.. مش عارف بالظبط.. العيب فيا ولا في السيستم؟!.. ولست علي يقين من أمري فيما يخص حالة اللا مبالاة تجاه الأحداث الجسام التي تجري وقائعها علي خشبة المسرح العربي والدولي.. والمحلي كمان.. (لا أري مدعاة للكذب هنا).. وأذهب إلي أنه يوجد كثيرون مثلي.. من جيلي ومن أجيال أخري.. ربما علي أساس أن مافيش فايده.. وجايز لأن الاستقرار هو سيد الموقف.. والاحتمال الأكبر لأننا نجلس دائما في مقاعد المتفرجين.. وفي الصفوف الخلفية خالص.. بعيداً عن خشبة المسرح وبمنأي عن الأبطال.. وطبعا مش عارفين نكلمهم ولا نتصور معاهم ولا نسلم عليهم حتي!!.. إحنا يادوب شايفينهم طشاش.. والمقاعد الخلفية في الحقبة الزمنية الأخيرة أصبحت محجوزة بأسامينا.. ونحمد الله إننا لسه ماخرجناش من المسرح خالص.. وبعيداً عن جلد الذات.. وفي محاولة للإجابة عن السؤال الاستهلالي.. العيب مش فيا ولا فيكم.. ولامؤاخذة في السيستم.. نعم أيها الإخوة المواطنون.. (الله يرحمك ياناصر. كانت هذه استهلاليته).. فقد تغير النظام العالمي وتغيرت معه نظم عديدة.. ومفاهيم شتي.. وتغيرت وجوه وتبدلت مقاعد وتباينت مواقع..ولكننا وفي حالة خاصة جدا وشديدة التفرد انتحينا جانباً وقدسنا الديمومة وأعلينا الاستقرار وكرسنا الأنتخه ومارسنا الصمت ولم نتحول..... قد يتبدل اسمك ورسمك.. ولكن جوهرك الفرد لايتحول.. الصمت وشمك.. والصمت رسمك.. والصمت حيث التفت يرون ويسمك... بين خيوط يديك المشبكتين المصمغتين يلف الفراشة والعنكبوت.. هكذا استقرأ أمل دنقل المستقبل منذ أكثر من ربع قرن (كان يوجه الخطاب لأبينا الذي في المباحث واليوم للجميع)... نخش بقي في الموضوع... كان السير إستانلي راوس هو الرئيس منذ 1961 وفي 1967 استقال.. آه والله!!.. ليخلفه جاو هافيلانج حتي رحل عن الرئاسة وعن الدنيا في 1998.. ليتمكن الرئيس الحالي جوزيف بلاتر.. من مقعد رئاسة.. الاتحاد الدولي لكرة القدم.. ونتذكر بكل العرفان للرئيس الإنجليزي راوس أنه أول من أتاح لكل العالم أن يشاهد فعاليات كأس العالم (طبيعي يعني أن يشاهد العالم كأس العالم) في عام 1966 عبر أجهزة التليفزيون.. وعندما تولي... هافيلانج البرازيلي علي نفس السياسة العولمية.. وهكذا كنت ممن أسعدهم الحظ بمتابعة كأس العالم 1970 والتي فازت بها البرازيل.. ومازلت أذكر فوزها في النهائي علي إيطاليا 4-1.. أيام بيليه وكارلوس ألبرتو.. والهدف الرابع الرائع عندما زحلق بيليه الكرة ببساطة للقادم من الخلف كارلوس ألبرتو ليودعها مرمي إيطاليا مختتما أهداف البرازيل.. وتابعنا كل كئوس العالم اللاحقة.. وكنا نرتب كل مواعيدنا والتزاماتنا (حتي مواعيد الخطوبة والجواز).. حسب جدول مباريات كأس العالم كل أربع سنوات.. وكان التليفزيون المصري بقناتيه الأولي والثانية.. قبل الدش وكل الاختراعات دي.. كان التليفزيون يذيع كل المباريات علي الهواء.. ببساطة وسهولة ودون أي تعقيدات.. وارتبط لدينا كل كأس عالم بنجم معين أو بأحداث خاصة.. كأس 74 وألمانيا هي البطل ونجمها جيرد مولر.. ثم 78 الأرجنتين ونجمها أبو شعر طويل جداً ماريو كمبس.. و82 إيطاليا البطل وزوف الحارس وروسي الهداف.. ثم كأس 86 والبطولة للأرجنتين مع مارادونا الذي تألق وأبدع..ثم كانت كأس 90 ولها عند كل المصريين منزلة خاصة.. وكنا وياللعجب من ضمن فرق هذه البطولة.. وكان تاريخنا فيها مشرفاً جدا!!.. فقد خرجنا من الدور الأول بالمركز الأخير في المجموعة.. بنقطتين من تعادلين مع هولندا 1-1.. عندما هبطت عدالة السماء علي استاد باليرمو.. كما أخبرنا بذلك محمود بكر.. وأحرز مجدي عبد الغني هدف مصر الأوحد والوحيد.. في مرمي هولندا من ضربة جزاء لبسها حسام حسن للحكم.. وتعادلنا مع أيرلندا سلبيا وعقدناهم من الكورة بأسلوب الجوهري.. عندما هدد الجنرال أي لاعب مصري يعدي نص الملعب التاني بأن يقطع رجله.. ثم انتهت رحلتنا المظفرة بهزيمة من انجلترا بهدف.. ورجع فريقنا البطل يحتفل بهدف عدالة السماء لمدة سنوات.. وعاش مجدي عبد الغني علي ذكراه حتي اليوم.. واستمتعنا في هذه البطولة بكاميرون روجيه ميلا.. وفازت ألمانيا بالكأس تحت قيادة باكينباور.. والنجوم كلينسمان ورودي فولر.. وتواصلت البطولات ونحن نجلس في المقاعد الأولي للمتفرجين أمام التليفزيون المصري.. وجاءت 94 وفازت بها برازيل دونجا وروماريو وبيبيتو.. ثم 98 وفرنسا زيدان.. وبدأت الكره الجميلة في التراجع.. و2002 برازيل رونالدو ورونالدينهو.. وبدأت لعبة التشفير والبيزنس بكل رخامتها.. ومعها بدأنا كمشجعين لكرة القدم نشعر بالقهر والزهق.. وهي مش ناقصة أصلا.. لذلك ياعم بناقص الكرة الخارجية.. كفاية علينا الداخلية.. أقصد الكرة الداخلية.. يعني الدوري والكأس بتوعنا بكل ظرفهم ولطفهم.. والأهلي وحكامه ولجان اتحاده الملاكي واللوبي الأحمر وما إلي ذلك.. وأنا ورغم أني مشجع كوره زي الكتاب مابيقول.. إلا أنني أفضل مباراة بين الحرس والجونة مثلاً عن مباراة بين تشيلسي ومانشستر (لأن اللي نعرفه أحسن من اللي مانعرفوش).. بلا أوروبا بلا كاس عالم بلا وجع دماغ.. بناقص.. ويا جزيرة لاتفرجيني ولا عايز تحليل منك.. الإيه آر تي كانت أرحم وأسهل بكتير (دي السعودية ودي قطر)... وعودة إلي السيستم.. وبعيدا عن الإحصائيات الرقمية.. فإننا فقدنا حرارة التواصل مع أي فعاليات.. رياضية أو غيرها.. لأن الشعب ولا مؤاخذه بقي بيطلع تلاته... عشان كل حاجه وأي حاجه.. مش حتبقي الكوره كمان.. ونستني بتوع الجزيرة يتكرموا علينا بماتش ولاّ اتنين علي القناة المفتوحة.. لأن الأغلبية مابقاش عندها القنوات الأرضية اللي بتذيع..!! وهنا يستوقفني تساؤل منطقي للحكومة.. يا أيتها الحكومة النظيفة.. أيهما أفضل وأكثر راحة لكم.. شراء بطولات وماتشات والشعب يتفرج وينبسط ويتلهي.. ولاّ نصرف نفس الفلوس دي وجايز أكتر علي استحكامات أمنية وتدابير داخلية.. ومواجهة اعتصامات ووقفات وجايز الأمور تتطور وواحد ولا اتنين يموتوا.. بالله عليكم أي الحالتين أفضل وأريح؟؟ خلونا نتابع من كراسينا المحجوزة لنا في آخر المسرح.. أفضل لكم كثيرا من أن نعتلي خشبة المسرح ونشارككم الدور.. وقد نسرق منكم الكاميرا ونأخذ السوكسيه.. وحينذاك لن نختلف كثيراً حول من يصلح أن يكون الزعيم...