كنا نجري في تراك النادي وفجأة سألت برما (من إمتي وانت بتلعب رياضة؟)، فقال لي: أنا كمواطن مصري أصيل أمارس الرياضة طوال الوقت، لعبت قفز الحواجز عند التزويغ من المدرسة، أمارس الجري خلف المواصلات العامة، وأشارك طوال الوقت في ماراثون أكل العيش، أمارس تمارين التنفس التي توسع الصدر في أي مصلحة حكومية، وأمارس رياضة المصارعة طوال الوقت من أجل الحصول علي أبسط حقوقي كمواطن، ألعب الباليه المائي عندما تطفح المجاري في شارعنا، وأمارس الرياضة اليومية التي يمارسها كل رجل مصري مع زوجته، ضحكت لكن ضحكتي لم تعجب برما فقال: ماتخليش خيالك يروح بعيد أنا كان قصدي الملاكمة. سألته من تفضل من اللاعبين المستمرين في الملاعب علي الرغم من تجاوزهم العمر الافتراضي للاعب الكرة فقال لي: كويس إنك فتحت الموضوع..لعلمك الجون اللي دخل في عصام الحضري في ماتش الكأس هو أول بوادر عامل السن.. وكذلك عصبية أحمد حسن داخل وخارج الملعب، والموضوع ليس له علاقة بمسألة اللياقة لكن له علاقة بشعور في العقل الباطن للاعب الذي تجاوز الخامسة والثلاثين بأنه بقي بيلعب مع العيال. التقط أنفاسه ثم قال: تخيل..أنا عندي مشكلة من نوع آخر مع أبو تريكة..مشكلتي أنني أنظر لأبو تريكة نظرة أكبر من مجرد لاعب كرة لذلك لم أعد أستسيغ بسهولة الآن أن أراه بالشورت والفانلة يجري خلف الكرة.. أصبح للرجل في قلبي مكانة تليق برجل قانون شريف أو داعية إسلامي متحضر أو برلماني وطني لذلك أصبحت أستوعب بصعوبة بالغة مشهده وهو يجري فرحا لأنه جاب جون، حاسس إنه كبر علي الموضوع ده.. مش سنا ولكن مقاما. أنت فاهم حاجة؟ ( فاهم يا سيدي ) قلتها لبرما وأنا ألتقط أنفاسي بصعوبة بعد لفة التراك الخامسة، ثم سألته: ما رأيك في مشكلة جدو؟ فقال: أزمة جدو أثبتت أن روح (الفوريجيه) هي المسيطرة علي سلوك قادة الرياضة في مصر، عندك مثلا الطريقة التي تعاقد بها التوأم مع جدو سرا طريقة تليق بتجار عربيات مستعملة..وصل أمانة وشيكات علي بياض واجتماعات سرية في المقاهي، أما رئيس نادي الاتحاد فقد استلم جدو بعد عودته من أنجولا وأخذ يلف به علي المحطات الفضائية وحفلات التكريم وندوات الليونز والروتاري بنفس الطريقة التي يحشر بها أي شخص نفسه في الكادر حتي يظهر في الصورة مع النجم، أصبح جدو شغلانته التي تجلب له الشعبية والظهور الإعلامي وبعض الأموال وتعامل مع جدو علي انه الدجاجة التي تبيض له ذهبا مع ان جدو لا يبيض ذهبا إلا في عشة حسن شحاتة، وفيما عدا ذلك فهو يبيض علي جمهور الاتحاد، أما بتوع الأهلي فقد قدموا درسا في كيفية الصيد في (الميه العكرة) بدخولهم كطرف في صفقة مكركبة بحجة أن الانتقال للأهلي هو رغبة اللاعب..علي أساس أنه مضي وصل أمانة للتوأم بعد ما استدرجوه لإحدي الزراعات المجهولة وتناوبوا الاعتداء عليه، كل جهة تفكر في مصلحتها ولا أحد يفكر في الضغط النفسي الذي جعل اللاعب يفلس تهديفيا خلال الشهور الماضية... فاهمني؟ (يا عم فاهم ) قلتها لبرما بعد أن جلست علي الأرض في منتصف التراك، جلس إلي جواري واستلقي علي ظهره ونظر إلي السماء وراح في نوبة صمت، سألته: مالك؟ فقال: تفتكر كان أهلاوي ولا زملكاوي ؟ فقلت له: قصدك مين؟، فقال: خالد سعيد، قلت له: أدينا مستنيين تقرير الطبيب الشرعي.