أعتقد أنه من النضج بمكان أن تقر الأصوات التي تحمست لأوباما بالخطأ بدلا من التبرير أو تغيير الموضوع؛ ذلك لأنني أظن أننا بحاجة إلي تنمية ثقافة الاعتذار واحترام المعتذر - وآهي أحسن من ثقافة الفواتير - حيث إننا لا نعرف كيف نتراجع معتذرين عن مواقف كنا نظنها سليمة، كما أن محيطنا لا يحترم المتراجع حتي وإن رجع للحق. (لما حد يعتذر المفروض تكبّره مش تبص له من فوق لتحت). قرأ وسمع جلنا الكلام الرومانسي الذي بثه أوباما عبر شاشات التلفاز للإسرائيليين. العواطف المتدفقة من رئيس أمريكي للكيان الصهيوني ليست جديدة، والتطاول علي العرب والمسلمين، ومسح أسفلت الشارع بأنوفهم من قبل الأمريكيين أيضا ليس بالأمر الجديد. الجديد هو أن أوباما كل يوم يؤكد لي أنه فرج الذي أغوي حميدة في رواية «زقاق المدق». مر علينا رؤساء أمريكيون بعدد النجوم - بينما لم يمر علينا سوي ثلاثة رؤساء وحتة - ولم يكن بينهم رئيس واحد ينظر إلينا بوصفنا بشراً لهم أيد وأرجل وأعين وآذان، نأكل ونشرب، نفرح ونحزن، مثل باقي البشر، إلا أنها المرة الأولي التي أشعر فيها بأن الرئيس الأمريكي لا يستحق إلا أن ينادي بكلمة «واد». أي والنبي، ما أقولش عليه إلا الواد أوباما، ما بتطلعش حاجة تانية، شكله كده واد من اللي بيبرطشوا علي البنات «أستغفر الله العظيم»، ويأخذون أموالهن ليشتروا بها منقوع براطيش. لا تسلني من أين أتيت بهذا الإحساس، لكن هذا الفيلم الساقط يتداعي في ذهني كلما نظرت إلي صورة باراك حسين أوباما، الذي اعتذر للإسرائيليين عن اسم والده. قال إيه، الواد أوباما يقول للإسرائيليين: ما استغناش، ده إنتي أم العيال. ويقول عنا: هم اللي بيحبوني وأنا ماليش ذنب، وبيطاردوني، طب والله لما بيتصلوا باكنسل عليهم، وجولي الكباريه كذا مرة وأنا قلت لكابّو يطردهم من علي الباب، وبعدين يا عبط الكلمتين اللي قلتهم كان عشان أحميكم من شرهم، وأنا ما وعدتهمش بحاجة، همَّا بقي عايشين في الوهم مش مشكلتي، أنا ماليش غيركم. إيييه؟ طب والله قال هذا الكلام، أهو: «التوجه للمسلمين يحمل رسالة من معانيها تخفيف الأخطار والعداء في العالم الإسلامي لإسرائيل». و«استنكرت كل محاولة لدق أسفين بيننا، بما في ذلك خلال خطابي في القاهرة». كما أكد أن بنيامين نتنياهو رجل سلام، وكونه من اليمين المتطرف يعتبر ميزة! عادت المذيعة الإسرائيلية يونيت ليفي لتعلق علي حوارها مع أوباما قائلة إن أوباما يعيش مشاعر الإسرائيليين لحظة بلحظة وإن «كل الستات بيغيغوا مني مش عاغفة ليه؟ ماما وبابا عملوني حلوة أنا ذنبي إيه؟» ومازال بعض العرب يغنون لأوباما: من خمسة لخمسة ونص وأنا واقف باستناك، وعينيا عليك بتبص يا عبيبي ومش شايفاك. (هي يا عبيبي بالعين، ياريت المصحح ما يغيرهاش) كفاية بهدلة بقي، احترمي نفسك يا حميدة، ربنا فاتح باب التوبة.