تشتكي دائما من الأوضاع الحالية وتنسي أنها جاءت إلي منصبها لحل المشكلات لا لتوزيع المسئولية علي الجميع دون وزارتها لا يعرف أحد إذا ما كانت مشيرة خطاب- وزيرة الأسرة والسكان- قد شغلت منصبها هذا للبحث عن حلول أكيدة لأزمات السكان في مصر أم للشكوي الدائمة من الوضع الحالي وإلقاء المسئولية علي الآخرين مطالبة الشعب فقط بتحديد النسل دون مطالبة الحكومة بتعظيم الموارد. وفي الوقت الذي تحاول فيه إثبات أهمية وزارتها وخطورة المشكلات التي تواجهها ومحاولة التأثير في الرأي العام، أكدت مشيرة خطاب علي أن هناك ضغوطا كبيرة تتعرض لها الأسرة وتؤثر فيها في ظل الأوضاع الراهنة، وطالبت المبدعين بإعداد أعمال فنية تتصدي لقضايا المجتمع وكذلك ناقشتها في البرامج الحوارية بالإضافة إلي تخصيص فواصل يتم فيها بث إعلانات ومواد درامية متنوعة تؤكد حقوق الطفل. وتأتي تصريحات خطاب في ظل تناولها للعلاقة الوثيقة بين قضايا الأسرة والسكان والإعلام والتي وصفتها بالمتشابكة، حيث سعت خطاب في الفترة الأخيرة إلي التركيز علي المشكلة السكانية لتؤكد خطورة هذه القضية ومدي أهمية تعاون وتكاتف جميع الوزارات والهيئات وعلي رأسها الدراما لما لها من تأثير جذري في عقول ووجدان المواطن المصري خاصة الشباب. وفي الوقت ذاته فقد أكدت خطاب خطورة الإعلام وما يروج له رجال الفن والأدب من قضايا مجتمعية تلعب دورا مهما في التأثير في الرأي العام وتحقق نسب مشاهدة مرتفعة وإقبالاً جماهيريًا، ولذلك فلابد من دعم المؤسسات الإعلامية والفنية للأسرة، ومساعدتها علي القيام بدورها في تنشئة أطفالها وكذلك العمل علي حل المشكلات التي تواجهها كعمالة الأطفال والتي ساهمت في تفاقم المشكلة السكانية. كانت خطاب قد أعلنت قبل ذلك أن الإعلام يروج بطريقة غير مباشرة للتدخين عن طريق ظهور الممثلين وفي أيديهم السيجارة كنوع من اكتمال الدور، وأنه لم يظهر ممثل في دراما هذا العام دون سيجارة. وقد جاءت تصريحات الوزيرة في الوقت الذي أعلنت فيه وزارتها عن بعض الأرقام والإحصائيات حول نسب الزواج والطلاق في مصر، والتي قد تكون نتيجة حتمية ومتوقعة، وترجع إلي طبيعة الأسر المصرية ومدي الضغوط التي تواجهها، خاصة في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة تشهدها هذه الأسر، إلا أنها في الوقت ذاته تدعو إلي الوقوف عليها لمعرفة الأسباب الحقيقية وراءها. ووفقا لآخر الإحصائيات فإن هناك 660 ألف حالة زواج تتم كل عام بمعدل 25،1 حالة زواج في كل دقيقة، كما بلغت نسبة الطلاق خلال عام 2009، 85 حالة طلاق وذلك بمعدل حالة طلاق واحدة كل 6 دقائق و15 ثانية، وهناك 18 ألفًا وخمسمائة حالة طلاق تمت خلال السنة الأولي من الزواج عام 2009.