امتحانات الثانوية العامة والصبر علي البلاء وصلة الأرحام والتعذيب وغيرها من المواضيع كانت أهم ما تحدث فيه خطباء الجمعة في مساجد القاهرة والمحافظات أمس، حيث اعتبر بعضهم ما يحدث في امتحان الثانوية العامة مهزلة، بينما تعجب آخر من بكاء الناس لخروج منتخب من كأس العالم بدلاً من البكاء خوفاً من الله. ففي الدقهلية واصل الشيخ «نشأت زارع» خطيب مسجد سنفا خطبته عن «موقف الإسلام من تعذيب الإنسان» وقال يجب أن نفهم الدين علي أنه دفاع عن القيم والعدل وحق الإنسان في الحياة، فقال الله تعالي «إن الله يأمر بالعدل والإحسان». وتناول الخطيب تاريخ الإنسانية المكبل بالتنكيل والدماء والأشلاء بدءاً من فرعون الطاغية الذي حكي القرآن عنه و«إذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم»، وأيضاً قصة أصحاب الأخدود وما فعلوه بالمؤمنين من تأجيج نار في أخاديد وإلقاء المؤمنين فيها، وما فعله المشركون بأصحاب النبي من تعذيب وما حدث للمسلمين من محاكم التفتيش في الأندلس، وفي العصر الحديث مازالت تنقل لنا وسائل الإعلام أخباراً عن التعذيب للإنسان، وقسم الخطيب الكفر ثلاثة أقسام، كفر العقيدة وكفر النعمة وكفر السلوك، فأي إنسان يقوم بتعذيب إنسان ينطبق عليه كفر السلوك، وذكر أن أبالسة جهنم قد يحتاجون لدورات تعليم من الإنسان الذي تفنن في تعذيب أخيه الإنسان. وأشار الخطيب إلي أن الرسول وهو يودع البشرية في خطبة الوداع يقول لنا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا فلابد أن نفرق بين الدين والتدين، ومن يعتبر مثل هذه القضايا هامشية مخطئ، وحكي للمصلين بعض من أدوات التعذيب مثل الطوق الحديدي الذي يكسر الجمجمة والكرسي المليء بالمسامير ويجلس الضحية عليه والأربعة أحصنة التي تسير في اتجاهات عكسية كل حصان مربوط فيه إما ذراع أو رجل ثم يتمزق الإنسان هذا موثق عبر التاريخ. وفي النهاية طالب الدعاة بالحديث في هذه القضايا، وطالب الناس بفهم الدين فهماً جديد يعود عليهم بالعدل والحرية واحترام الناس، وهذه من ثوابت الدين. وفي محافظة مطروح، حذر خطيب الجمعة بمسجد حي الشروق من مسخ عقول الأطفال بما يسمي بالبلاي ستيشن والبلياردو وانتشار ظاهرة سب الدين فيما بينهم بشكل يثير المارة في الشوارع، فيما لا يتجاوز أعمارهم ال10 سنوات، مشيراً إلي أن سب الدين يعتبر كفراً بالله، كما نصت الشريعة الإسلامية، وإذا سب الرجل الكبير الدين ثم مات فجأة فلا يكفن أو يغسل ولا يصلي عليه. وحمل إمام المسجد مسئولية سوء تربية الأطفال إلي آبائهم وأمهاتهم في ظل انشغالهم عن تربية أولادهم، موجهاً حديثه إليهم خلال الخطبة بضرورة توجيه الأطفال إلي دور العبادة من المساجد ومراكز تحفيظ القرآن لتربية الأطفال علي كتاب الله بدلاً من مراكز الألعاب. وأوصي إمام المسجد جموع المصلين بالانتباه إلي أطفالهم وانتشالهم من الشوارع من وسط الأجواء المظلمة التي دفعتهم إلي تعلم السب والقذف ليس للناس فقط ولكن فيما يخص الدين، وضرورة الحرص علي توفير أوقات للجلوس معهم ومتابعتهم حرصاً علي مستقبل الأجيال القادمة. وتحدث إمام مسجد نادي المقاولون العرب للتجديف بالجيزة عن معني تسبيح الله في كل المواقف والأحوال، وعبر الإمام عن اندهاشه من اهتمام بعض الشعوب بمونديال كأس العالم لدرجة بكائهم علي خروج منتخباتهم، وهو ما يدفع الإنسان لتسبيح الله وشكره بعد ما يشاهده من أحداث عجيبة، وتحدث الإمام أيضاً عن الظلم ومن يتعرضون له، وقال إن الله عز وجل إذا أراد أن يهلك مكاناً أمر مترفيه وكبرائه للإفساد فيه، وهو ما فعله مع فرعون وهامان وجنودهما، وأضاف أن قوم لوط أيضاً فسقوا في الأرض ورفضوا الفطرة الإنسانية التي تسمح بتكوين الأسرة من رجل وامرأة، وقاموا بارتكاب الفواحش، وهو ما يفعله ويروج له حالياً في بعض المجتمعات الغربية التي تعطي الحق للرجل والرجل في الزواج والمرأة والمرأة كذلك وأيضاً تبني الأطفال. في حين، أكد خطيب الجمعة بمسجد الرحمة ببورسعيد أمس أن حال مصر الآن متدن للغاية بسبب الابتعاد عن الحياء من الله، مشيراً إلي أن الحياء من الله يلزمه الأخذ بتعاليمه وأوامره وسنة رسوله الكريم محمد «صلي الله عليه وسلم» والبعد عما نهي عنه. أما خطيب مسجد المحطة ببني سويف، فقد أكد عظم بلاء الأمة بسبب أمرين الأول: أن الصراع علي الولاية ينتهي بتولية المرء صاحب الحسب والنسب وليس علي أساس الكفاءة، وقال إن رسول الله «صلي الله عليه وسلم» اختار سيدنا «بلال» للآذان لأن صوته جهوري وندي ولم يختر فلاناً لأن أباه كذا وكذا. أما الأمر الثاني: فهناك أناس يأمرون بالمعروف ولا يأتونه وينهون عن المنكر ويأتوه مما جعل الفساد منتشراً في كل مكان وتلا قوله تعالي: «وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض». من جانبه، ندد خطيب أحد مساجد مدينة الفيوم بعمليات التعذيب التي تتم للطلاب وأولياء أمورهم والتي طالت أيضاً المعلمين بسبب ما يحدث في الثانوية العامة، وطالب الخطيب بوضع حد لما سماه المهزلة السنوية التي تتم تحت اسم الثانوية العامة، معتبراً أن هذا لا يحدث إلا في بلادنا بعد أن تحولت الامتحانات إلي سيف مسلط علي رقاب الأسر المصرية، مشيراً إلي ضرورة الاستعانة بالخبراء لوضع نهاية لهذه الأزمات المتكررة سنوياً، وأن الله «عز وجل» طالبنا بسؤال أهل الذكر في الامتحانات إن كنا لا نعلم. كما تناول إمام إحدي الزوايا حالة الاحتقان السياسي التي تشهدها شوارع مصر وأثرت بالسلب في المواطنين الذين كثر فيهم الانتحار وحالات الجنون هروباً من الواقع المؤلم الذي يعيشونه، وطالب الإمام المواطنين بالتحلي بالصبر، مشيراً إلي قول الله «عز وجل»: «واستعينوا بالصبر والصلاة». بينما تحدث إمام مسجد عبدالله وهبي عن الصبر وتناول أنواعه كما ذكرها القرآن فتناول الصبر علي الطاعات، والصبر علي المعاصي، والصبر علي البلاء الذي كثر في الدنيا هذه الأيام، وطالب الدعاة بأن يصبروا كثيراً علي آلام الدعوة إلي الله، كما صبر عليها «نوح» و«إبراهيم» و«أيوب» عليه السلام وسيد الصابرين محمد «صلي الله عليه وسلم». أما إمام مسجد الرحمة فقد تناول في خطبته نعم الله «عز وجل» وطالب المصلين بالنظر إلي من هم أقل منهم وليس من هم أعلي، وقال إن من النعم نعمتي المكان والزمان وإن الله لم يجعلنا من أهل العراق وأفغانستان وباكستان وأراضي الفيضان أو من عباد البقر والنار أو المحاصرين من أهل غزة الذين يأكلون ورق الشجر ولسنا من أهل المرض. وفي مسجد كوبري الجامعة بالجيزة تحدث الخطيب عن فضل صلة الرحم في الإسلام، وأوضح أن آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي «صلي الله عليه وسلم» تدعو إلي صلة الرحم، ورغبت فيها أعظم الترغيب، وكان الترغيب دينياً ودنيوياً، وقال: إن المجتمع الذي يحرص أفراده علي التواصل والتراحم يكون حصناً منيعاً، وقلعة صامدة، وتنشأ عن ذلك أسر متماسكة.