تبدو العالمية حلمًا لصناع السينما في العالم كأن الشهرة والنجاح المحلي لا يكفي، التجربة الهوليوودية جعلت من الفيلم الأمريكي بسطوته وطغيانه علي المشاهدين في جميع أنحاء العالم نموذجًا ساحرًا يسيطر علي نجوم السينما والمخرجين في دول العالم، وانقسمت العالمية إلي نوعين، الأول أن يكون الفنان محلياً حتي النخاع فتصبح أعماله محط اهتمام السينما العالمية، والنوع الثاني أن يذهب الفنان ويطرق الباب العالي لهوليوود ويجرب حظه في أن يصبح واحداً من أصحاب الحظوة والنجومية العالمية، وينتمي المخرج التايواني «أنج لي» إلي النوعين معاً، فهو رغم دراسته للفن في الولاياتالمتحدة في السبعينيات، توجه إلي السينما التايوانية ونجح في جذب النظر إلي موهبته وقدراته الفنية من خلال عدد من الأفلام، وبالإضافة إلي نجاحه الدولي داخل تايوان فقد رشح فيلمين من الأفلام الثلاثة إلي أوسكار أفضل أجنبي، بالإضافة إلي ترشيحات الجولدن جلوب والبافتا البريطانية وحصل بالفعل علي الدب الذهبي من مهرجان برلين عام 1993 عن فيلمه «طعام وشراب رجل وامرأة"، وبدأ في تلقي عروض إخراج فيلم في هوليوود نفسها، وفي عام 1995 قام بإخراج فيلمه الهوليوودي الأول «أحاسيس ومشاعر» «Sense and Sensibility» وهو دراما رومانسية مأخوذة عن رواية شهيرة للكاتبة «جين أوستن» وكتبت له السيناريو وشاركت في بطولته الممثلة البريطانية الشهيرة «ايما طومسون»، وحقق الفيلم صدي كبيرًا لدي النقاد، ورشح لسبع جوائز أوسكار فاز منها بأوسكار السيناريو، وفاز «أنج لي» بالدب الذهبي مرة أخري من مهرجان برلين، وبات جلياً أن مهارة لي وأسلوبه المختلف منحاه مكاناً مميزاً في السينما العالمية، وفتحت له هوليوود أبوابها وأحضانها. منذ منتصف التسعينيات بدا تركيز لي علي أن يحفر لنفسه مكانة مهمة في هوليوود آخذا في التنامي، ولكنه لم ينجح في تحقيق نفس صدي فيلمه «أحاسيس ومشاعر»، ويعود لي بعد عدة أفلام بفيلم يحمل ثقافة السينما الأسيوية ولكن باتقان وابهار هوليوودي وهو فيلمه «النمر المتحفز والتنين الواثب» «Crouching Tiger, Hidden Dragon » الذي كان ناطقاً بالصينية وحقق نجاحاً كبيراً علي المستوي التجاري والنقدي، فهو أول فيلم أجنبي يكسر حاجز 100 مليون دولار إيرادات، وأول فيلم أجنبي يرشح لجائزة أوسكار الفيلم الأجنبي، بالإضافة لجائزة أوسكار أفضل فيلم ويحصل علي 10 ترشيحات في عدد كبير من الفئات الأخري، وقد حصل الفيلم بالفعل علي 5 جوائز أوسكار، وأصبح الفيلم ظاهرة نجح فيها لي في صنع فيلم يحمل أجواء الميثولوجيا الأسيوية وفنون القتال في قالب من الفانتازيا والرومانسية. لم يحصل «أنج لي» فعلياً علي الأوسكار إلا عام 2006 عن فيلمه المثير للجدل «جبل بروكباك» عن قصة حب بين رجلين، وعاد في عام 2007 إلي أجواء الاحتلال الياباني للصين من خلال فيلم الجاسوسية «شهوة وحذر» « Lust, Caution» وبسبب مشاهده الجريئة منعت بعض الدول عرضه وصنف في الولاياتالمتحدة للعرض للكبار فقط وهو تصنيف نادر الحدوث. من أعمال «أنج لي» هذا الأسبوع: « Crouching Tiger, Hidden Dragon» ميعاد العرض: غداً الثلاثاء 9 مساءً علي قناة «show movies action» بطولة: يون فات شو، ميشيل يو، زي زانج.