في محاولة لإقناعه بالتخلي عن معارضته إطلاق المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، التقي أمس الرئيس حسني مبارك مع نظيره الإسرائيلي شيمون بيريز لبحث الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط استكمالاً للمشاورات التي أجراها مبارك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرًا، وكذلك الاقتراح بالانتقال من المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلي مفاوضات مباشرة بهدف التوصل إلي حل الدولتين . وكان بيريز قد زار إلي القاهرة أمس لعدة ساعات حيث استقبله بالمطار أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، كما عقد لاحقًا اجتماعًا مع اللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات العامة. ووجّه مبارك الدعوة إلي بيريز للقائه في القاهرة بعدما كشفت الإذاعة الإسرائيلية مؤخرًا تفاصيل لقاء بين رئيس مجلس «كاديما» حاييم رامون وبين رئيس دائرة المفاوضات بالسلطة الفلسطينية صائب عريقات بأحد فنادق القدسالمحتلة بالثامن من يوليو الماضي أوصاه خلالها بعدم دخول السلطة الفلسطينية مفاوضات مع إسرائيل. ونقلت الإذاعة عن شاهد -قالت إنه استمع إلي ما دار في اللقاء- القول إن رامون شدد علي توصيته بعدم دخول المفاوضات «لأنها لن تفضي لأي نتيجة»، وإن نتنياهو لن يوافق علي شيء، معتبرًا ذلك «مضيعة للوقت». وأثارت هذه التسريبات نتنياهو الذي أعلن أن أوساطًا في اليسار الإسرائيلي تُخرّب مساعي استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وبدا أن بيريز الباحث عن دور سياسي بعدما انحصرت عنه الأضواء مكتفيا بمنصبه الشكلي، قد نجح مجددًا في إدخال مصر في لعبة الأفاعي السامة سياسيًا في تل أبيب، فيما قالت مصادر مطلعة إن مبارك حث بيريز علي تفادي أن تتحول العملية السلمية إلي تجاذبات سياسية بين مختلف الأحزاب السياسية هناك. ومن المتوقع أن يكون «بيريز» قد أثار مع الرئيس مبارك مسألة الإفراج عن السجين الإسرائيلي «عودة ترابين» الذي لا يزال رهن الاعتقال في السجن المصري منذ نحو عشر سنوات. وتناولت المباحثات التي عقدت أمس بمقر الرئاسة بمصر الجديدة نتائج اجتماع وزراء خارجية لجنة مبادرة السلام العربية الذي عُقد بمقر جامعة الدول العربية يوم الخميس الماضي والذي قرر إرسال خطاب للرئيس الأمريكي باراك أوباما يتضمن الموقف العربي بشأن أسس بدء المفاوضات والثوابت التي يجب توافرها في عملية السلام برمتها، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه لن يشارك في المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي إلا بعد الحصول علي أرضية ثابتة وواضحة ممثلة في وقف الإستيطان والعودة لحدود عام 1967 . وقالت الاذاعة الإسرائيلي: إن البحث بين الرئيسين مبارك وبيريز تطرق أيضًا إلي سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل ومصر وملف الجندي الإسرائيلي المخطوف «جلعاد شاليط» والملف النووي الإيراني. وقبل ساعات من زيارته لمصر ولقائه الرئيس مبارك أمس رفض سلاح الجو الإسرائيلي توفير طائرة لشيمون بيريز الرئيس الإسرائيلي دون توضيح السبب وراء رفض السلاح العسكري وفقا لما كشفته صحيفة ذا ميكر الإخبارية الإسرائيلية في تقرير لها أمس. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن بيريز توجه للقاهرة مستقلا طائرة خاصة يتم استخدامها من قبل مدراء الشركات التنفيذيين وذلك بعد رفض سلاح الجو الإسرائيلي توفير طائرة له كما كان مخططا، موضحة في تقريرها أنه وفقا للبرنامج الذي كان معدا للزيارة كان علي بيريز استخدام طائرة تابعة لسلاح الجو، لكن ماحدث أن السلاح العسكري أعلن عدم استطاعته توفير طائرة لبيريز قبل زمن قصير من بداية الرحلة لمصر.