بين البشر شخصيات تستمد مكانتها من منصبها, وشخصيات أخري يستمد الموقع نفوذه وأهميته من القائم عليه, ود.مشيرة خطاب من النوع الأخير, الذي يضفي علي المكان أهمية وتأثيرا وحيوية و حينما كانت د.مشيرة أمين عام المجلس القومي للأمومة و الطفولة, كان نشاطها ملء السمع و البصر, وحين تولت وزارة الأسرة و السكان اعتدنا علي متابعة أنشطة للوزارة عديدة, وهذا جزء من شخصية المسئولة الأولي عن الوزارة القادرة علي إبداع انشطة ورؤي جديدة تضفي الحيوية والأهمية علي المكان. لكن لا أعرف لماذا تقتصر جهود و اهتمامات د.مشيرة علي نصف وزارتها فقط أو بالأحري علي جانب واحد فقط من الاهتمامات والمسئوليات الصعبة الملقاة علي عاتقها دون النظر لبقية المهام الوزارية؟ المتابع لعمل وزارة الاسرة و السكان يكتشف مدي عمق الاهتمام و الانشغال بقضايا الأسرة من مختلف الزوايا, وبما يتيح وبسهولة القول أن الاستمرار بهذا المعدل ربما يضع حدودا للعديد من مشكلات الاسرة المصرية بكل مكوناتها و عناصرها و همومها. وفي المقابل يمكن رصد غياب أي انشطة مؤثرة في ملف السكان, وهو واحد من اهم وأخطر القضايا والملفات المصريةو الذي يهدر جانبا كبيرا من أثار عمليات التنمية التي تتم في البلاد. لم نسمع طوال الفترات الماضية عن رؤية جديدة أو سياسة محددة للتعامل مع مشكلة الزيادة السكانية الرهيبة التي نعاني منها, ولم نتابع من قريب أو من بعيد محاولات لإثارة جدل مجتمعي حول هذه القضية التي يعتبرها الخبراء الخطر علي مستقبل مصر من جميع النواحي. مسألة الزيادة السكانية تحتاج لجهود عميقة ومتواصلة ورؤي وأفكار وأساليب متطورة, فالملف يرتبط بمكون ثقافي مصري من الصعب تغييره ولكن ليس مستحيلا تحقيق ذلك الهدف, وهو يحتاج ايضا إلي جهود متواصلة ونتائج متراكمة لحصد النتائج. لو بدأنا سنحقق نتائج, ولو تباطأنا.... ستكون المشكلة الكبري يا د.مشيرة. [email protected]