.. ساحة القضاء تغلي... المحامون ثائرون، والكل يعاند الكل... اللعبة صارت مَن الأقوي، ومَن القادر علي فرض إرادته وسطوته وسلطاته، بغض النظر عن العدالة والحق والحرية ... الأمن يرفض الاعتراف بأن بعض رجاله ليسوا ملائكة، أو قديسين، وأنهم بشر كأي بشر، يُخطئون ويتجاوزون... والشباب ثائر، والأمن متعنت، واللعبة نفس اللعبة... مَن الأقوي، ومَن يمكنه فرض سطوته وإثبات سلطانه... العمال ثائرون غاضبون؛ بسبب الظروف الاقتصادية، وتجاهل الدولة لهم، وحمايتها للفاسدين في الوقت ذاته، والدولة بدلاً من أن تستمع إليهم، أحالت أمرهم للأمن، وفضت اعتصامهم بالقوة، وارتاحت راحة الجهلاء، وتركت البركان يغلي في القلوب والعيون. الدولة والنظام عميت أبصارهم... لأنها ساعة القدر... وفي ساعة القدر، يعمي البصر... عندما تحين ساعة السقوط، لا يري أي نظام أنه في سبيله إلي هذا، ولا يتذكًَّر أن نظماً أكثر قوة وأشد جبروتاً منه، سقطت، وانهارت، وأبيدت، وحوكمت، وأعدمت أيضاً، عندما حانت ساعة القدر، وعميت فيها أبصارهم. وزير التعليم وحده، قادر علي رفع درجة الغليان إلي ألف درجة مئوية علي الأقل، بجبروته وعنفه وسياسته، التي باركها نظام جبابرة، وأيدها نظام طغاة، وكل هذا لأنها لعبة قوة وجبروت، وليس حقاً وعدالة وحرية وحقوق إنسان. كل الجبهات ثائرة، ملتهبة، غاضبة، عنيفة... كل الجبهات تشتعل. كل الجبهات تنتظر لحظة الانفجار... والنظام أعمي، مصرُّ علي لعب نفس اللعبة.. لعبة القوة والجبروت. وربما كان هذا لصالح الشعب، ولصالح الحرية والحق والعدالة وحقوق الإنسان، لأن ما يحدث، وأسلوب تعامل النظام معه، أشبه بفتيل قنبلة يشتعل، ويسري اشتعاله في سرعة، والجالس فوق القنبلة لا يراه، لأنها ساعة قدره... وساعة القدر، يعمي البصر.. ومازال للغضب بقية.