فجأة أصاب جمعيات المرأة المصرية خرس من نوع خاص أمام حقوق المرأة المسيحية في حرية الزواج والطلاق.. قد لا يكون سبب الخرس معلوماً للأطباء.. ولكنني أعرف سببه جيداً... فالبابا شنودة لن يسمح لهن بالكلام.. في مسألة هي من صميم الشأن المسيحي من وجهة نظره.. فعقيدة البابا لا تسمح للمرأة بالزواج إذا ما تم طلاقها لغير علة الزني... ومن هنا فهو يرفض أي حكم قضائي يخالف عقيدته ولا يرتضي أي سبب لطلاق المرأة إلا أن تزني... وطبعاً أنا ليس لي تعليق علي هذا الموقف حتي وأنا أرفضه خاصةً أن هناك الآلاف من الإخوة المسيحيين يعترضون بطرقهم السلمية علي موقف البابا... وهو ما يسمي بلغة السياسة «شأن داخلي للكنيسة مع أبنائها». لكن الذي يدهشني هو ذلك الخرس الذي أصاب جمعيات المرأة بكل أنواعها.. وقد كنت تري الواحدة منهن بمناسبة وغير مناسبة تقوم بالفتوي ودس أنفها في كل أمر إسلامي وشرعي.. وتمارس الفتونة قبل الفتوي علي الشعب المصري الذي لا يفهم دينه من وجهة نظر هذه الجمعيات مع استمرار حقنة عرض فيلم «أريد حلاً» ثلاث مرات قبل الأكل يومياً للتأكيد علي حق «فاتن حمامة» في طلب الطلاق من «رشدي أباظة» الشرير الذي لا يوافق علي طلاق زوجته حتي تتزوج من ابن الجيران كل هذا اختفي يا أصدقائي.. ودخلت جمعيات المرأة الشقوق وعلي رأي الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي «كل شيء انكشف وبان» ذلك أن موجة هذه الجمعيات مضبوطة علي اتجاه واحد.. وهو الاتجاه الذي تحل من خلاله البركات وتأتي الإكراميات من خزائن أوروبا.. ومن ناحية أخري فإنك إذا بحثت عن المخرجة السينمائية إياها فلن تجد لها أثراً.. وكأن صوتها قد انقطعت عنه الحرارة فأصبح مرفوعاً من الخدمة.. مع أنها ملأت الدنيا اعتراضاً علي الحجاب والمطالبة بحق النساء في الطلاق والزواج دون قيد أو شرط.. والادعاء بأنها تفهم الإسلام أكثر من فهم الإمام «محمد عبده» وأقل قليلاً من فهم «الحافظ بن كثير».. إلا أنها تعتقد أنها في مستوي الإمام الشاطبي.. وحاولت أيها السادة أن أبحث عن كلمة واحدة لهذه المخرجة في تلك الأزمة فلم أجد ولا حتي تحت السجادة أو في درج مكتبها. المهم يا سادة أنني لا أناقش موقف البابا.. فهو حر في مواقفه وهو رجل يدافع بطريقته عما يراه حقاً من حقوقه.. لكن المسألة التي تحزنني هو ذلك الخوف والخرس الذي أصاب أهل العلمانية في مصر وأنصارها.. وبالذات جمعيات النسوة المرتعشات وقد وقفن أمام هذه القضية فلم تنطق إحداهن بكلمة لا عن حرية المرأة المصرية المسيحية في الزواج ولا في الطلاق ولا في أي حاجة ثانية حتي تلك الجمعية النسائية الكبري التي تشفط من ميزانية الدولة وأموال الشعب عشرات الملايين شهرياً.. اختبأت في جبل الفئران داخل حوش عتاقة علي اليمين وأنت داخل.. وبمناسبة الخوف الذي أصاب الجمعيات النسائية فيروي أن الفأر «سيسي» دخل إلي الملهي الليلي وهو في حالة سكر شديدة.. وأخذ يتوعد الحاضرين من الحيوانات صارخاً.. «فيه حد النهارده حيشوف نهايته إن شاء الله» فسمعه القط الأسود «مشمش» فضربه ضربة أطاحت برأس الفأر وسقط علي الأرض وهو يترنح قائلاً «مش قلتلكم».. وعجبي