عاشور: الحكومة تختار من يقومون بتمثيل دور المعارضين البنهاوي: مرض رئيس الحزب لا يمنع الحزب من القيام بدوره عيسي: كيف يرفض الناصري خوض انتخابات الشوري بسبب التزوير ويقبل أمينه العام قرار الدولة بتعيينه؟! عاشور تواصلت ردود الأفعال الغاضبة في أعقاب كشف الكاتب الصحفي أحمد الجمال - نائب رئيس الحزب الناصري - عن الصفقة التي تم بمقتضاها تعيين أحمد حسن - أمين عام الحزب- في مجلس الشوري، وكيف أن أجهزة الأمن، خاصة أمن الدولة، أصبحت صاحبة اليد العليا داخل أحزاب المعارضة، وأكد عدد من الناصريين أن ما حدث يدعو للدهشة والسخرية، إذ كيف يقبل أمين عام حزب معارض التعيين في الشوري وحزبه رفض خوض هذه الانتخابات بسبب التزوير؟! حيث قال سامح عاشور -النائب الأول لرئيس الحزب الناصري-: إن تصريحات الكاتب أحمد الجمال حول الحزب وأمينه العام لا يمكن التشكيك فيها، «لأن الجمال ليس صاحب هوي أو مصلحة» وأضاف: «الحكومة حولت الحياة السياسية إلي حزب يحتكر كل شيء وأشخاص يقومون بتمثيل دور المعارضة والحكومة ناجحة في اختيار من يصلحون لأداء هذا الدور». وتساءل عاشور كيف يمكن للحكومة أن تختار معارضيها وتعينهم في مجلس الشوري؟ قائلاً «الحكومة لا تطلب ترشيح عضو من الحزب بل تختار شخصًا بعينه» وأضاف: «لو طلب منا اختيار عضو للتعيين كنا سنختار أحمد حسن». وأكد عاشور أن الجمال لم يكن يقصد الإساءة لضياء داود بالحديث عن مرضه،لافتًا إلي أن داود كان قد أعلن منذ سنوات عدم رغبته في الاستمرار في رئاسة الحزب ولكن أعضاء الحزب هم الذين تمسكوا به. وقال عاشور: إن مرض داود يرتبط بتقدمه في السن ويجب أن يتم إعلان حالته الصحية بشكل صحيح. من جانبه انتقد توحيد البنهاوي- عضو المكتب السياسي للحزب الناصري- تصريحات الجمال بالقول: «لا يجوز أن يتم إعلان هذه التهم بهذا الشكل الذي يسيء إلي الحزب ورموزه وتاريخه ومواقفه، مؤكدًا أن هناك ألف طريقة أخري للانتقاد» لا سيما أن الحزب له مواقفه المبدئية والمحترمة علي حد قوله. وأكد البنهاوي أنه اتصل هاتفيا بأحمد الجمال وطلب مقابلته مع أحمد حسن وسامح عاشور للحوار حول الحزب ودوره خلال الفترة المقبلة، لافتا إلي أن الحزب قد تلقي اتصالات بالفعل من «جهات في الدولة» تطالبه بخوض الانتخابات، وتؤكد أن هذه المرة ستكون مختلفة عن كل انتخابات سابقة ولن يحكمها التزوير، لكن البنهاوي لم يكشف عن الجهات التي اتصلت بالحزب قائلا: «اسألوا الأمين العام للحزب فلديه التفاصيل». وحول حديث الجمال عن انتهاء دور ضياء الدين داود وإصابته بمرض «الزهايمر» منذ عدة سنوات واستمراره في رئاسة الحزب قال البنهاوي إن غياب داود لا يمنع الحزب من القيام بدوره مضيفًا: « لائحة الحزب تنظم مسألة غياب رئيسه وتجعل من اختصاصاته في يد النائب الأول للرئيس وهي التعديلات التي تم إدخالها علي اللائحة الداخلية في عام 2005. أما الدكتور حسام عيسي -أستاذ القانون بحقوق عين شمس والمفكر الناصري- فقد شن هجومًا عنيفًا علي من سماهم «قيادات عصر الهوان والمهانة» قائلاً: « ما يحدث في الحزب الناصري- علي بشاعته- أمر ليس مفاجئا بالنسبة إليَّ فقد كانت وجهة نظري منذ أكثر من 10 سنوات أن الأحزاب تحولت إلي جزء من أجهزة الدولة بالمعني الكامل للكلمة وأن الدولة أصبحت تستخدم هذه الأحزاب في إهانة مفهوم «الحزب» في عيون المواطنين حتي تظل مسيطرة ومتحكمة في كل شيء. وقال عيسي: الأمر المثير للدهشة أن الحزب الذي يرفض أن يخوض انتخابات الشوري لعدم وجود أي ضمانات لنزاهتها هو نفسه الذي يقبل أمينه العام بالتعيين بقرار من الدولة، مضيفا: «مصر أصبحت مليئة بقيادات فقدت حس الكرامة الشعبية» قائلا: «أشعر بالغثيان كلما سمعت عن طريقة إدارة الحزب الناصري». وكان الكاتب الصحفي والمفكر أحمد الجمال قد أشار خلال حواره في برنامج بلدنا بالمصري الذي تعرضه قناة «أو تي في» الفضائية إلي أن ضابطًا في أمن الدولة قد اتصل بأمين عام الحزب الناصري وطالبه باختيار مرشح للحزب في مجلس الشوري قائلا: النبي قَبِل الهدية « فرد عليه» أمين الناصري «واحنا قبلنا الهدية علي حد ما جاء بحوار أحمد الجمال الذي أضاف أن الأمين العام للحزب الوطني اتصل بأمين الناصري وأكد له اختيار الرئيس مبارك له في الشوري فلما طلب « حسن » مهلة للتفكير باغته الشريف بالقول إن الأسماء ستعلن بعد ربع ساعة. وكان الجمال قد انتقد خلال الحوار غياب ضياء الدين داود -رئيس الحزب عن العمل الحزبي- منذ ثلاث سنوات لإصابته بمرض الزهايمر، ومع ذلك ما زال مستمراً في رئاسة الحزب.