الفشل الكلوي المرض الرسمي لسكانها رئاسة مركز بسيون ..لا ترى ولا تتحرك مدينة بسيون واحدة من أقدم مدن محافظة الغربية الثماني، يمتد تاريخها إلي العصر الفرعوني وكان لها من الأهمية في هذا العصر ما جعل إحدي قراها عاصمة مصر الفرعونية في فترة من الفترات، إلا أن هذه الأهمية التاريخية تحولت إلي إهمال واضح مع حكومة لا تهتم إلا بمصالحها الشخصية، ولا تولي المواطنين أي اهتمام حتي فيما يتعلق بالحاجات الأساسية من ماء نظيف وعمل شريف وسكن رخيص ومواصلات سهلة وغيرها من حقوق المواطنة التي تضمن حياة إنسانية كريمة للمواطن. إذا أردت أن تزور مدينة بسيون فما عليك إلا أن تنتظر دورك في موقف المعرض بمدينة طنطا وأن تتحلي بالصبر خاصة في موسم الدراسة أو مع خروج الموظفين من عملهم، والأهم من ذلك أن تشتري بقدر المستطاع مياها معدنية حتي لا تتعرض لخطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل الفشل الكلوي أو التيفويد والالتهاب الكبدي الوبائي والفيروسات التي تنتج من تلوث الماء والغذاء، فلون المياه الذي يشبه في كثير من الأحيان لون التمر هندي في بسيون سيدفعك مثل عشرات الأهالي إلي اللجوء إلي المحال التجارية لشراء المياه المعدنية، فزيارة واحدة للمدينة تكفي لتغيير فكرتك ونسيان ما درسته عن أن المياه ليس لها طعم ولا لون أو رائحة، ففي مدينة بسيون الوضع مختلف لأن مياه الشرب لا تختلف أبدا عن مياه الصرف الصحي، فهما صديقان مختلطان وممتزجان تماماً وهو ما يؤكده الأهالي طوال الوقت، حتي إن مئات الشكاوي التي يرسلونها إلي المسئولين تأتي دائما دون جدوي. مشكلة تلوث المياه أيضا كانت كفيلة ب بمعاناة العشرات من الأهالي بأمراض متوطنة مثل الفشل الكلوي، والتيفويد والالتهاب الكبدي الوبائي، خاصة قرية كفر سالم التي أكد الأهالي إصابة العديد من الأطفال فيها بالتيفويد والالتهاب الكبدي الوبائي فيروس «أ» التي نتجت عن بيع سلع ومنتجات غذائية مغشوشة، وبالرغم من الدور المفترض في القضاء ومنع تفشي هذه الأمراض، امتنع مستشفي الحميات عن تسجيل أعداد المصابين أو إجراء التحاليل اللازمة خوفاً من تحمل المسئولية!! لا تقل معاناة الأهالي من مشكلة المياه عن معاناتهم مع مشكلة الطرق المستهلكة والمتعرجة والتي تفتقد أيا من المطبات الصناعية أو وسائل الإنارة، وهو ما يفسر ارتفاع معدلات الحوادث خاصة علي طريق طنطا - بسيون، وهو ما دفع المواطنين دوماً إلي التجمهر وقطع الطريق احتجاجاً علي مصرع أبناء القري المطلة علي تلك الطرق، مطالبين بإنشاء مطبات صناعية أمام مدخل كل قرية، امتدادا إلي معاناة الأهالي من نقص حصة اسطوانات الغاز وهو ما أدي إلي حدوث العديد من المشاجرات والمصادمات بين المواطنين أمام المخازن ومنافذ البيع في أزمة الغاز السابقة. وينتمي إلي بسيون العديد من الشخصيات اللامعة مثل الفريق سعد الدين الشاذلي قائد القوات المسلحة المصرية في حرب 1973، والزعيم الوطني مصطفي كامل، الدكتور زغلول النجار المفكر الإسلامي ومفسر نظريات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، والدكتور محمد شتا نائب أول وزير للاقتصاد ومن مؤسسي الوفد الجديد، عبد الفتاح باشا حسن سكرتير عام الوفد في عهد النحاس باشا وعضو مجلس النواب وأول وزير للشئون الاجتماعية في مصر، ومحمد عيد محامٍ مصري ترشح للرئاسة أيام عبد الناصر واعتقل علي إثرها وكان من الناشطين في حزب الوفد وهو رابع اسم في قائمة اعتقالات سبتمبر 1981، الدكتور أحمد العسال مستشار الجامعة الإسلامية العالمية بباكستان، المؤرخ والصحفي جمال بدوي، بالإضافة إلي الإعلامي أحمد المسلماني.