روي عن المغربي أنه قال : ردا علي الذين شمتوا في فضيحتي بفشلي في صفقة شراء جزيرة آمون ، قررنا نحن أحمد المغربي وزير الإسكان شراء فندق آمون بالمهندسين وفضائية الجزيرة بقطر ، وتسكين الفضائية بالفندق ليتحقق الحلم ويصبح لدينا جزيرة آمون .. كانت هذه واحدة من أهم وأطرف رسائل المحمول التي وصلتني هذا الأسبوع وأضحكتني وشغلتني . عشرات هي بل مئات الرسائل من هذا النوع التي تصلني وربما تصل إليك أنت أيضا ، وفي كل رسالة معني وخبر ودلالة . وأذكر أنني كلما فكرت وتأملت في رسائل المحمول المنتشرة والمتبادلة بين الناس في مصر هذه الأيام ، أشعر وكأنها صحافة رأي جديدة يعبر فيها الناس عن مشاعرهم ويتبادلون فيها آراءهم بكثير من السخرية وقليل من السياسة . ولقد حاولت أن أحصي وأفتش فيما وصل إليّ من رسائل وامتلأت به خزانة رسائلي هذا الأسبوع ، فوجدت أن بعضا منها يتحدث عن خطط وقرارات وسياسات المغربي الفاشلة التي أدت إلي تدهور وسوء أحوال المدن الجديدة وحربه ضد سكانها الأصليين من أبناء الطبقة المتوسطة وتطفيشهم والقضاء علي فلسفة هذه المدن وأهدافها ، والبعض الآخر يتحدث عن سر العودة لرجل الأعمال رامي لكح وانضمامه المفاجئ لحزب الوفد وعلو نجمه وصعوده السياسي الملحوظ ، ومن أطرف هذه الرسائل : أن مواطنا من سكان مدينة 6 أكتوبر ذهب إلي الوزير المغربي وسأله : لماذا أنت تكرهنا وتحاول أن تدمر مدينتنا فقال له : احمد ربنا إنك مش هناك دلوقت ، وآخر الذي كان يلبس علي رأسه طربوشا مغربيا وفي عز الحر كان يمشي به في شوارع القاهرة فلما استغربه الناس وسألوه : حضرتك باشا قديم من إياهم ولا دي موضة فأجاب : لا دي شقة المغربي . . وأما الرسائل الخاصة برامي لكح فإنها تنوعت مابين رفض تصعيده السياسي و ترشحه للانتخابات البرلمانية المقبلة علي قوائم حزب الوفد ، ومابين أموال البنوك والديون التي عليه ولم يسددها حتي الآن مثل « أشعر أن لكح عضو يستمتع بالدخول والخروج والحصانة في مجلس الشعب .. فتزداد كراهيتي للعضو اللي حيلتي ، وأخري تقول : لكح الذي في الوفد ، أموالنا التي في جيبه ». قبل أن تناقشني في هذه الرسائل وفحواها وإن كانت وصلت لديك أو لم تصل ، أرجوك فتش في الرسائل التي في خزانة رسائل هاتفك المحمول ، صدقني ستشعر مثلما شعرت أنا ، إنك ممسك بصحيفة ساخرة هي في يد الجميع ، ترن أو تهتز وكلما كان هناك خبرا أو حادث جديد تريدك أن تطالعه وتضحك عليه وتتفاعل معه ، إنها صحيفة تصحبك دائما إلي عالم من السياسة والسخرية والفساد والاستغفار . دعونا نعترف .. نحن جميعا ننام ونصحو وفي يدنا هواتفنا المحمولة ، تلاحقنا وتأثرنا بهذا النوع الجديد من الإعلام والصحافة ، ولا أغالي إذا ما قلت إن هناك قرارات مصيرية ربما أخذناها تأثرا بما أبلفتنا به جلالتها ، ففي الانتخابات البرلمانية والنقابية مثلا ، كلنا يلاحظ كيف بدأت تلعب هذه الرسائل دورا مهما في التأثير في خيارات الناخبين وحسم نتائج الانتخابات لصالح من هو أكثر قدرة علي التعامل معها والاستفادة منها ، وفي الانتخابات البرلمانية المقبلة أزعم أنها ستكون الورقة الرابحة في الدعاية الانتخابية و من سيجد تطويعها وتطويرها وصياغتها سوف يكون من الرابحين إن شاء الله . . وأما الرابح الأكبر فهي شركات الاتصالات ، فهنيئا لها كل هذه الملايين من الأموال ، ورحمة بنا نحن من نفاد الرصيد .. نعم نحن نعيش في بلد المحمول .. وبلد المحمول بلدي .. وأترككم مع هذه الرسائل. اكتشفت إدارة المرور أن أكثر قاطعي الإشارات الحمراء هم « السرحانين في الرئيس القادم». نفسي أكون جنبك وأهمس في ودنك وأقول لك من قلبي وكل مشاعري:« معاك أي مبلغ سلف لآخر الشهر ». - أنت الأمل والود. أنت الفرح والسعد. أنت عبير الورد. افرح بقي يا قرد. ثلاثة لا يتحملهم الإنسان: 1- فقدان صديق 2- قصة حب فاشلة 3- سياسات الحكومة البايخة.