الجدل الدائر الآن حول المصل الواقي من مرض إنفلونزا الخنازير يكشف بجلاء عدم مصداقية الحكومة الحالية وكل حكومات الحزب الوطني وأن الشعب المصري لايصدق ما يعلنه الوزراء والمسئولون من بيانات ومعلومات. ومع قرار الحكومة تطعيم تلاميذ المدارس زاد الجدل، فالحكومة تعلن أن المصل آمن ومسئولوها يؤكدون أن آثاره الجانبية عادية مثل أي دواء له آثار جانبية وعلي الناحية الأخري بعض الأطباء يعلنون أن للمصل آثاراً ضارة أكثر من الفائدة المرجوة منه وأن آثاره تظهر علي المدي البعيد من شلل وعقم وحساسية وغيرها من الأمراض ورغم أن وزير الصحة أخذ المصل أمام عدسات التليفزيون وكل المسئولين فإن الناس تعتقد أنه مصل من نوع خاص وأن المصل الذي سيوزع علي الناس من نوع أقل جودة من الذي حصل عليه البهوات من مسئولي الحكومة والتطعيم أخذه الحجاج ولم تظهر أي آثار عليهم. وبعيدا عن مدي أمان التطعيم لأنها قضية تحسمها منظمة الصحة العالمية فقط لا غير إلا أننا يجب أن نعرف أن هناك حربا ضروسا بين شركات الدواء العالمية والمحلية وهي الآن علي أشدها خاصة في مجال الأدوية الجديدة وأول أسلحة هذه الحرب هو مراكز البحوث والإعلام، فكل شركة تريد أن تسفه من إنتاج الأخري.. تقوم بتقديم تمويل خفي لأحد مراكز الدراسات الطبية ذات الشهرة العالمية وتقوم بنشر دراسة تؤكد فيها عدم فاعلية الدواء أو تعدد آثاره الجانبية وتقوم وسائل الإعلام بنقل هذه الدراسات ونشرها ومن هنا تحدث البلبلة لدي الناس وتوجد عشرات الدراسات الطبية المتناقضة حول فاعلية وأمان اللقاح الواقي من إنفلونزا الخنازير وحتي الإنفلونزا الموسمية. والسلاح الثاني الأطباء أنفسهم فهم أدوات سهلة في أيدي شركات الدواء التي تمول المؤتمرات العلمية وتمول سفرهم إليها وإقامتهم وتصرف عليهم لنيل منصب في اتحاد أو منظمة طبية عالمية وتصرف علي المنح الدراسية لهم مقابل استخدامهم سلاحا ضد الشركات الأخري. إذن المواطن المصري في مأزق كبير، لأنه وقع بين حكومة فاقدة المصداقية وفاسدة وحرب ضروس بين شركات الدواء العالمية والمحلية وهو في النهاية ضحية لا يصدق ما يقال له ويخشي علي نفسه وأولاده. ولا أخفي سرا أن العديد من أولياء الأمور نبهوا علي أبنائهم بعدم أخذ المصل وقرروا تغييبهم عن الدراسة في يوم التطعيم وهو الأمر الخطر علي صحة هؤلاء الأطفال في هذه الأيام. وهو الأمر الذي تتحمله الحكومة وحدها وكان علي رئيس وزرائها ووزير الصحة الخروج للناس وطمأنتهم لفاعلية وأمان هذا المصل بالنسبة للأطفال الصغار علي الأقل وهو ما لم يحدث، حتي وزير التعليم اكتفي بالمشاهدة فقط ولم يتحرك أو يضع أي خطة لمراقبة عملية التطعيم وهل ستتم أم سيباع الطعم للصيدليات كالعادة. ولابد أن نعترف بأن هذا الوضع ليس وليد اليوم، فكل الحكومات من عهد الثورة تفتقد المصداقية لأنها لا تمثل الشعب فالشعب لم يخترها ولا يستطيع محاسبتها كما أن وزراء الحكومات أدمنوا الكذب ليس علي الشعب بل علي من يعينهم وعندما تسألهم عن شيء تجد كلمة كله تمام وأن الأمور تسير وفق الخطة. ويأتي قرار الحكومة بالتطعيم مع حملة من الكذب المرتب والمنمق جاءت مع نهاية العام.. حكومة تتحدث عن إنجازات وهمية لم يلمسها أو يحس بها أحد كما تزايدت حول تنفيذ برنامج الرئيس مبارك الانتخابي وأدلي الوزراء بأرقام لو صدقت لكان حال مصر في أربعة أعوام تغير وأصبحت من أغني الدول ولو قارنتها بالأرقام التي أعلنت في نهاية العام الأسبق ستكتشف لماذا لا يصدق الناس حكومة الحزب الوطني.. وبرصد بسيط نكتشف مدي الخداع الذي تمارسه الحكومة الحالية علي الشعب وبصورة لا تحترم ذكاء الشعب أبدا.