علي الصفحة الأولي من جريدة «الجمهورية» يوم الثلاثاء الماضي قرأت تصريحا للوزير «أحمد درويش » يحيي فيه المواطن البسيط الذي ربط الفساد بمشاكل الاقتصاد، وقال سيادة الوزير لا فض فوه ومات حاسدوه: إن هذا المواطن.. البسيط عبر بنظرته الثاقبة عن أهم تكلفة للفساد وهي البطالة ونقص فرص العمل.. والحق أقول إن كلمات معالي الوزير أدخلت السرور إلي قلبي والحبور إلي نفسي.. إيه الفتح ده يا عمنا درويش.. كتر الله من أمثالك، صحيح الله ينور عليك ملاحظة في محلها لا يلحظها إلا العلماء ببواطن الأمور، بل إنني أزيد وأقول إنك ما شاء الله سابق سنك وتحتاج إلي شيخ جليل يرقيك من الحسد والعين الوحشة «اسم النبي حارسك» وصاينك يا معالي الوزير، يا راجل سايق عليك النبي ما تصرح بأي حاجة تاني وداري علي حكمتك، واحفظ نبوغك وعبقريتك حقيقي والله خايف عليك من قلبي يا شيخ.. بقي المواطن البسيط ربط بين الفساد ومشاكل الاقتصاد.. ولما هي الحكاية كده أنت بقي يا عمنا ربطت بين أي الأشياء؟ ويا تري الملاحظة الجهنمية دي سعادتك كنت واخد بالك منها من زمان؟! ولو الإجابة بنعم فماذا أنت فاعل يا معالي الوزير باعتبار معاليك أرفع وأنفع من المواطن البسيط لأن معاليك تجلس علي كرسي الوزارة وفي يدك سلطة ولديك بسم الله ما شاء الله قوة ملاحظة يحسدك عليها زملاء معاليك من الوزراء ويهيئ لي أنك تفهمها وهي طايرة ولكن آه لو توقف الأمر عند عملية الملاحظة والفهم والنصاحة ولم يتعد ذلك إلي الفعل.. والفعل الذي أقصده هنا هو محاربة الفساد الذي اكتشفه المصري البسيط وربط بينه وبين مشاكل الاقتصاد.. فما بالك لو علم بالأمر نفسه المصري «المركب» غير البسيط فهل سيكتفي بعملية الربط أم سيقوم بالحل أم سيكتفي بالمشاهدة والفرجة؟.. وأنا يا معالي الوزير أصدقك القول بأنني من البسطاء ولا أخفي عليك أنني سعيد بالانتماء إلي هؤلاء فقد اكتشفت أنهم بسطاء ليس في الحياة فقط.. ولكن في الحظوظ أيضا باعتبار أن الحكومات التي تعاقبت منذ تولي الحزب الوطني الديمقراطي لم تعمل لصالح هؤلاء بدليل أن أغلب إخوانك من الوزراء هم من طبقة رجال الأعمال وأن معظم القرارات التي صدرت هي لخدمة غير البسطاء، ولهذا فقد وقع ظلم بيّن علي الشريحة الأعظم من أبناء شعب مصر، ولعلك يا معالي الوزير تتذكر معي كلمات ابن عروس التي قال فيها: لابد من يوم معلوم.. تترد فيه المظالم أبيض علي كل مظلوم.. أسود علي كل ظالم نفس هذا الكلام حوره البسطاء والذين يشغلون بال سعادتك.. أقول أضافوا عليه من عندياتهم ما يجعله أكثر مواءمة مع العصر فقالوا: لابد من معلوم.. تمتد فيه المظالم أسود علي كل مظلوم.. أبيض علي كل ظالم ويا حبذا يا معالي الوزير الملاحظ بل الجيد الملاحظة أقول يا ريت تكلف خاطر معاليك وتنزل من برجك الوزاري وتختلط بالمظاليم والبسطاء، ساعتها سوف تجري تصريحات علي لسان سعادتك لن يكون لها أول من آخر، فالمسائل أصبحت لا تحتمل والناس اللي فوق نسيوا الناس اللي تحت.. فلا تفكير في مشاكلهم ولا نظرة إلي أحوالهم ولا اهتمام بشئونهم وكأنهم نسيا منسيا.. يا معالي الوزير.. نظرة للمساكين والغلابة والمهمشين «علشان الصورة تبقي أحلي!!».