فتح الميل بتاعي في الصباح طقوس يأتي علي رأسها التخلص السريع والكامل والفوري من جميع إيميلات المجموعات البريدية التي تنتمي في الأساس إلي عصور الجاهلية والمسئولة عن جعل البني آدم منا يجمع أكبر قدر من زكايب الحسنات عن طريق إرسال الإيميل اللي جاله إلي آخرين ثم مطالبة الآخرين دول بإرساله بدورهم إلي آخرين وهكذا .. لتكتمل منظومة العبط والتخلف !مؤخراً وصلني إيميل جاهلي لفت نظري عنوانه الكوميدي فقلت أبص .. «سباق مغري إلي الجنة .. إحسبها صح» .. تحت هذا العنوان الأشبه بحملات الحزب الوطني الدعائية كانت هناك بعض الأقوال والأدعية المعقوبة بباراجراف كتابة رديئة وفجة مؤداها أنك ينبغي عليك أن تحسبها صح وترسل ذلك الإيميل إلي 30 شخص آخر حتي تتضاعف حسناتك وتكسب ذلك الماراثون الذي يوجد شريط خط نهايته أمام بوابة الجنة عدل .. وللإمعان في الكوميديا .. تحتوي نهاية الإيميل علي جدول رقمي للحسنات التي سوف تحصل عليها في حال إرسالك هذا الإيميل إلي 30 شخص - علي أساس إنك برضه تبقي عارف راسك من رجلك وحسناتك من سيئاتك - وقد كان نصيبي من الحسنات علي حسب الجدول .. مليار وأربعون مليون وتسعمائة وثلاث وسبعون ألف وثمانمائة وأربعة وعشرون حسنة .. هذا الرقم الضخم من الحسنات يمكنني الحصول عليه بنقرة صغيرة علي الكيبورد .. مجرد نقرة .. شفتوا بقي البساطة والسهولة ؟! تحركت أصابعي من فورها إلي الكيبورد .. لأ .. مش لدخول السباق .. ولكن للضغط علي زر «ديليت» وحذف هذا العبث وتلك الفجاجة من خزان رسائلي ! عايزين ربنا يحبكوا؟ .. إستخدموا عقولكم واتعلموا وحاولوا تفهموا نفسكوا وابدعوا وفكروا واعترضوا وجادلوا وحاولوا جعل حياتكم وحياة الآخرين أفضل وأفيد وأجمل .. عندها فقط .. سوف يحبكم الله !