مسئول بالجمارك: قرار«رشيد»بحظر دخول السلع الصينية دون شهادة منشأ لم يتم تفعيله والقرار لم يوقف الإغراق تشهد أسواق الإسكندرية حالياً حالة إغراق شديدة من السلع الصينية رديئة المستوي منخفضة الأسعار،مما يهدد مستقبل الصناعات المحلية التي تشكل نحو 50% من الصناعات المصرية، وتسبب في إغلاق الكثير من المصانع ببرج العرب في مجالات الأدوات الصحية والكهربائية و تشكيل المعادن والملابس وغيرها.. بعد ثلاثة أشهر فقط من قرار رشيد محمد رشيد- وزير الصناعة والتجارة- حظر دخول السلع الصينية غير المصحوبة بشهادات فحص وغير المطابقة للمواصفات إلي السوق المصري. ويقول عدد من التجار إن الإغراق الصيني ضرب الاقتصاد السكندري في مقتل منذ عدة سنوات، وتسبب في إغلاق كثير من المصانع الصغيرة والمتوسطة بالمناطق الصناعية، بسبب رخص أسعار المنتجات الصينية علي حساب الجودة، التي تدخل حتي فترة قريبة دون فواتير حقيقية، مقابل جمارك مخفضة، ما أضر كثيراً بالصناعات السكندرية، وخرب بيوتنا. وأوضحوا أنه إذا كان القرار الأخير الذي يجبر المستوردين علي تقديم شهادة منشأ وفواتير سليمة سيقلل الإغراق، فستبقي مشكلة أخري هي البائع الصيني المتجول الذي وصل إلي البيوت، وأصبح مشهدا معتادا أن يطرق بابك الباعة الصينيون بجملتهم الشهيرة «ماما هنا ؟»، وهو ما أثر فعليا في مجالات سوق الإكسسوارت والملابس، مطالبين بتقنين أوضاع هؤلاء الباعة. في حين أكد مصدر مسئول بمصلحة الجمارك أن الجمارك لم تزد علي السلع الصينية ومازال العمل جاريا بتعريفة ال « 5%» مهما كان منشأ السلعة، وأن القرار الأخير لم يوقف الإغراق الصيني، مشيرا إلي أنه مازال طوفان السلع الصينية غير المطابقة للمواصفات متدفقا. وأوضح أن أكثر القطاعات الاقتصادية تضررا من الإغراق هو قطاع السيارات حيث يتم ضبط شحنات كبيرة من قطع غيار السيارات المقبلة من مصانع بير السلم في الصين بمحطة الحاويات الصينية داخل ميناء الإسكندرية «الساحة الصينية ».. مشيرا إلي أن القرار الأخير لن يغلق أبوب الإغراق نهائيا، وأن الاعتماد علي أجهزة الرقابة داخل الصين لن يفيد..وأضاف:السبب الأساسي في الإغراق الصيني يعود إلي جماعة المستوردين المصريين الذين يستوردون أردأ وأرخص سلعة، وهناك من يتعاون معهم لتسهيل دخولها للبلاد..مما سيؤدي بمرور الوقت إلي تدمير كل الصناعات السكندرية، وزيادة البطالة والمشاكل الاجتماعية..في حين تتوافر البضائع الصينية عالية الجودة بدول الخليج، التي قننت الاستيراد وتطبق شروطاً صارمة جداً من ناحية الجودة. من ناحيته أكد صلاح الدين الأيوبي -رئيس شعبة الكيماويات بالغرفة التجارية بالإسكندرية - أن الإغراق الصيني أضر بقطاعات متعددة، محذرا من خطورة اختراق هذا المنتجات الرديئة لقطاع الكيماويات، لأنها في منتهي الحساسية والخطورة علي الاقتصاد المصري ، وطالب «الأيوبي» بتخفيض نسبة الجمارك وتسهيل إجراءات استيراد الكيماويات وتحديث أجهزة الكشف عليها مما يضمن مستقبلا أفضل للصناعة والوقاية من الإغراق..مشددا علي ضرورة منع إقامة معارض صينية بالإسكندرية. ويؤكد شاكر النجار -رئيس لجنة الاستثمار بمجلس محلي محافظة الإسكندرية- أن الإغراق الصيني سبب مشكلة كبيرة جداً للصناعات السكندرية التي لا تستطيع مواجهة الأسعار الصينية الرخيصة جداً، وهناك لجنة مشتركة بين محلي إسكندرية ومحلي شنغهاي يتم تفيعلها حالياً ليكون علي رأس أولوياتها التنسيق بين رجال الأعمال المصريين والصينيين لتبادل الاستثمارات وتشديد الرقابة علي منع الإغراق وتوفير جو ملائم للتبادل التجاري مع الصين، حيث يجري تأسيس مركز اتصالات خاص لتسهيل التبادل التجاري والسياحي مع الصين.. حتي لا تتعرض الصناعات السكندرية لمزيد من الانهيار.