· الصدفة وحدها لعبت دوراً كبيراً في أن تحتل مشيرة خطاب مكانة متميزة لدي السيدة الأولي تصل إلي مرتبة مستشارتها الخاصة بعد أن التقت حرم الرئيس بخديجة الجمال داخل مكتب السفيرة · دعمت حرم الرئيس صديقتها السفيرة فايزة أبو النجا في صعودها سلم الخارجية الي أن تولت وزارة التعاون الدولي وهي حقيبة وزارية لا تحمل مهاماً محددة · فرخندة حسن ربطتها علاقات وثيقة بالسيدة الأولي منذ 18 عاماً بعد أن أعدت مجموعة أبحاث عن أوضاع المرأة في مصر وشاركت في الكثير من المؤتمرات التي كانت ترأسها حرم الرئيس · ربطت خديجة الجمال علاقات وثيقة بصديقاتها في المدرسة البريطانية ونمت علاقتها ببعضهن بعد زواجها من جمال مبارك وفي المقدمة ابنتا أحمد عز في حفل زواج جمال مبارك نجل الرئيس من خديجة الجمال ابنة محمود الجمال ملياردير المال والأعمال، كانت هناك سيدة تجاور العروس وتهمس في أذنها كل فترة وأحيانا تمد يدها لتعديل طرحتها ثم تتوجه للجلوس بجانب سوزان مبارك وبعدها تعاود محادثة العروس وتبادل الابتسامات معها ولم تهدأ هذه السيدة طوال الحفل فقد كان دورها يتخطي دور والدة العروس.. وهو ما لفت نظر الجميع. إنها السفيرة مشيرة خطاب واحدة من مجموعة «هوانم سوزان وخديجة» تلك المجموعة التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة ووصل بعضهن بمباركة حرم الرئيس إلي المقاعد الوزارية لا لشيء سوي لأنهن ينظمن مؤتمراتها ويكتبن ما تقرأه علي الحضور وينبن عنها في بعض المحافل ويطفن حولها إجلالا لها. تأتي السفيرة مشيرة خطاب علي رأس مجموعة «سوزان وخديجة» وهو ما أهلها لتولي حقيبة وزارية مستحدثة هي وزارة السكان التي ظهرت في التعديل الوزاري الأخير. ولدت مشيرة خطاب في أسرة متوسطة منوفية الأصل فقد انتقل والدها للعمل والعيش بالقاهرة التي عشقتها الفتاة الشابة، خاصة في مرحلة دراستها الجامعية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وسرعان ما بدأت حياتها العملية بالخارجية المصرية، وهو المكان الذي كانت تحلم به مشيرة فانعكس ذلك علي أدائها في عملها فقد تميزت الدبلوماسية الشابة بلباقتها ونشاطها غير العادي، مما أعطي لها دورا مهما داخل الخارجية وتدرجت مشيرة خطاب في السلك الدبلوماسي حتي أصبحت سفيرة لمصر بجنوب افريقيا وربطتها علاقات وثيقة بكل المصريين والعرب المقيمين هناك، وهو ما وصفته هي بقولها «لم تطأ قدم مصري البلد إلا ودخل بيتي فتحققت دعوة أمي الشهيرة ربنا يحبب خلقه فيكي». قضت مشيرة خطاب 33 عاما بالعمل الدبلوماسي إلي أن تولت رئاسة المجلس القومي للطفولة والأمومة منذ أكثر من 9 أعوام، فبدأت معركة أخري للدفاع عن حقوق الطفل بمحاربة عمالة الأطفال، كما عارضت بشدة عمليات ختان الإناث وقد خاضت خلال عام 2008 حربا من أجل إقرار مشروع قانون تقدمت به إلي مجلس الشعب كان من أشهر بنوده التي أثارت جدلا تجريم ختان البنات ورفع سن الزواج للاناث من سن 16إلي18عاما وكذلك حق الأم في استخراج شهادة ميلاد دون وثيقة زواج وتجريم العقاب البدني للطفل، وبالفعل تم إقرار تعديلات علي قانون الطفل الذي ظلت اللجنة التشريعية بالمجلس القومي للطفولة والأمومة أعواما عديدة لوضع صيغة لهذه التعديلات تحت إشراف رئيسة المجلس، وبعد إقرار القانون من البرلمان قالت مشيرة خطاب:«أنا راضية جدا عن بنود القانون الذي أقر المجلس 98% منه».. وقد ارتبط عمل خطاب بالمجلس القومي للطفولة والأمومة في أذهان الناس بمناهضة الختان، وهو ما أثار ضدها الكثير من النقد خاصة من جانب الأصوليين وبعض مشايخ الأزهر مما هيج الرأي العام ضدها فاعتبروها من دعاة التغريب والتحرر ومخالفة الشريعة وهي اتهامات عززها انتخاب مشيرة خطاب في يونيو 2008 نائبة لرئيس حركة أفلاطون الدولية وعضوة مجلس الإدارة عن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وهو ما فسره البعض بأنه جائزة لها علي دورها الكبير في منع ختان الإناث تلك العادة التي يتمسك بها غالبية المصريين ويرفضون التخلي عنها. الصدفة وحدها لعبت دورا كبيرا في أن تحتل مشيرة خطاب مكانة مميزة لدي السيدة الأولي «سوزان مبارك» تصل إلي مرتبة مستشارتها الخاصة، وذلك بعد أن التقت حرم الرئيس للمرة الأولي بخديجة الجمال داخل مكتب السفيرة بالمجلس القومي للطفولة والأمومة، وقتها كانت خديجة ابنة الملياردير محمود الجمال ترأس أكثر من جمعية خيرية أنشأتها عقب تخرجها في قسم إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية عام 2002، وترددت خديجة علي المجلس القومي للطفولة والأمومة لمتابعة أعمالها الخيرية فتعرفت عليها مشيرة خطاب وأعجبت بذكائها وحبها للمشاركة في الأعمال الخدمية ومساعدة الغير، وسرعان ما توطدت العلاقة بين رئيسة المجلس وابنة الملياردير الشابة التي أصبحت حريصة علي حضور الندوات واللقاءات التي يعقدها المجلس القومي للطفولة والأمومة بجوار مشيرة خطاب، وكانت المصادفة الهامة وهي اللقاء الذي جمع بين سوزان مبارك وخديجة الجمال داخل مكتب السفيرة عقب اجتماع هام عقد بالمجلس وحضرته السيدة الأولي، فعندما كانت حرم الرئيس تلقي كلماتها علي الحضور من السيدات الناشطات في مجال المرأة والطفل والمجتمع لاحظت فتاة شابة تجاور مشيرة خطاب وتنظر بإعجاب ناحيتها، وبعد ذلك توجهت سوزان مبارك إلي مكتب رئيسة المجلس، وما هي إلا لحظات حتي دخلت خديجة الجمال وصافحتها جيدا وانهالت بعبارات الشكر والاعجاب علي السيدة الأولي التي أنقذت أطفال مصر علي حد قول خديجة. نفذت هذه العبارات مباشرة إلي قلب السيدة الأولي التي التفتت إلي مشيرة خطاب فبدأت الأخيرة في تقديم خديجة الجمال، إلي حرم الرئيس التي احتضنت الفتاة الشابة وأثنت علي والدها محمود الجمال فهو عضو المجلس المصري الأمريكي لرجال الأعمال الذي يرأسه جمال مبارك، وانتهي اللقاء تاركا انطباعات جيدة سرعان ما تطورت إلي خطبة خديجة وزواجها من نجل الرئيس بمباركة وتأييد السيدة الأولي والسفيرة. «لايجوز للدولة شرعا إصدار قانون بإجبار المواطنين علي تنظيم الأسرة أو تحديد عدد معين لأفراد كل أسرة، فتحديد النسل حرام» خرجت هذه الفتوي من الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف فأصابت برنامج مشيرة خطاب وزيرة السكان في مقتل فبرنامجها يهتم إلي حد كبير بتحديد النسل، وهو ما حرمه شيخ الأزهر وتلي ذلك هجوم شرس علي الوزيرة الجديدة التي اضطرت إلي موافقة الشيخ طنطاوي في رأيه المستند إلي القرآن والسنة وهو ما يعد إطاحة لبرنامجها وحجبا لدورها، مما وضعها في مأزق ربما تستطيع السيدة الأولي مساعدتها للخروج منه وذلك بخلق دور جديد لها حتي تظل علي مقعد الوزارة. فرخندة حسن الأمين العام للمجلس القومي للمرأة هي إحدي هوانم سوزان مبارك فحرم الرئيس هي التي ترأس مجلسها وتهتم بجميع شئونه وتنفق من ميزانية الدولة علي نشاطاته التي تتعلق كلها بمشاكل وهموم المرأة في مصر، فرخندة حسن ربطتها علاقة قوية بالسيدة الأولي منذ ما يقرب من 18 عاما بعد أن أعدت فرخندة عدة أبحاث عن أوضاع المرأة في مصر وشاركت في الكثير من المؤتمرات التي كانت ترأسها حرم الرئيس وخلال فترة وجيزة احتلت فرخندة مكانة كبيرة لدي السيدة الأولي، مما أهلها لتولي الأمانة العامة للمجلس القومي للمرأة. خاضت فرخندة حسن معارك كبري بمباركة سوزان مبارك كان علي رأسها المطالبة بتغليظ العقوبة علي جريمة الاغتصاب بتقديم اقتراح لتعديل المادة 17 فيما يخص الاغتصاب والخطف بإلغاء سلطة القاضي في تخفيف العقوبة، فهذه المادة تعطي للقاضي فرصة أن ينزل بالعقوبة درجة أو درجتين ويعطي أقل عقوبة بشكل جعلها غير رادعة، وهو التعديل الذي ما زال تحت دراسة اللجنة التشريعية بمجلس الشعب رغم مباركته من جانب سوزان مبارك رئيسة المجلس القومي للمرأة، وهو ما دفع البعض إلي التأكيد علي تعديله خلال فترة قريبة. تم اختيار الدكتورة فرخندة حسن عضوا بالمجلس الاستشاري للعلم والتكنولوجيا ضمن سبعة علماء علي مستوي العالم لإعداد تقرير مفصل عن المرأة في العلوم والتكنولوجيا وهو الاختيار الذي كرمتها لأجله حرم الرئيس في احتفالية خاصة أقيمت بالمجلس القوي للمرأة، مما يؤكد مدي قرب فرخندة من سوزان مبارك. أما فايزة أبو النجا فهي من أهم الهوانم المحيطين بالسيدة الأولي ويتأكد ذلك من ملازمة السفيرة الدائمة لسوزان مبارك ليس في المؤتمرات الداخلية فحسب بل وفي سفرياتها إلي الخارج، خاصة أن فايزة أبو النجا تربطها علاقات وثيقة بالقيادات النسائية العالمية منذ أن كانت موظفة بالأممالمتحدة. ففي نهاية الثمانينيات عملت فايزة أبو النجا منسقا في فريق الدفاع المصري في تحكيم طابا وبذلك سنحت لها فرصة الاشتراك في أحد الانتصارات القضائية التاريخية لمصر وقد تولت عدة مناصب في الوفد الدائم لمصر لدي الأممالمتحدة وفي مكتب وزير الدولة للشئون الخارجية وفي إدارة الهيئات والمنظمات الدولية بوزارة الخارجية. ونظرا لقدرتها الكبيرة علي الاقناع وعشقها للعمل الدبلوماسي فقد استطاعت فايزة أبو النجا أن تواصل صعودها في سلم الخارجية إلي أن تولت منصب مساعد وزير الخارجية للعلاقات الافريقية، وذلك في نهاية التسعينيات وهي الفترة التي بدأت فيها علاقاتنا مع دول افريقيا وبالتحديد حوض النيل ينتابها الفتور. وبعدها تولت فايزة أبو النجا منصب وزيرة الدولة للشئون الخارجية وساعدها علي ذلك التصاقها الشديد بالسيدة الأولي التي دعمتها لتولي وزارة التعاون الدولي في 13يوليو2004م وهي حقيبة وزارية لا تحمل مهمات محددة ولا أجندة واضحة ولم تحقق أي انجازات، ولم تكتف أبو النجا بمقعد الوزارة فقط فهي عضو بالعديد من اللجان الوزارية التي تتولي الإشراف علي النواحي الرئيسية في وضع السياسات بما في ذلك اللجان المسئولة عن التخطيط الاقتصادي وإدارة الدين الخارجي وتحديد المشروعات القومية ذات الأولوية، فضلا عن المنظمات الدولية الأخري في «جنيف» بسويسرا.. وتضم قائمة هوانم السيدة الأولي العديد من الوجوه النسائية ومنهن الدكتورة نادية مكرم عبيد عضو مجلس إدارة حركة سوزان مبارك الدولية للسلام، وتعد نادية مكرم أول وزيرة للبيئة في مصر عام 1997 لمدة خمس سنوات وتشغل منصب المدير التنفيذي لمركز البيئة والتنمية في العالم العربي وأوروبا، وتحظي الوزيرة السابقة بثقة حرم الرئيس واحترامها، وتقع ليلي تكلا ضمن قائمة هوانم السيدة الأولي فهي عضو مجلس إدارة حركة سوزان مبارك للسلام ورئيس صندوق الأممالمتحدة التطوعي للتعاون الفني في مجال حقوق الانسان ورئيس الاتحاد المصري للمحاميات وعضو مجلس إدارة مكتبة الاسكندرية وعضو المفوضية الدولية للثقافة والتنمية ومؤسس الجمعية الوطنية للحفاظ علي البيئة وعضو المجلس القومي للمرأة وهي مناصب احتاجت فيها ليلي تكلا أستاذ القانون والإدارة لدعم السيدة الأولي لتوليها تمهيدا للقفز علي أحد مقاعد الوزارات بمباركة سوزان مبارك. وتضم قائمة هوانم السيدة الأولي أيضا كلا من السفيرة ليلي عمارة سفير مصر السابق لدي بلغاريا والسفير غير المقيم في مقدونيا ومؤمنة كامل عضو الأمانة العامة للحزب الوطني ويمن الحماقي رئيس قسم الاقتصاد بجامعة عين شمس، بالاضافة إلي رؤساء جمعيات الرعاية المتكاملة والهلال الأحمر ومجالس المرأة والطفل، تحظي خديجة الجمال زوجة جمال مبارك نجل الرئيس «السيدة الأولي مكرر» بمجموعة من الهوانم يحطن بها وهن شابات تتمثل أدوارهن في المشاركة في الأعمال الخيرية وتنظيم الحفلات التي سيتم فيها جمع الأموال لصالح المؤسسات التي ترعي المرأة والطفل وهي نشاطات ربما تقودهن إلي تولي حقائب وزارية في المستقبل القريب فور حصول خديجة الجمال علي لقب السيدة الأولي بلا منازع. تأتي علي قائمة هوانم زوجة نجل الرئيس هانيا عمرو موسي ابنة أمين عام جامعة الدول العربية ووزير الخاريجية الأسبق المطروح لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، هانيا خريجة الجامعة الأمريكية وتكبر خديجة بعدة سنوات فقد تزوجت هانيا من أحمد مروان نجل رجل الأعمال الراحل أشرف مروان منذ أكثر من 15 عاما لكن حياتها الزوجية سرعان ما عصفت بها المشكلات وتم الانفصال بعد سنوات من الحياة الزوجية السعيدة التي أنجبت فيها هانيا طفلين هما «محمد وأمنية»، وعقب طلاقها بدأت ابنة أمين جامعة الدول العربية في المشاركة في الحفلات الخيرية وحصلت علي عضوية العديد من الجمعيات المهتمة بالطفل كما أقامت هي وصديقتها دينا فتحي «وهي زوجة رجل أعمال شهير» حضانة لأطفال الطبقة الراقية عرفت باسم «جيجلز» وهي الحضانة التي حظيت بزيارة خديجة الجمال كما زارها منذ عامين السيد عمرو موسي أثناء احتفال أقيم لأطفال الحضانة علي شاطيء النيل. وكانت هانيا عمرو موسي من أوائل المدعوين لحضور حفل زواج خديجة الجمال وجمال مبارك، نظرا لقربها من العروس وظلت هانيا طوال الحفل الذي لم يحضره سوي 500 شخصية بارزة بجوار خديجة وملازمة لها. وقد ربطت خديجة الجمال علاقات وثيقة بصديقاتها في المدرسة البريطانية ونهت علاقتها ببعضهن بعد زواجها من جمال مبارك وفي مقدمتهن ابنتا المهندس أحمد عز إمبراطور الحديد وأمين تنظيم الحزب الوطني الذي نجح في الالتصاق بالبيت الرئاسي وحصاره خلال سنوات وجيزة للحفاظ علي ثروته. التقت خديجة ابنتي أحمد عز في المدرسة البريطانية بالمعادي فإحداهما وهي الكبري من عمر خديجة، بينما الثانية تصغرهما بعام واحد، ولأن الوالدين محمود الجمال وأحمد عز تربطهما علاقات تجارية وصفقات «بيزنس» فقد كان من السهل أن يقترب الابناء وهو ما حدث. وعندما سافرت ابنة أحمد عز الكبري إلي العاصمة البريطانية «لندن» لتولي إدارة أحد مكاتب والدها بالخارج كانت علي اتصال دائم بخديجة التي التقت بها عندما سافرت إلي أوروبا قبيل زواجها للتحضير لحفل الزفاف وتجولت معها ابنة امبراطور الحديد بكبري بيوت الموضة والأزياء لاختيار ملابسها وتلي ذلك وضع ابنتي أحمد عز بين أهم الشخصيات التي تمت دعوتها لحضور حفل زفاف نجل الرئيس وإبنة الجمال وكان عز أيضا علي رأس قائمة المدعوين لحضور الحفل ومثلما التصق عز بصديقه جمال مبارك أثناء الحفل التصقت ابنتاه بخديجة وظلتا بجانبها وشاركتهما ميرام زوجة هشام سيف حفيد المخرج صلاح أبو سيف وهي صديقة مقربة لخديجة الجمال.