ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم الاثنين أن عشرات الآلاف من الوثائق السرية تتعلق بالحرب الأفغانية نشرت بدون تصريح من جانب موقع (ويكيليكز) وتكشف بشكل عام عن تفاصيل مؤلمة تتعلق بالمعاناة التى يلاقيها الجنود الأمريكيون فى حربهم مع مقاتلى طالبان الذين تزداد قوتهم بشكل مطرد وفى العمل مع الحلفاء الباكستانيين الذين يساعدون فيما يبدو أيضا التمرد الأفغانى. وقالت الصحيفة - فى موقعها على شبكة الإنترنت - إن الوثائق التى يزيد عددها عن أكثر من 91 ألفا ومعظمها تضم تقارير مرفوعة من الميدان تمثل واحدة من أكبر الانكشافات المفردة عن معلومات مثل هذه فى التاريخ الأمريكى. وأشارت إلى أن موقع (ويكيليكز) قدم هذه المادة إلى (نيويورك تايمز) الأمريكية ، و(الجارديان) البريطانية ، ومجلة (دير شبيجل) الألمانية قبل عدة أسابيع شريطة أن لا يجرى نشرها قبل ليل أمس الأحد حتى ينشرها. وأوضحت الصحيفة أن هذه الوثائق - التى تغطى الفترة من يناير 2004 وحتى ديسمبر 2009 وعندما بدأت إدارة أوباما فى نشر أكثر من 30 ألف جندى إضافى فى أفغانستان وأعلنت عن إستراتيجية جديدة - تقدم رؤى جديدة فى فترة تزداد فيها طالبان قوة ويشعر المدنيون فيها بخيبة أمل متزايدة إزاء حكومتهم ويعبر الجنود الأمريكيون فى الميدان عن الإحباط إزاء انخراطهم فى قتال دون موارد كافية. وقالت (واشنطن بوست) إن الوثائق كشفت وللمرة الأولى عن أن متمردى طالبان يستخدمون فيما يبدو صواريخ حرارية محمولة تطلق من السطح إلى الجو تستهدف طائرات الهليكوبتر الأمريكية ، وساعدت هذه الصواريخ التى قدمتها الولاياتالمتحدة للمجاهدين الأفغان الذين كانوا يقاتلون الجنود السوفييت فى الثمانينات من القرن الماضى فى إلحاق خسائر كبيرة بالاتحاد السوفيتى السابق حتى سحب قواته من أفغانستان فى 1989. وأشار أحد هذه التقارير - التى تعود إلى ربيع 2007 - إلى أن شهود عيان رأوا ما بدا أنه صاروخ حرارى يدمر هليكوبتر نقل طراز (شينوك -47) مما أدى إلى مقتل خمسة أمريكيين وبريطانى وكندى ، وكشفت (التايمز) البريطانية ولأول مرة عن هذه الوثيقة فى مراجعتها للملفات.
