الفريق مهاب مميش: السيسى قال لى: خلِّى بالك فيه ناس مش هتسيبكم اتفقنا على مشروعات لإصلاح وصيانة السفن ومنتجعات سياحية ومناطق سكنية قرار الرئيس بتقليص فترة العمل من 3 سنوات إلى سنة دفعنا إلى زيادة شركات الحفر من 17 إلى 30.. والكراكات من 15 إلى 25
كانت هناك محاولات لتعطيل الملاحة بقناة السويس لكن رجال الهيئة العظماء نجحوا فى التأمين الملاحة لم تتوقف لحظة واحدة منذ ثورة يناير حتى الآن على الرغم من انشغال الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، بمشروع تنمية وتطوير محور قناة السويس، فإنه قرر أن يخص «الدستور الأصلي» بأول حوار صحفى مطول له، بعد يومين فقط من الإعلان عن مشروع «الحلم المصرى العظيم»، كاشفًا عن كواليس قرار حفر وتوسيع وإنشاء قناة السويس الجديدة، وتفاصيل أخرى تتعلق بلقاءات خاصة جمعته بالرئيس عبد الفتاح السيسى، قبل الإعلان عن القرار، ومتحدثا باستفاضة عن أعداء النجاح، وحملات التشويه الممنهج. ■ بداية، حدِّثنا عن تفاصيل مشروع «الحلم المصرى العظيم». - الحلم المصرى العظيم يتكون من مشروعين، الأول خاص بتنمية قناة السويس، أما الثانى فهو حفر قناة جديدة، وقمنا بتدشين المشروع الثانى الخاص بحفر القناه الجديدة، وهو تابع لقناة السويس مباشرة، ويطبق عليه القوانين الخاصة بالهيئة، وكان لدينا مخطط لتزويد نسبة الازدواجية فى قناة السويس، حيث جرى العمل فى البداية فى القناة على خط واحد بتفريعاته، وبالتالى يطول زمن مرور السفن فى القناة، فضلا عن وجود مناطق انتظار داخل المجرى الملاحى، وكانت المشكلة أن التكلفة تمثل عبئا، سواء فى تكاليف الطاقم، أو إيجار المركب، فى نفس الوقت نحن مقبلون على مارد قادم فى التجارة من الصين، وشرق آسيا، وبالتالى سنكون مطالبين بتحسين الخدمة البحرية لكل السفن، بخاصة أن التجارة بها ستمر من قناة السويس، فإذا كنا غير قادرين على استقبال واستيعاب هذه السفن، ستتوجه تلك الدول للبحث عن قناه بديلة، وبالتالى كان لا بد لنا من تجهيز أنفسنا، وحل المشكلات، والتى كان من بينها مشكلة عمق القناة الذى لا يستوعب سوى 8 سفن فقط، من تلك التى تزيد عمقها على 45 قدما فى مناطق الانتظار، لذلك قمنا بتعميق كل مناطق الانتظار إلى 66 قدما، حتى تتمكن السفن العملاقة من المرور من قناة السويس، إلا أن الأمر تغير الآن، وأصبحت الرحلة التى تقوم بها 4 سفن، عبارة عن رحلة واحدة لسفينة عملاقة، وذلك لتوفير الوقود، وقررنا أن لا ننتظر حتى تقع المشكلة فى المستقبل، ولن ينفع وقتها الندم، مثلما حدث فى سد النهضة، فوضعنا جميع الحسابات، ووجدنا أن كل يوم تمر 49 سفينة من قناة السويس كمتوسط، وفى عام 2023 ستمر 97 سفينة فى اليوم، وأدركنا أنه بدون أن نقوم بهذا الإنجاز، فسيكون من المستحيل أن تمر كل هذه السفن نظرًا إلى كثرتها، وستظل تنتظر بالأيام فى المجرى الملاحى، وبالتالى سينعكس على تصنيفنا دوليا، حيث إن قناة السويس تعتبر أهم مجرى ملاحى عالمى، كما أن تكلفة هذا المشروع فى الوقت الحالى، لن تكون كبيرة، أما إذا انتظرنا حتى وقوع المشكلة، فسنضطر وقتها إلى دفع أضعاف تلك التكلفة، لذلك قمنا بالتفكير فى إنشاء قناة موازية، بحيث تتحرك قافلة من الجنوب، ولا تتقابل فى نفس الاتجاه مع قافلة من الشمال، ونقوم بإنشاء طريق مختصر حتى لا تتقابل القافلتان فى وجه بعضهما، وهذا بالطبع سيقلل من زمن العبور والانتظار، كما ستكون القناة جاهزة لاستيعاب السفن العملاقة، والتعامل مع النمو فى حجم التجارة العالمية القادمة، كان علينا أن نفكر فى أولادنا، وبالعودة إلى ما قدمه لنا أجدادنا، فسنجد أنهم لولا قيامهم بحفر قناة السويس، لكنا الآن فى موقف لا نحسد عليه، لا بد أن نضع وديعة لأبنائنا وأحفادنا، هذا هو المغزى من قيام الرئيس السيسى باصطحاب الأطفال معه ليفجروا الساتر الترابى، ليقول إن هذه القناة ملك لأولادنا، نحن لا يمكن أبدًا أن نكتفى بالنظر تحت أقدامنا، قناة السويس الجديدة أعطت أملا للشعب المصرى، والفائدة منها ستنعكس على مشروع محور قناة السويس، لأن أعدادًا كبيرة من السفن ستمر من المحور، حتى تقوم بفريغ المواد الخام والبضاعة، فى حال إذا كان لدينا الخدمات البحرية المتميزة، والقدرة على تقصير الرحلة البحرية. ■ حدثنا عن الكواليس التى دارت فى الفترة التى سبقت الإعلان عن هذا الإنجاز. - عرضت الفكرة على سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وهو رجل وفىّ، ومخلص لمصر، وكنت عرضتها قبل ذلك على السيد رئيس الوزراء، واتصلت بالرئيس السيسى بعد منتصف الليل، وقلت له «أنا كلمت رئيس الوزراء وأخبرته عن فكرة إنشاء قناة سويس جديدة، وبكل أمانة قالى ربنا يوفقكم»، حتى فوجئت فى الساعة السادسة والنصف من صباح اليوم التالى باتصال لم أكن أعلم مصدره، ووجدت الرئيس السيسى هو من يحدثنى، ويقول لى «أنا آسف إنى صحيتك.. أنا ما نمتش عشان الفكرة بتاعتك، الفكرة رائعة، هات الخرائط وتعالَ دلوقتى حتى نقوم بدراستها»، وجلست معه بمفردى لمدة 4 ساعات، وبدأنا نتحدث عن الفكرة، حتى اكتشفت أنه يهتم بالتفاصيل جدا، ومكثت أتحدث مع الرئيس، وأقوم بتوضيح جوانب المشروع له، فكان رده أنا بينى وبين حضرتك القوات المسلحة، وبالفعل بدأت أجلس مع القوات المسلحة، وقمنا بتشكيل فريق عمل منا، وحسبنا كل رملة وكل نقطة مياه. ■ ما الفترة التى استغرقْتَها لبحث المشروع مع فريق عمل القوات المسلحة؟ - جلست مع هيئة العمليات أسبوعين، وقمنا بالعمل لمدة أسبوعين آخرين مع الجيش، ثم قمنا بتشكيل مجموعات عمل بيننا بعدما تم قبول الفكرة بشكل نهائى، وجلسنا مع الجيش مرة أخرى لمدة شهر ونصف، لأنه مؤسسة تنظر إلى أدق التفاصيل. ■ هل ستكون هناك زيادة فى الرسوم بعد الانتهاء من حفر القناه الجديدة؟ - بلا شك ستزيد الرسوم فى القناة، وسيزيد العائد إلى 2,59% بمجرد الانتهاء من العمل. ■ حدِّثنا عن الخدمات التى سيتم توفيرها فى الفترة المقبلة. - كان يوجد أكثر من مقترح، منها أن ننشئ القناه الجديدة من الناحية العلوية، أو أن تكون القناتان بجوار بعضهما، وتم الاستقرار على المقترح الثانى الذى يعتمد على أن تكون القناتان بجوار بعضهما، لما لذلك من قدرة على استخدام الخدمات البحرية على قناتين، لكن لو كنت عملت القناة علوية، لكنت مضطرًّا إلى أن أعمل خدمات بحرية جديدة، لذلك قرب القناتين من بعضهما، يقلل تكلفة الخدمات البحرية، وتوجد ميزة أخرى، وهى أن المركب يعمل على خط واحد، فإذا حدث عطل، سنضطر إلى قفل الملاحة فى قناة السويس، أما فى حالة وجود قناه بديلة، فإن ذلك سيسمح بالتناوب بين القناتين، ونحن فى أمس الحاجة إلى تزويد العائد، لتكون القناة جاهزة لاستقبال المارد القادم من الصين والهند وشرق آسيا فى نمو حجم التجارة العالمى. ■ هل لديك طموحات أخرى وأفكار جديدة على نفس المستوى؟ - طبعًا، نفسى أحقق الازدواجية بنسبة 100% فى قناة السويس، لكن فيه اعتبارات كثيرة، من ضمنها أنه لا يمكن تقسيم سيناء مثل «الهريسة»، مما يؤدى إلى عزل أجزائها، كما يوجد طرق خاصة بالقوات المسلحة، وخاصة بالمناورات، لا يجوز التعدى عليها، كان من الضرورى إذن أن نوفق أوضاعنا مع القوات المسلحة، لكن طبعًا الازدواجية الكاملة حلم أسعى إلى تحقيقه، لكن ما نفعله الآن هو إنجاز حقيقى. ■ ما مردود نجاح الفكرة داخل هيئة قناة السويس؟ - العاملون فى الهيئة عظماء، عندما نعود إلى ما حدث فى مصر منذ 25 يناير حتى الآن، نجد أن قناة السويس لم تتوقف الملاحة بها لحظة واحدة، وهذا دليل على أن الناس على كفاءة عالية، ولديهم قدرة على الإدارة، واجهتنا أحداث سيناء، وبورسعيد، والنهضة ورابعة، وكل هذه أحداث تؤثر فى الروح المعنوية لطقم السفن القادمة، لكننا نجحنا فى تأمين القناة من خلال العمل ليلا ونهارا. ■ كيف تنظر إلى حفر القناة الجديدة؟ - القناه حياة لمصر، وكذلك هى تاريخ، وعندما نقول حياة، فإن هذا له معنى كبير، فالقناة عندما أنشئت لم يكن هناك محافظة بورسعيد، أو الإسماعيلية، وتم تسميتها بقناة السويس، لأنها المدينة الوحيدة التى كانت موجودة، لكن القناة خلقت حياة حولها، وكذلك القناة الجديدة ستخلق حياة بعدها، وسننشئ مناطق لإصلاح السفن بالقرب منها، وسيتم استخدام المناطق فى المنتجعات السياحية، ومناطق سكنية، ومناطق صيانة، وإصلاح وخدمات سفن، بالإضافة إلى خلق إمكانات لزيادة الاستثمار، وعادة فإن مصادر التنمية لا بد أن يتم التعامل فيها مع شركات وبنوك أجنبية، لكن قناة السويس لا يعمل بها أجنبى، وهى ملك الشعب، يديرها 25 ألف عامل مصرى، وكذلك من حفرها كان مصريا. ■ ألا تجد صعوبة فى الانتهاء من المشروع خلال سنة واحدة؟ - اعتدنا فى الحياة العسكرية، عندما يصدر من القائد الأعلى للقوات المسلحة أمر أو قرار فأنا لا أقدر وقتها على مناقشة السيسى، وأقول خفضهم إلى سنتين ونصف، فطالما أصدر قرارًا ينفذ، فعلينا فورًا التنفيذ. ■ حدِّثنا عن المعدات الجديدة المستخدمة فى تقليص مدة العمل من ثلاثة أعوام إلى عام واحد. - كان يوجد 17 شركة للعمل فى المشروع، والآن ستصل إلى 30 شركة، وبينما كان يوجد 17 كراكة حفر، ستصل إلى 25 كراكة، وتوجد أمامنا مهمة ثقيلة جدا، وأنا أعمل فى مشروع التنمية بكل شفافية وإخلاص، كما أعمل فى القناة الجديدة وإدارة هيئة قناة السويس، ولذلك لا أذهب إلى بيتى. ■ ما طبيعة العلاقة بينك وبين العاملين فى الهيئة؟ - الحمد لله العلاقة بين رئيس الهيئة والعاملين جيدة جدا. ■ هل جلست معهم بعد إعلان المشروع؟ - جلست مع فريق العمل الذى يعمل معى، وقلت لهم إنكم ستقدمون عملا سيذكره التاريخ، وفى نفس الوقت نصحتهم بأن يوثقوا كل صغيرة وكبيرة عن المشروع، حتى تذكره الأجيال القادمة، ويعرفوا ماذا حدث فى التاريخ، وأريد أن أكشف عن أنى عثرت هنا على ملفات من أيام العمال الذين حفروا قناة السويس، إذ كانوا يواصلون العمل مقابل الحصول على الأجر، لكنى سأجلس مع العمال، وأقول لهم ربنا معاكم وشدوا حيلكم، هم يواصلون الليل مع النهار، وبكل صراحة فإن هيئة قناة السويس، هى أنجح مشروع مصرى، وأذكركم بأننا دخَّلنا 5 مليارات جنيه زيادة عن العام الماضى، وكان أعلى معدل دخل وعائدات من يوم افتتاح القناة إلى الآن، ويعكس حجم التجارة العالمية، وهو ما يوجب أن نملك النظرة المستقبلية. ■ كيف تتعامل مع العمال فى الهيئة؟ - قناة السويس هيئة اقتصادية مستقرة، وبكل أمانة حياة الإنسان فى الهيئة تهمنى جدا هو وأولاده وأسرته، ولذلك نحاول العثور على حلول لجميع المشكلات عندما تبدأ، أما أنا على المستوى الشخصى، فإننى مهتم بالتدريب، لأنه محور أداء كل حاجة، وإذا لم يكن هناك تدريب، ستبقى هناك خسائر، الهيئة تعامل جميع دول العالم بدون تفرقة، كلهم سواسية، اتفاقية القسطنطينية تجبرنى على معاملة كل الناس، وكل أعلام الدول سواسية، إلا 3 أشياء يجب أن أمنع أى سفينة من العبور إذا كان بها أحدها، مخدرات، أو رقيق، أو فى حالة حرب أو عداء مع مصر، العالم يحترمنا من خلال تطبيقنا لاتفاقيات قناة السويس، وهى هيئة قوية، بل هى أكبر هيئة تدخل عملة صعبة للدولة، وتحترم قوانينها، وجميع الاتفاقيات التى أبرمتها. ■ ماذا عن محاولات التشويه الممنهجة؟ هل تؤثر على عزيمتكم؟ - أعداء النجاح كثيرون، البعض نسب المشروع إلى نفسه، وأنا أعتز بأى شخص، لكن يوجد كلام إذا لم تصحبه إرادة، فلا يكون له قيمة، السوق الآن لا تريد نقطة سوداء، وأناشد كل وسائل الإعلام لتحرى الدقة. ■ ما آخر رسالة وجهها إليك الرئيس السيسى؟ - قال لى شد حيلكم ربنا معاكم،.. قلت له سنة يا ريس،.. رد وقال، أنا عارف باكلِّم مين، خدوا بالكم الناس مش هتسيبكم، وتنتظر غلطة، أنا واثق فيكم، قلت له اللى يتكلم يتكلم يافندم، والمشروع هايخلص فى سنة. ■ ألا ترى أن الفترة ضيقة جدا؟ - يجب عليك قبول التحدى من أجل مصر، نحن رمانة ميزان، وأكبر دولة فيها كوادر علمية، ومشروعات عملاقة مثل السد العالى، لا بد من عمل مثلما فعل السيسى، قال سنة، وهو محق، لا يوجد لدينا وقت حتى نضيعه.