاصيل حياتها في الحلقة الأولي لأرملة خريجة تربية رياضية، لديها ولدين وبنت، يعيشون جميعاَ مع «أسامة عباس» والد «عفت» المريض الذي يعيش في حزن من إهمال جميع أولاده له سوي «عفت»، وبعد وفاة زوجها ونفاذ الموارد المالية للبيت، تحاول عفت الحصول علي المال بعدة طرق كطبخ الطعام البيتي، أو توصيل الأطفال بسيارتها لمدارسهم وتفشل في جميع محاولاتها، ولكن ينعكس في الأحداث صداقة أولادها لها، إذ يشاركونها في تنفيذ جميع مشاريعها التي تفشل في النهاية، خاصة الطفل الأصغر الذي يعتبر أقرب أصدقائها في البيت، وتحادثه وتأخذ رأيه كشخص كبير. جسدت «ليلي علوي» ملامح الشخصية بشكل قوي خاصة وأن الدور ليس ببعيد عن ملامح شخصيتها في فيلم «حب البنات»، ولكن خدمها كذلك صورة المخرج «سميح النقاش» السلسة للغاية، خاصة أن لمسلسل مصور بشكل أقرب للفيلم السينمائي، وفي حركة الكاميرا الدائمة بالشاريوه والكرين بعيدًاَ عن كاميرا التليفزيون الثابتة المملة التي تفتقد الكثير من التعبير بالحركة بعيداَ عن الممثلين، وربما لو تم تصوير المسلسل بشكل عادي لخرج بشكل ممل خاصة وأن الأحداث التي رأيناها في الحلقة الأولي ليست بجديدة وتم تقديمها في أعمال أخري من قبل، كما جاءت النقلات بين اللقطات في المونتاج سلسة ومحافظة علي الإيقاع، وأكملت هذه الصورة الموسيقي التصويرية المتميزة التي جاءت بالآلات الكلاسيكية مثل البيانو لتكمل الجو الدافئ الذي تعكسه الصورة، كما ساعد أيضاَ القبول الذي يحظي به الأطفال المشاركون في العمل خاصة الطفل الأصغر الذي شارك في معظم المشاهد المميزة في الحلقة ربما أكثر من ليلي علوي، خاصة في مشهده مع زميلته في المدرسة والذي عكس قدرا كبيرا من البراءة لطفلين يحبان بعضهما، ويري كل منهما الآخر أنه الشيء الوحيد الذي يسعده في العالم، ويعبران عن ذلك بتبادل السندوتشات! وعبر عن ذلك الجمل الحوارية لكاتب المسلسل د. محمد رفعت بشكل مميز، وكان ذلك أحد أكثر المشاهد تميزًا، ولكن كذلك هناك بعض الهفوات مثل صورة زفاف «عفت» وزوجها الراحل، الواضح للغاية أنها صورة مركبة، كما أن «عفت» أعلنت بشكل صريح أنها تسكن في مصر الجديدة، بينما معظم المشاهد مصورة بالشيخ زايد، وعندما مرض والدها هرعت به إلي مستشفي الشيخ زايد بشكلها المميز! الحلقة الأولي عكست أن المسلسل لا يقدم قضايا وأحداثَا ساخنة ك«الجماعة»، ولا ذات جدل ك «زهرة وأزواجها الخمسة»، ولكنه يقدم صورة بسيطة ستجتذب بشدة محبي هذا النوع من الدفء والهدوء!