احتفي اللواء محمد شعراوي، محافظ البحيرة، بتصريحاته التي أطلقها في نوفمبر الماضي، الخاصة بعدم إقامة مولد أبوحصيرة، ولا أي مظهر من مظاهر احتفالات المولد، لعدم إدراجه ضمن المناسبات المصرح بها تنفيذاً لأحكام القضاء، واحتراماً لمشاعر مواطني قرية «دمتيوه» علي مدار أكثر من شهر، لكن سرعان ما تبخر كل ذلك بقرار جمهوري من الرئيس حسني مبارك بالسماح لليهود للاحتفال بأبوحصيرة هذا العام، ليتحول هذا الاحتفاء الشديد لدي شعراوي إلي موقف لا يحسد عليه إطلاقاً، لاسيما أن هذه المرة تعد الثانية التي يؤكد فيها سيادة اللواء عدم إقامة المولد ثم يعقب تأكيده إقامة المولد كالعادة! إطلاق شعراوي لتصريحاته الأخيرة اعتبر تسرعاً شديداً منه فضلاً عن كونه بما لا يدع مجالاً للشك، بأنها مجرد «شو إعلامي» هذا في الوقت الذي ناشد فيه العام قبل الماضي، قبيل زيارة اليهود لأبوحصيرة جميع وسائل الإعلام بعدم تضخيم مثل هذه الأمور ونصحهم بتحري الدقة، فيما ينشرونه حرصاً علي مشاعر المواطنين، وفي العام نفسه تمت إقامة المولد ومن ثم نجده يتحري الدقة فيما يصرح به، بصرف النظر عن كون قرار مبارك مفاجأة له ولكنها ليست غريبة! قرار مبارك جاء ليجزم أن محافظ البحيرة «شعراوي» أو غيره ليست له أي اختصاصات أو سلطات بإقامة المولد من عدمه، حيث تم الاحتفال بأمر رئاسي بصرف النظر عن مخالفة قرار مبارك لحكم محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية بتاريخ 9 ديسمبر 2001 من عدمه أو حتي قرار وزير الثقافة باعتبار أن ضريح أبوحصيرة والمقابر التي حوله بقرية «دمتيوه» بدمنهور من الآثار الإسلامية والقبطية، ووقف الاحتفالية السنوية لهذا المولد.. إن ما حدث من تصريحات لمحافظ البحيرة، تقابلها أوامر مضادة من الرئاسة يطرح عدة أسئلة منها: ألا يتوقع شعراوي أثناء إطلاقه تلك التصريحات الإعلامية، ولو بنسبة قليلة، أن يحتفل اليهود بمولد أبوحصيرة بأي طريقة كانت، أم كان علي وعد من اليهود أنفسهم بعدم الاحتفال بالمولد هذا العام ثم نقضوا وعدهم معه؟! أم لا هذا ولازال وأنه فعلاً كان ينوي عدم إقامة المولد، ولكن الرئيس تعمد إحراجه؟! وهل يمانع المحافظ من إقامة مولد أو إجراء زيارة أو أي مظهر من مظاهر الاحتفال بعد تصريحاته ثم يفاجأ بأوامر عليا تثنيه عن منعه هذا؟!