فتح الإيميل أول ما توصل الشغل مثل دخول الحمام أول ما تصحي، فهو شيء بدهي وأساسي في الشركات والمؤسسات الكبري، فأنت لا تتلقي أمر شغل إلا عبر الإيميل ولا تنفذ أي خطوة إلا بإيميل، ولذلك دائمًا الأوتلوك مفتوح طوال ساعات العمل يستقبل عددًا لا بأس به من الإيميلات (ربما يصل لأكثر من 20 إيميلاً للعاملين في مجال الاتصالات والإنترنت والبرمجيات والبنوك)، وهناك إيميلات تعد من أرخم 10 إيميلات ممكن تيجي للموظف ع الميل صباحا هي: مييتنج ريكوست تفتح الأوتلوك «وهو البرنامج المخصص لعرض الإيميلات في كل أماكن العمل لتجد مييتنج ريكوست» يعني طلب اجتماع مرسل من أحد الموظفين أو المديرين ويرغب في الاجتماع بك وبآخرين، وعادة ما يكون هذا الموظف فاضي أو يحاول تدبيسك رسميا أمام الآخرين إنه طلب الاجتماع بك، ويا ويلك إذا لم تقبل الدعوة وتضغط زر «أكسبت» لأنه بذلك حين يتعطل الشغل لأي سبب ما ستجد هذا الموظف يرسل عدم ردك علي إيميله للمدير ولسان حاله يقول: «أديني بعتله طلب اجتماع عشان نخلص الشغل وهو إللي موقف الدنيا»، ولذلك أعصر علي نفسك لمونة واضغط «أكسبت» واستمع لثرثرة هذا الموظف في المييتنج «مع حذف نقطة من حرف الثاء». مديرك في السي سي أتنح موظف ممكن تتعامل معاه هو الذي يطلب منك طلبا معينا ثم لا ينتظر كثيرا ويرسل نفس الطلب لك مرة أخري واضعا مديرك في السي سي، يعني حاطه في الميل ليقول له: «ألحق يا فندم الموظف اللي تحت أيدك معملش الطلب بتاعي ومقضيها فيس بوك»، وأنصحك بتعطيل المراكب السايرة لهذا الموظف الأحمق الذي تعمد أن يزر فيك رسميا أمام مديرك وقوله الجملة الشهيرة بتاعة موظفي القطاع الخاص «أنا حاطط طلبك في البلان عندي» يعني في الخطة، وحللني بقي علي ما ييجي دوره. إيميل الإتش آر أكثر إدارة متهمة أنها لا تقوم بأي دور في الشركة هي إدارة الإتش آر أو الموارد البشرية، وموظفيها يعلمون ذلك جيدا، وذلك يبدعون في ملء وقت فراغهم بالتسلية علي الموظفين، وعادة ما تكون إيميلاتهم خايبة، وكلها تدور حول "الملابس المناسبة للعمل" «نصائح طبية أثناء جلوسك أمام الكمبيوتر»، «استطلاع رأي حول رضاك عن العمل» وبالطبع أنت مطالب باحترامهم وعدم لعن سلسفيل اللي خلفوهم عملا بمقولة الريس «محدش يحط إيده جنب بق الأسد». أخبار المسئولية الاجتماعية تذهب إلي شغلك صباحا وذهنك مشغول بالأزمة الاقتصادية وتقليل العمالة وخفض الرواتب وإلغاء البونس السنوية ثم تفتح إيميلك لتجد إدارة المسئولية الاجتماعية باعتة آخر أخبارها تقول فيها إنها ترعي حملة لتنظيف الشواطئ أو حماية طائر الكركدن من الانقراض، وهذه الحملات تكلف الملايين «بغرض تقليل الضرائب بالأساس» ولسان حالك يقول علي إيه بقي كل شوية تقولولنا كوست ريدكشن أي «شد الحزام يا موظف». كومباني أبديت آخر أخبار المؤسسة التي تعمل فيها أحيانا ما تجدها علي الإيميل صباحا، وعادة ما تطالبك ببذل جهد أكبر لتحقيق نمو أعلي، أو تتغني بإنجازات الإدارة في الربع الأول من السنة رغم أن شعورك بهذه الإنجازات هو الشعور نفسه للمواطن بنتائج مشروع توشكي. صباح الخير يا مان الرسالة دي بتيجي علي الماسنجر الخاص بالموظفين، يعني الشات الداخلي للمؤسسة، وتكون من موظف فاضي بادئ اليوم بالتصبيح علي 50 موظفًا عنده في القايمة بجملة صباح الخير يامان رغم أنه لا يأتي من ورائه أي خير. خش علق ع الصورة الموظف المحدث المستفز الذي يجبر الآخرين علي تسييطه علي الفيس بوك هو ذلك الموظف الذي يرسل لك ع الماسنجر أو يتصل بك خصيصا ليقول «شفت الصور إللي أنا حططتها ع الماسنجر وأنا في «أفريقا بارك».. عموما شوفها وعلق عليها بقي». كورس تدريبي مفترض أن يسعد الموظف إذا ألحقته الشركة بأحد الكورسات التدريبية، ولكن الرخم في هذا الإيميل الذي يخبره بالكورس هو أن الكورسات تكون حول «كيفية العمل تحت ضغط»، «إدارة الوقت»، «كيفية التواصل الناجح» وهي دورات مضيعة لوقت بعض الموظفين وكل فائدتها أنها توضع في «السي في» عندما يتم الرفد والتقديم في مؤسسة أخري. بنلم فلوس علشان..... أقذر وأحط إيميل ممكن تشوفه ع الصبح هو إيميل لم الفلوس، ويكون من موظف متحمس قوي لعمل الخير «بغض النظر عن نيته» يرسل لكل الإدارة رسالة بأنهم يجمعون فلوس لرجل الأمن المريض أو لزوجة الأوفيس بوي التعبانة أو تجميع إكرامية لتوزيعها علي عمال النظافة قبل العيد، وهي رسالة توصف بالمنحطة لأنها لا تراعي حال الموظفين، فربما أحدهم يقوم في الخفاء بإكرام هؤلاء المحتاجين، وربما أحدهم ظروفه المادية لا تسمح رغم أن مظهره يوحي أنه ابن ناس، ولكنه يحرج في هذا الموقف كثيرا لأنه لو لم يدفع لهذا الموظف سيكون شكله وحش، ولو دفع عشرة جنيهات بس هيبقي شكله أوحش، وكمان الموظف التنح لو مجتلوش الفلوس علي مكتبه هيمشي يلمها من الناس، ولذلك يدفع الموظفون الإكرامية «وهم صاغرون» ويدعون الفرحة واستعدادهم للمساعدة، ولكن إللي في القلب في القلب. كلام موظفين: كم يحقد موظفو مصر علي الموظفين «الإسكندرانية لأنهم يقولون»... «في الشغل دون أن يعتبرها الآخرون شتيمة».