أنا فعلاً خايف ومتوغوش علي مستقبل وحال أخينا المهندس سامح فهمي وزير البترول والثروة المعدنية فهو بسم الله ما شاء الله طول النهار عمال يعلن لنا عن آبار بترول جديدة ومنابع للغاز الطبيعي تتفجر في مختلف أنحاء البلد، ويبدو أن معالي الوزير زهق من كثرة البترول والغاز المكتشف فقرر أن يغير شوية، ولذلك أعلن لا فض فوه ومات حاسدوه أن كمية الذهب التي أنتجتها مصر.. بسم الله.. الله أكبر.. وصلت في خلال ستين يوماً فقط لا غير 910 أطنان أما الفضة فكان نصيبها 110 كيلو، هكذا جاء الخبر في جريدة «الأخبار» في يوم 17/3/2010 علي الصفحة السادسة وأعتقد أن صحة كمية الفضة هي 110 أطنان وليس كيلو، المهم أن المهندس سامح فهمي فرحان ومبسوط ومنشكح علي الآخر لهذه الاكتشافات وهو أمر أخشي أن تطوله بسببه عين العين التي هي فيها عود وكمنجة كمان وأسأل معالي الوزير أن يداري علي ذهبه وياقوته ومرجانه وبتروله.. وغازه حتي يبارك الله فيما رزق وقد تابعت معالي الوزير البترولي والحق أقول إنه لا يفوت جمعة إلا ويزف إلينا البشرة باكتشاف جديد للغاز أو بحقل آخر للبترول وها هو يعلنها مؤخراً بأن ما أنتجته مصر خلال ستين يوماً فقط من الذهب والفضة يفوق ما أنتجته مصر خلال القرن الماضي بأكمله.. وهنا يجب أن نتوقف ونسأل معالي وزير بترولنا الهمام.. طالما أن ستين يوماً فقط.. أنتجت ما يفوق علي إنتاج مائة عام بالتمام والكمال.. فأين ذهبت هذه الأموال الطائلة يا معالي الوزير؟ إنها تضرب تصريحات جهنمية تجعل واحداً مثلي من أهل مصر يتصور أننا في طريقنا إلي التحول من مجتمع إنتاجي إلي مجتمع استهلاكي.. فلماذا يعرق الفلاح ويشقي العامل بعد اليوم وكل يوم هناك بنزين وجاز وميثول وغاز وذهب ومرجان وياقوت وأحمدك يارب!! إن المواطن المصري اليوم بعد تصريحك هذا يا سيدي ستنقلب أحواله وتتبدل أحلامه، فهو سيفكر في السيارة الشيفرولية العشرة متر والجلابية السكروتة الحرير والساعة الرولكس من الذهب المحلي الممتاز والفيلا الفاخرة التي تطل علي البحيرات الصناعية، وقد تتطور الأحلام مع تصريحات معاليك الدائمة والمستمرة والمتصاعدة فيفكر المصري في قضاء الصيف علي شواطئ الكوت دازور في فرنسا والشتاء متزحلقاً علي رمال دبي وربما يذهب إلي قطر وبالتحديد إلي عاصمة العرب الثقافية وكعبتها السياسية «الدوحة العظمي» من أجل متعة المشاهدة علي المسرحيات القطرية والأفلام القطرية ويشنف أذنه بالغناء القطري الذي يقود ثورة الطرب في عالم العرب وأتخيل المواطن المصري بعد هذه التصريحات ولا هم له سوي إنفاق هذه الأموال الخارجة من بطن الأرض وبطن الجبل وقد يشغل نفس هذا المواطن أوقات فراغه في اللعب في صوابع أقدامه والبحلقة في السماء الزرقاء والسرحان في فضاء الكون. يا عمنا العزيز الغالي سامح فهمي.. هي إيه الحكاية بالضبط.. هو سعادتك مش عايش في بلادنا ولا إيه.. ده البنزين 80 عامل أزمة مالهاش حل في بلادنا بالطول والعرض والبوتاجاز الناس تسمع به.. ولا تراه، أما حكاية الذهب الذي تفاخر به أهل مصر فإن يا معالي الوزير الإيد قصيرة.. والعين بصيرة.. فأغلب الناس في بلادنا هذه الأيام يتزوجون ويشبكون بالذهب الصيني.. بعيد عن معاليك وهو بالطبع ذهب ليس له علاقة بالذهب المصري المستخرج من 60 يوماً بكمية تعادل المستخرج في مائة، ولكنه ذهب شكلاً.. أما الموضوع فاسمح لي.. وعلي العموم نحن نبارك خطوات معاليك ونسأل الله أن يفتحها في وشك ويجعل الناشفة خضرا في إيد سعادتك.. لكن وحياة النبي يا عمنا الوزير تبطل التصريحات إياها دي علشان الناس الغلابة إللي مش لاقية تهرش.. ويا حبذا لو أن معاليك أثناء مرورك بمجلس الوزراء ألقيت نظرة علي الرصيف المواجه للمجلس في منطقة قصر العيني ساعتها ستدرك أن كل التصريحات وكل الاكتشافات وكل الوعود وكل الحاجات والمحتاجات لا تساوي ثمن الورق الذي نشرت علي صفحاته فهناك عشرات بل مئات بل آلاف البيوت في بر مصر تعرضت للخراب والدمار وهم في أمس الحاجة إلي توفير لقمة العيش، ويا حبذا لو أن معاليك خصصت إنتاج الذهب خلال الستين يوماً المقبلة من أجل بناء مصنع أو مستشفي أو مساكن شعبية تساهم في التخفيف عن المهمشين من أهل مصر الذين يتفرجون ويسمعون إلي مثل هذه التصريحات ولا أستطيع أن أصارح معاليك بما يخرج من أفواههم من تعليقات.. لسبب بسيط للغاية هو أن تعليقاتهم إذا نشرتها.. فسوف يعاقبني عليها القانون.. وكل تصريح ومعاليك بألف صحة وأفضل حال.