سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هدوء حذر فى غزة بعد إعلان الهدنة الإسرائيلية ل7 ساعات «معاريف»: مصر رفضت طلب الوفد الفلسطينى دعوة «مشعل».. و«والا»: واشنطن والدوحة تجددان عرض الوساطة.. ومسئولون فلسطينيون اتهموا الولايات المتحدة بتخريب الجهود المصرية
سادت حالة من الهدوء الحذر فى قطاع غزة، أمس، بعد أن أعلنت إسرائيل فجر أمس تهدئة إنسانية لمدة 7 ساعات فى قطاع غزة، تخللها بعض التوتر بعد أن واصلت الفصائل الفلسطينية إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، فيما ردت إسرائيل بعدد قليل من الغارات الجوية على القطاع، ما تسبب فى استشهاد طفلة وإصابة عدد كبير من الفلسطينيين، فيما ارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين منذ بدء الهجوم الإسرائيلى الدامى على القطاع، إلى 1820 شهيداً على الأقل أغلبهم من المدنيين، وما يزيد على 9200 مصاب. وحذر منسق الأعمال الإسرائيلية فى الأراضى المحتلة يوآف مردخاى، من أنه «فى حال انتهاك التهدئة، فإن الجيش الإسرائيلى سيرد بإطلاق النار على مصدر النيران الفلسطينية». من جانبه، قال سامى أبوزهرى المتحدث باسم حركة «حماس»، لوكالة أنباء «فرانس برس»: «التهدئة المعلنة إسرائيلياً هى من طرف واحد وتهدف إلى صرف النظر عن المجازر الإسرائيلية.. نحن لا نثق بمثل هذه التهدئة وندعو شعبنا لأخذ الحيطة والحذر»، فيما أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامى- أن أحد قادتها استشهد فى قصف إسرائيلى استهدف منزلاً فى جباليا شمال قطاع غزة. وقالت «سرايا القدس»، فى بيان، إن «قائد سرايا القدس فى لواء الشمال دانيال منصور، استشهد فى قصف صهيونى استهدف منزلاً فى جباليا». وكشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن أن الوفد الفلسطينى الذى حضر المفاوضات فى القاهرة، طلب رسمياً من المسئولين المصريين دعوة رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» خالد مشعل إلى القاهرة لحضور المفاوضات، مشيرة إلى أن مصر رفضت هذا الطلب حتى لا يكون هناك من يعطى الفضل فى التوصل لاتفاق التهدئة إلى «مشعل». ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر مصرية، قولها إن «المفاوضات مع الفلسطينيين ستكون الأساس الذى ستتفاوض عليه مصر مع إسرائيل بعد هذا»، ورجحت المصادر أن يصل وفد إسرائيلى إلى القاهرة خلال يومين على الأكثر. وكشف الدكتور صائب عريقات مسئول ملف مفاوضات السلام، عن أنه أعد مذكرة تتعلق بانضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية وعرضها على حركة «فتح» والفصائل الفلسطينية ووقع عليها الجميع لتحمل تبعات القرار، مشيراً -فى حواره للتليفزيون الفلسطينى أمس الأول- إلى أن «المذكرة عرضت على مشعل خلال زيارتى الأخيرة إلى قطر لطلب توقيع حماس عليها، ولكن مشعل طلب مهلة لدراستها». من جانبه، نقل موقع «والا» الإخبارى الإسرائيلى، أمس، عن مسئولين فلسطينيين من بين الوفد الفلسطينى المشارك فى مفاوضات القاهرة، قولهم إن الولاياتالمتحدة لا تزال تحاول عرقلة وتخريب الجهود المصرية لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، بهدف دفع قطر وتركيا إلى المفاوضات باعتبارهما وسيطاً رئيسياً، وأشارت المصادر إلى أن قطروالولاياتالمتحدة جددا عرضهما للوساطة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، مؤكدة أن المحاولات الأمريكيةالقطرية تبطئ من تقدم الجهود المصرية وتؤثر عليها سلباً. وأضافت المصادر أن مصر تحاول أن تقنع «حماس» بوقف إطلاق النار على أساس تفاهمات 2012 التى جرى التوصل إليها فى أعقاب عملية «عمود السحاب» العدوانية على قطاع غزة. وواصل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو محاولات إلقاء المسئولية على حركة «حماس»، مؤكداً أنه «خلافاً لعناصر حركة حماس، فإن إسرائيل لا تستهدف المدنيين الفلسطينيين ولا تطلق نيرانها على مدنيين وتأسف لأى هجوم يطال مدنيين فى شكل غير متعمد»، فى إشارة إلى الهجوم للمرة الثالثة على التوالى على إحدى المدارس التابعة لمنظمة غوث اللاجئين «الأونروا». وقالت الولاياتالمتحدة إنها تأسف للقصف المشين لمدرسة «الأونروا» فى رفح، فيما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، أن «هذا القصف الذى يشكل انتهاكاً فاضحاً جديداً للقانون الإنسانى الدولى، هو فضيحة من الناحية الأخلاقية وعمل إجرامى». وقال الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، إن قصف المدرسة التى تديرها الأممالمتحدة فى غزة «أمر مرفوض»، داعياً إلى «محاسبة المسئولين عن هذا الأمر»، فيما وصف بيير كراهينبول رئيس منظمة الأممالمتحدة لشئون اللاجئين الفلسطينيين، قصف المدرسة ب«الانتهاك الواضح للقانون الدولى»، مطالباً باحترام قدسية بعض المنشآت التى تخضع للحماية الدولية. من جانبه، دعا وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان، أمس، إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى التفكير بشكل جدى فى إسناد مهام السيطرة على قطاع غزة إلى الأممالمتحدة. وقال «ليبرمان»، لصحيفة «هآرتس»، إن «الكل يتساءل، ماذا سيحدث بعد انتهاء العملية؟ لنفترض أن إسرائيل تغلبت على حماس، هناك خيارات قليلة مطروحة؛ حيث يجب التفكير بشكل جدى فى سيطرة دولية من جانب الأممالمتحدة، على غزة». وميدانياً، واصل الجيش الإسرائيلى سحب بعض قواته البرية من قطاع غزة وإعادة نشر قوات أخرى على حدود القطاع فيما يشبه الحزام الأمنى، فى الوقت الذى أكد فيه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى بيتر ليرنر، أن العملية العسكرية لا تزال جارية. وواصلت الفصائل الفلسطينية قصف المدن والمستوطنات الإسرائيلية. من جانبه، قال السفير المصرى لدى فلسطين وائل نصرالدين عطية، إنه عند إطلاق المبادرة المصرية يوم 14 يوليو الماضى، لم يكن عدد الضحايا فى غزة يتجاوز 200 شهيد، ولكن الآن عدد الشهداء قارب على 2000، وهو ما صار يتجاوز قدرة منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية على التعامل معه، قائلاً: «إنها كارثة إنسانية بكافة المقاييس»، مؤكداً فى الوقت ذاته أن مصر بادرت بفتح معبر «رفح» البرى بشكل مستمر خلال الأيام الماضية، مطالبة كافة الأطراف بعدم اختلاق المشكلات وإعاقة عبورهم من الجانب الفلسطينى من المنفذ وتوفير ممر آمن لهم. وفى الوقت ذاته، ندد الرئيس الإيرانى، حسن روحانى، بعدم تحرك مجلس الأمن الدولى حيال «المجزرة» التى ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين. وقال «روحانى»، فى خطاب ألقاه أمام لجنة القدس فى حركة دول عدم الانحياز، إن «العدوان الوحشى لجيش هذا النظام الإسرائيلى قاتل الأطفال يتواصل مع سياسة متعمدة تقضى بارتكاب إبادة من خلال إنزال مجازر بالمدنيين وتدمير البنى التحتية والمنازل والمراكز الطبية والمدارس والمساجد»، مندداً ب«تواطؤ الولاياتالمتحدة وبعض الدول الأخرى أعضاء مجلس الأمن مع إسرائيل».