قال طارق فهمي استاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي فى القاهرة شهدت حالة من التصادم ورفع سقف المطالب بين الطرفين، تجوزت فكرة الحديث عن المعبر والميناء، واصبح الأمر يتعلق بمطالب تعجيزية، حيث طالب الوفد الإسرائيلي بضرورة نزع سلاح تنظيمات المقاومة، وهو شرط مستبعد من الأيام الأولى للتفاوض، فى المقابل طرحت السلطة الفلسطينية ووفدها فكرة رفع الحصار الكامل عن قطاع غزة. وأضاف فهمي خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «مصر فى يوم» على فضائية «دريم2»، مساء الأثنين، أن اسرائيل تشهد حالة من التصعيد العسكري والإستراتيجي وعمل شو إعلامي لايخدم أي آلية من آليات التفاوض، مشيرًا إلى أن إسرائيل تشهد مظاهرات حاشدة تدعو لضروة إستمرار الحرب وهو الأمر الذى يدعو للتساؤل خاصة أن الشعارات التى كانت ترفع كانت تدعو لقص ريش حماس والدفع بها إلى الهاوية فقط.
وأكد فهمي، أن الجانب الإسرائيلي من الواضح أنه يريد حل من جانب واحد، بحيث لا يعطي أى تنازلات فى الملفات المطروحة وبذلك يكون له الصلاحية فى التدخل فى قطاع غزة حينما تقتضي الضرورة.
وأشار فهمي أنه تم مناقشة كثير من الأمور المتعلقة بإنشاء منطقة عازلة ستسحب مساحة من مناطق التماس بين القطاع وإسرائيل، ولكن فهمي أكد أن مثل هذه الأمور ستصل بنا إلى حائط سد لأن هذه الفكرة كانت مطروحة وتم إستبعادها على اعتبار أنهم دمروا الأنفاق فلا يوجد مشكلة فى هذا الإطار، وأوضح فهمي أن مثل هذه العناصر التفاوضية التى طرحت فى اللحظات الأخيرة هى شروط صفرية فى لغة التفاوض.
ونفى فهمى ما تردد عن أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعطى تكليفات للوفد الفلسطينى بالقاهرة بقبول أو رفض أي تفاوضات، مشيرًا إلى أنهم اصدروا قرار من قيادة فتح المسئولة لإدارة التفاوضات بالذهاب للأمم المتحدة والإنضمام للمعاهدات، مؤكدًا أن الجانب الإسرائيلي يخشى من أى قرارات إنفرادية أخرى تلجأ إليها السلطة الفلسطينية.
وعلى صعيد آخر، أشار فهمى أن الرئيس أبو مازن سيلجأ إلى أمر خطير فى حالة إستمرار فشل المفاوضات، وهو أن يتقدم بطلب للأمين العام للأمم المتحدة بوضع الأراضي المحتلة تحت حماية دولية، وأكد فهمي أن هذا القرار يجب أن يصدر من الجمعية العامة متزامنًا مع مجلس الأمن.
وأكد فهمي على الرغم أن الولاياتالمتحدةالأمريكية من المؤكد أنها ستدخل لعرقلة هذا المسار، إلا أن الأمر سيبقى مطروحًا فى الجمعية العامة على إعتبار أنها الممثل للمجتمع الدولي، مشيرًا إلى أنها خطورة رمزية مهمة للتأكيد على أن الجانب الفلسطيني لديه بدائل كثيرة.
وأوضح فهمي، أن الجانب الإسرائيلي أراد خلط الأوراق خلال الأيام الأخيرة، مشيرًا أنه طلب من المفاوض المصري عودة السفير الإسرائيلي إلى القاهرة، وطلب ضمانات مكتوبة من الإدارة الأمريكية متعلقة بأمن إسرائيل، وتعجب فهمي من علاقة هذه المطالب بمسار التفاوض ، مؤكدًا أن هذا الأسلوب من التفاوض هدفه دفع مسار التفاوض إلى مسار عبثي دون إلزام.