دايما في حالات الوفاة تلقي جمل الناس تصبر بيها أهل وأقارب المتوفي منها جملة بصراحة حكيمة بجد...وهي «كل شيء بيبتدي صغير ويكبر إلا الحزن بيتولد كبير ومع الوقت بيصغر» جملة مهمة جدا وتصيبك بالقلق إن ماكانش الرعب أحيانا، يعني إيه؟ يعني إن كان علي الحزن مافيش مشكلة ومقدور عليه لأنه أهو فعلا بيبتدي كبير ومع الوقت بيصغر.. إنما المصيبة في الحاجات اللي الصغير بتاعها بيكبر دي...ما هو أصل فيه حاجات لو الصغير منها كبر تبلعنا...تعمل مشاكل كبيرة أوي تجيب من الآخر زي مابيقولوا... خلينا مركزين علي فكرة إن كل حاجة بتتولد صغيرة وتكبر وتعالوا نتخيل بقي كل حاجة من الحاجات الجاية دي لما تتحول من XXL ل Small . مثلا لما تركب مترو الأنفاق هتلقي في النص عربيتين مخصصين للسيدات ومكتوب عليهم علي كل باب في العربيتين إنهم للسيدات فقط حتي العربية اللي سيدات لوقت محدد مكتوب عليها من كام لكام ولكن...تدخل العربية تلقي الآتي: أحيانا كتيرة... تلقي كل الأماكن المخصصة لجلوس الناس قاعد عليها رجالة فاردين ضهرهم وطالعين برجليهم لقدام .. ممددين يعني وبيبصوا للستات اللي واقفة بصة فيما معناها «إيه ده مش تخلوا عندكم دم إزاي تدخلوا علي الناس متروهاتها كده ستات بجحة صحيح»، أو نظرة تانية من ست واقفة تشحت بوقفتها ونظراتها..تشحت مكانها في عربية السيدات من راجل لا عاجز ولا عجوز والمفروض إنه راجل وهو بيبصلها بصة تعني «مثلي يا أختي مثلي وحياة أمي ماهقوم ده انتوا بقيتوا زي الرز هتاكلونا خلاص في الشوارع والأشغال» أحيانا تكبر في دماغ ست وتقولهم لو سمحتوا العربية سيدات بحزم كده وبثقة..تسمعوا الرد الآتي «ما انتو بتيجوا عندنا عربيتنا وبنسيبكم عادي» صاحب الرد ده بيتكلم وهو قاعد..بجح يعني..الست تقوله مابنجيش عندكم المكان للسيدات ..يرد هو بنرفزة ماتسكتي بقي مش نازل..تتحمس هي أوي وتقوله طييييييب أنا هقول لأمين الشرطة..في المحطة الجاية وأول ما المترو يقف تلقي الست واقفة زي «كبير البصاصين» علي باب المترو وبغضب تبص علي أمين الشرطة وفي الحالة دي بتحصل حاجة من الاتنين.. أولا: إما ماتلقاش أمين شرطة أصلا في المحطة. ثانيا: أو تلقاه وتقوله يا أمين لو سمحت هنا سيدات والأستاذ راكب وقاعد كمان ..فيرد الأمين إيه يا ست زي عملة «انتي عاوزة تدخليني في مشاكل وشرانية ليه»؟ وبعدها تلقوا صاحبنا اللي راكب ومأنتخ ده بيضحك وكإنه انتصر ويبصلها بكيد وغيظ يخليك تشك هو مين فيهم الست ومين فيهم الراجل؟!...أنا حليتها للستات مرة والله وقولتلهم اللي داخل داخل وهو قرأ علي الباب إنها سيدات ومع ذلك قرر ودخل ..يبقي « هو عارف نفسه وبعدين ربنا أمر بالستر» دي حاجات ربنا بيستر فيها أهو اعتبريه زي أختك ونستحمل بعض..خاصة وإن فيه ستات في قلب العربية بيدافعوا عن بقاء الراجل في العربية رغم إنه مش قريبها إنما جايز فكرتهم في كده إنهم شحوا ولازم نحافظ علي البقية الباقية منهم ومن باب أنهم «بيطروا القعدة»المهم بالطول بالعرض الراجل بيركب عربية السيدات ويقعد والستات كبار ومسنين وحوامل يقفوا والموضوع يعدي ويسود الصمت. نيجي للشارع.. الواحدة تبقي ماشية في أمان الله وفجأة حتة تحرش كده علي الماشي...ويبقي الرد حاجة من اتنين 1- يا خجل وكسوف كإن البنت عاملة عاملة وتمشي ساكتة. 2- أو إنها تطلع بت جدعة وتشتم الحمار أو تمسكه لو لحقته وفي الحالة دي تفضل تشتم وتهلل ويكون رد فعل الناس كالآتي: غالبااا يبصوا للبنت مش للي اتحرش بيها.. وكإنها بتقولهم علي أسعار الخضار الجديدة والبنت تبدأ تحس بالندم ياريتني مازعقتله أو انفعلت وسيبته عدي آديني فضحت نفسي ومافيش حد اهتم وتمشي البنت مكشرة وبتبرطم مدة كام متر وبعدها تمشي وسط الناس اللي شافوها وهي بتشتكي وبرضه يسود الصمت. ومواقف بقي كتيررر ماتعدوش بتنتهي بسيادة الصمت...أعتقد ده صمت الخرفان. نرجع لبداية كلامنا للحاجات اللي بتبتدي صغيرة وتكبر...تفتكروا الندالة وقلة النخوة وإن الواحد يستقوي علي ست دي ممكن لما تكبر تقلب نايه؟ السؤال ده مش زيادة في سطور المقالة.. لا ده للتأمل. طب التحرش لما يكبر ويترعرع كده من خلال سكوتنا ممكن يقلب نايه؟ أعتقد بأفلام إباحية في الشارع العامل المشترك والعنصر اللي ممكن تتغذي عليه الظواهر دي وغيرها هو السكوت...اللي هو «الصمت». وكلمة الصمت دي بتفكرني بفيلم من أفلام السبعينيات اسمه «أبناء الصمت» والمقصود «بأبناء الصمت» رجالة فضلوا مستنيين من 67 ل 73 في صمت عشان يحاربوا...ولما حاربوا ماتوا في صمت برضه فداناوفدا الأرض دي والبلد دي فدا الصمت الجديد بتاعنا...لما تشوفوا فيلم أبناء الصمت ..تسموا و تكبروا وتقولوا ما شاء الله لأ الصمت خلف يا زين ما خلف رجالة حرروا البلد بدمهم.. مش بالرغي كان صمتهم وموتهم بديل لرغيهم واحتلالهم... بأي شكل من أشكال الاحتلال المتعارف عليها أو المستحدثة..لما شفت خلفة الصمت وتربيته من خلال فيلم «أبناء الصمت» فضلت أدور وأفتش لحد ما عرفت إن الصمت أبو أبناء الصمت أبو الرجالة..كانت له أخت..بس يكفينا الشر مش تمام...تحرش تفوت وتسكت ماتتكلمش...ظلم تسكت وتعمل ماشافتش..ندالة تسكت مشجعة في صمت..قلة كرامة وامتهان تسكت وتقول أما أربي ولادي وأعيش...لحد ما ربت ولادها ربتهم علي صمتها هي صمت غير صمت أخوها بتاع الحرب..لأول مرة الولاد مابيطلعوش لخالهم زي ما دايما بنقول... صمتهم معفن وهو الصمت الحالي ..واللي خلاني اكتشفت إننا مش أبناء الصمت لأ.. ده إحنا ولاد أخته اللي سحلتنا معاها.