زعم التقرير السنوي لاتحاد الصحفيين العرب الخاص برصد الحريات الصحفية في العالم العربي، اتساع هامش الحرية الصحفية وأن مؤشر حرية الصحفيين في البلدان العربية يعكس قدراً متزايداً من تعافي عناصر الحرية لدي الصحفيين. وأشار التقرير إلي أن الصحفيين في العالم العربي يمارسون مهنهم في ظل قيود قانونية وتشريعية وإدارية تتفاوت من بلد لآخر لكنها تسمح بانتظام صدور صحف عديدة تنشر أخبار الداخل والخارج وتملك حق النقد علي جميع المستويات. وادعي التقرير الراصد للحريات الصحفية في 15 دولة عربية أن التوجه العام في البلدان العربية يؤكد أن عناصر حرية الصحف تشهد مزيداً من التطور مقارنة بفترات زمنية سابقة، وتعكس قدرا متزايداً من التعددية والتنوع. كما هاجم تقرير الاتحاد السنوي بعض التقارير الصحفية الواردة من جهات دولية والتي تنتقد الأوضاع الصحفية في بعض الدول العربية، حيث وصف ما ورد في تقرير الاتحاد الدولي للصحفيين وتقرير الفيدرالية الدولية حول الحريات الصحفية في تونس للعام الماضي بأنها تحمل مغالطات وتزييفاً للحقائق وغير محايدة. وفيما يتعلق بمصر زعم التقرير أيضا اتساع هامش الحرية بصورة تمكن الجميع من التعبير عن آرائهم وتضمن لكل كاتب معارض أن يعبر عن وجهة نظره كاملة، إلا أن الشق الخاص بمصر والذي أعده نقيب الصحفيين المصريين عاد ليؤكد أن الصحفيين مازالوا يعانون من وجود ترسانة ضخمة من القوانين المقيدة للحريات، ولا تزال عقوبة الحبس في جرائم النشر تشكل عاملا رادعا للصحفيين رغم وعود إلغاء الحبس في قضايا النشر. وانتقد التقرير وجود 32 مادة في قانون العقوبات تسمح بجرجرة الصحفيين إلي المحاكم، وانتشار ما يسمي بقضايا الحسبة التي يرفعها أصحاب المصالح السياسية وبعض الدعاة المتشددين دينيا ضد الصحفيين، لدرجة جعلت التقرير يصفها بأنها أخطر القضايا التي يواجهها الصحفيون والمصورون. وعلي الجانب الآخر هاجم عدد من الصحفيين المصريين والعرب تقرير الاتحاد عن الحريات الصحفية ووصفوا الاتحاد بأنه وسيلة في يد الأنظمة الحاكمة وتقاريره تفتقد المصداقية ولا تعبر عن واقع الممارسة الفعلية، ودلل الصحفيون علي اتهاماتهم بقيام الاتحاد بتكريم الرئيس التونسي في الوقت الذي سُجن فيه زملاءهم من الصحفيين. حيث قال جمال فهمي عضو مجلس نقابة الصحفيين المصريين إن الاتحاد أصبح اتحادا حكومياً وتقاريره لا تعبر عن الصحفيين ولا تعكس الحالة المذرية التي يعيشها الصحفيون، ومن ثم فمثل هذه التقارير تفتقد المصداقية. وأكد فهمي أن اتحاد الصحفيين العرب لا نسمع له صوتاً تجاه الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون ثم يخرج علينا كل عام بهذا التقرير ويعود بعده ليصمت طوال العام، وتساءل فهمي: كيف لهذا الاتحاد أن يتحدث عن الحريات وهو من كرم الرئيس التونسي الذي قام بسجن زملائنا الصحفيين في تونس؟. أما الكاتب الصحفي الكويتي محمد الوشيحي، فبالرغم من ثنائه في البداية علي موقف الاتحاد ومساندته له في القضية التي أقامها رئيس الحكومة الكويتية ضده علي خلفية مقال نشره بجريدة الدستور، فإنه عاد ليحذر من تحول الاتحاد لسلاح في أيدي الزعماء العرب. فيما قال الكاتب الصحفي وائل الإبراشي رئيس تحرير جريدة صوت الأمة إن الأنظمة العربية تتباهي كل وقت بوجود هامش من الحريات الصحفية، ولكن المشكلة الأساسية أن تلك الحرية تعطيها الأنظمة الحاكمة بمنطق المنحة والهبة وتحت شعار : أعطيها لكم لكني أستطيع أن آخذها في أي وقت، وعندما يتحول الحق إلي منحة فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتباهي وتتفاخر به النظم الحاكمة.