«العيد» أو موسم التحرش الرسمي كما يطلق عليه مؤخرًا؛ المناسبة التي تحولت بفعل فاعل من مناسبة مُفرحة إلى مُرعبة ومُقززة للعديد من الفتيات والنساء؛ شوارع العيد التي أصبحت في السنوات الأخيرة بيوتًا للرعب، والسبب ببساطة «تحرش».
«البنت اللي تنزل الشارع في العيد تستاهل اللي يجرلها»، أصبح تعليقا دارجًا تسمعه من الكثيرين في مجتمعنا بعد تكرار وقائع التحرش، وغابت الحقيق بين صراعات الرأي، هل الفتاة هي الجانية أم المجني عليها!
في العيد، تتشجع الفتاة وتتسلح بكامل أسلحتها حتى تبدأ خوض المعركة المنتظرة مع المتحرشين، في موسم ينتظرونه من العام للعام، إلا أن هذا العام قد يأتي «موسم التحرش الرسمي»، ببعض المفاجآت السعيدة للفتيات، اطئمنوا قد لا نرى تحرش، قد يقل، قد يتوقف المتحرشون، والأمل الوحيد في ذلك هو «قانون التحرش الجديد»، والذي أتى بمثابة طوق النجاة للكثير من الفتيات والنساء، وخاصة بعد واقعة التحرش ب«فتاة التحرير» الشهيرة، والتي أطلقت صرخات جميع نساء مصر، ولكن السؤال «هل سينجح قانون التحرش الجديد في أول اختبار رسمي له؟».
نص القانون
ينص القانون الجديد على أن يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه ولا تزيد عن خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية، سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأية وسيلة، بما في ذلك وسائل الاتصالات السلكية واللاسلكية، نقلا عن صحيفة "الشروق" المصرية.
وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تزيد على 10 آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا تكرر الفعل من الجاني من خلال الملاحقة والتتبع للمجني عليه، وفي حالة تكرار الفعل تُضاعف عقوبتا الحبس والغرامة في حديهما الأدنى والأقصى.
كما نص القانون على أنه يعتبر تحرشاً جنسياً إذا ارتكبت الجرائم المنصوص عليها في مادة العقوبات السابقة، بقصد حصول الجاني من المجني عليه على منفعة ذات طبيعة جنسية، ويُعاقب الجاني بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تزيد على 20 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وتضمن القانون حكماً خاصاً إذا كان الجاني له سلطة وظيفية أو أسرية أو دراسية على المجني عليه أو مارس عليه أي ضغط تسمح له الظروف بممارسته عليه أو ارتكبت الجريمة من شخصين فأكثر أو كان أحدهم على الأقل يحمل سلاحاً تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز خمس سنين، والغرامة التي لا تقل عن 20 ألف جنيه ولا تزيد على 50 ألف جنيه.
التحرش في أرقام قالت دراسة شملت 21 دولة أعضاء في جامعة الدول العربية أجراها 336 خبيراً، إن 500 حالة اعتداء جنسي جماعي واغتصاب جماعي حدثت في مصر، منذ عام 2011، وحتى 2014، «جميع الجناة أفلتوا من العقاب». وأوضحت أن جرائم العنف الجنسي شملت اغتصابات جماعية واعتداءات جنسية جماعية بالآلات الحادة والأصابع، وطاولت الآلاف من النساء. وأكدت الدراسة أن جريمة التحرش قد تفشت في الثلاث سنوات ونصف السنة الماضية، ونتج عنها تداعيات مأسوية أدت في بعض الأحيان لجرائم قتل وجرائم اغتصاب جماعي واعتداءات جنسية جماعية، وخاصة في مناسبات مثل العيد. في السياق ذاته؛ وثقت الحركات النسائية، أكثر من 250 حالة وقعت بين نوفمبر 2012 ويناير 2014. فيديوهات تحرش
«التحرش» بديل «العدية» للفتيات
قالت حركة «شفت تحرش»، أنه خلال عيد الأضحى الماضي تعرضت 9 حالات للتحرش فى اليوم الأول، و23 فى الثاني، و29 فى الثالث، والرابع 4 حالات، وذلك في تقرير إحدى الحركات النسائية المناهضة للتحرش.
وأضافت أن حصيلة أيام العيد الأربعة من حالات الإنقاذ من الانتهاك اللحظي بلغت 65 حالة تحرش، وجاء حصر اليوم الأول 9 وقائع، واليوم الثانى 23 واقعة، واليوم الثالث 29 واقعة، واليوم الرابع 4 وقائع.
فيديوهات تحرش
الأماكن الراعية لحالات التحرش
«حديقة الحيوان».. تعتبر حديقة الحيوان، مكان لا بأس به للتحرش، فهى من الأماكن المقدسة للمتحرشين، خلال السنوات الأخيرة.
«ميدان التحرير».. الذي أصبح «ميدان التحريش»، بعد عدد الحالات التي شهدها خلال الفترة الماضية.
«حديقة الفسطاط».. الحدائق والأماكن العامة بشكل عام من أكثر المناطق التى تشهد جرائم تحرش فى الأعياد، وذلك بالرغم من أن معظم المترددين عليها من الأعمار الصغيرة.
حديقة الفسطاط في شم النسيم
«محطات المترو».. تعد محطات المترو من الأماكن الخصبة للذئاب البشرية في الأعياد، لاسيما وأنها تكون أكثر المناطق ازدحامًا في المناسبات.