كشفت الاستقالة التي تقدم بها محسن صالح المدير الفني لفريق سموحة الصاعد حديثاً لدوري الأضواء والشهرة من تدريب الفريق السكندري العديد من أوجه التناقضات بين العمل في مجال التدريب والعمل في البرامج التحليلية علي الفضائيات، وأصبح الفريق الصاعد حديثاً للدوري العام ويبحث عن مكان له في المنطقة الدافئة في جدول الدوري ضحية لإدارة النادي التي تعاقدت مع مدرب، أراد الجمع بين العمل في التدريب وسبوبة التحليل التي انتشرت في مصر بشكل يدعو للقلق ويدق ناقوس الخطر، ويبعث رسالة واضحة إلي أن الخلط بين التدريب والتحليل دائماً ما يؤدي إلي الفشل ولا يوجد مدرب يعمل في القنوات التليفزيونية والاستوديوهات التحليلية استطاع إحداث طفرة تدريبية في الفريق الذي يدربه، ويكفي القول إن حسام البدري الذي حصل مع الأهلي علي بطولة الدوري وكأس السوبر المحلية، وطارق العشري الذي فاز مع الحرس بكأس مصر، وحسام حسن الذي قاد الزمالك من المركز الثالث عشر إلي المركز الثاني الموسم الماضي، لم يعملوا في القنوات التحليلية، بل إن حلمي طولان عندما قرر العودة للتدريب وتولي مهمة تدريب بتروجت رفض العمل في الفضائيات متبعا المثل القائل: «صاحب بالين كداب وصاحب تلاتة منافق»، وفي المقابل هناك مدربون كثيرون استهواهم الجمع بين التدريب والعمل في الاستوديوهات التحليلية، ودائماً ما تدفع الأندية الثمن، ولنا في سموحة الصاعد حديثاً للممتاز الدليل القاطع والقوي، فبعد قيام محسن صالح بتولي مسئولية تدريب الفريق الوليد، وقيامه بخوض فترة الإعداد معهم واختيار اللاعبين الذين سيعتمد عليهم في الموسم الجديد، قام بعد أول محطة بالتضحية بالفريق واختار العمل في التحليل بعدما رفض مسئولو ماسبيرو قيامه بالجمع بين التدريب والتحليل. واستقالة صالح وتعيين نوفو مديراً فنياً للفريق، قد يلقي بظلاله علي مشوار الفريق في الدوري خلال الموسم الجاري. وما يقال عن سموحة يقال علي الطلائع الذي كان واحداً من الفرق التي تسبب القلق للفرق الأخري، وكان دائم الوجود في المربع الذهبي تحول علي يد فاروق جعفر إلي فريق منزوع الأنياب وأصبح أقصي أمانيه الوجود في المنطقة الدافئة في جدول الدوري، وهو أيضاً ما ينطبق علي طارق يحيي الذي يتولي قيادة المقاصة الوليد الجديد في الدوري، والأسئلة الكثيرة التي تطرح نفسها وبقوة كيف يقوم مدير فني يعمل في الاستوديوهات التحليلية بتوجيه النقض لزملائه في المهنة سواء في طريقة اللعب أو في التغييرات وفريقه يتجرع الهزيمة والخسارة في اليوم التالي، ولم تقتصر عدوي الجمع بين التدريب والتحليل علي مدربي الفرق، بل انتقلت إلي المنتخبات الوطنية بجميع مراحلها السنية، باستثناء الكابتن حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني فجميع مدربي المنتخبات الوطنية ومساعديهم يعملون في الاستوديوهات التحليلية، والمثير والمدهش أن مصطفي يونس المدير الفني لمنتخب الشباب كان موجوداً في تقديم برنامجه علي إحدي الفضائيات الخاصة حتي الفجر وفريقه سيلعب مباراة مهمة مع أوغندا في اليوم التالي، في إطار التصفيات المؤهلة للبطولة الأفريقية.