«عندما يكون الفن رسالة والانتماء هدفاًً.. عندها يكون الفن حلالاً» خالد جلال جاء فوزه بجائزة الدولة للفنون بمثابة تقدير لمجهوداته الفنية في قطاع المسرح بشكل عام، وفي مركز الإبداع الفني بشكل خاص، فإن لم تكن للمخرج خالد جلال أي إنجازات سوي اكتشافه مجموعة المواهب الشابة التي قام بتصديرها للوسط الفني فهذا في حد ذاته إنجاز يستحق التقدير.. التقينا خالد جلال بعد فوزه بجائزة الدولة للفنون لنتحدث معه عنها وكذلك عن الدفعة الجديدة من استوديو الممثل بمركز الإبداع والتي أعلنت نتائج المرحلة الأولي منها الأسبوع الماضي. لماذا تقدمت لجائزة الدولة للفنون هذا العام رغم رفضك التقدم لها في السنوات الماضية؟ - لأنني في السنوات الماضية كنت عضواً في المجلس الأعلي للثقافة وكان لي حق التصويت بحكم منصبي السابق كرئيس للبيت الفني للفنون الشعبية، لذا فقد رفضت أن أكون خصما وحكما في الوقت نفسه وفضلت ألا أتقدم للجائزة ولم أفكر في هذا الأمر إلا بعد أن أصبحت بعيدا عن المجلس تماما، وبشكل عام فإن سعادتي بالجائزة كبيرة، رغم أنها زادت من مسئولياتي عشر مرات. ما انطباعك عن المتقدمين للدفعة الثالثة من استوديو الممثل في ورشة الإبداع؟ حتي الآن وصل عدد المتقدمين إلي أربعة آلاف متقدم، بعد أن كان 1000 في الدفعة الاولي، و2000 في الدفعة الثانية، وقد فوجئت بعدد من المتقدمين للدفعة الجديدة يمتلكون مواهب مذهلة، فأنا مع قرب موعد تخرج الدفعات القديمة كنت أسأل نفسي:«يااا معقول هنلاقي زي اللي فاتوا» لكن هذه المرة انبهرت بالمتقدمين أنا بجد اتخضيت. ما سر تضاعف عدد المتقدمين من 2000 للدفعة الثانية إلي 400 في الدفعة الثالثة؟ أتصور أن السبب يرجع، لأن الدفعة الثانية استغرقت أكثر من ثلاث سنوات في الدراسة بسبب إعادة عرض مسرحية «قهوة سادة» بالإضافة طبعًا لرد الفعل الذي حققه العرض نفسه. فقد حضره عدد ضخم من الإعلاميين والفنانين والسياسيين بالإضافة للسيدة سوزان مبارك وهو شيء لم يشهده عرض مسرحي منذ عشرين عاما آخرها كان عرض «إيزيس» لكرم مطاوع وسهير المرشدي في افتتاح المسرح القومي وحضره نخبة كبيرة من الشخصيات المهمة في ليلة واحدة، كما شاهده الرئيس محمد حسني مبارك، وهناك أيضا عرض مسرحية «الجنزير» الذي يتحدث عن الإرهاب وقد شاهدها أيضاً الرئيس محمد حسني مبارك، كان ذلك منذ أكثر من عشرين عاما ولم يتكرر بعدها هذا الاهتمام بعرض مسرحي إلا في مسرحية «قهوة سادة». هل التدريبات كلها عملية أم أن هناك تدريبات نظرية؟ الدراسة عملية بحتة وكل مادة يتم تعليمها للطلبة يتم عرضها للجمهور. ما وسائلك في الإعلان عن ميعاد قبول الطلبات للانضمام للدفعة الجديدة من استوديو الممثل في ورشة الإبداع؟ قمنا بالإعلان عن الدفعة الأولي، من خلال بوسترات في مناطق التجمع الشبابية في الجامعات والهناجر وفي أكاديمية الفنون، وفي الدفعات التالية توقفنا عن الإعلان عن مواعيد التقدم للاختبار بسبب كثرة عدد المتقدمين. هل يحدد المتقدم من البداية القسم الذي يرغب في الانضمام إليه؟ هذا صحيح، فالمتقدم يحدد القسم منذ البداية، لكننا بعد قبوله يتم تدريبه في جميع المجالات، لأننا نجهز لفنان شامل، فالاختبارات من البداية تتضمن الأقسام الأربعة، علي الأقل يجب أن يكون لديه الحد الأدني من المواهب، فنحن نطلب منه في اختبارات القبول أن يغني للتأكد من أن لديه أذناً موسيقية والقيام ببعض الحركات الراقصة المبدئية لنتأكد من أن لديه قدرة علي تعلم الرقص والاستعراض. ما القسم الذي يشهد قبولاً أكبر بين المتقدمين؟ قسم التمثيل يحتل المرتبة الأولي، فنحن نقوم بفرز طلبات المتقدمين للدفعة الثالثة من الورشة، فقد وصل عدد طلبات المتقدمين لقسم التمثيل إلي 2700 متقدم من إجمالي أربعة آلاف تقريباً والرقم قابل للزياده، لأننا ما زلنا في المرحلة الأولي للفرز، ومن المقرر أن يتم اختيار 600 من ال2700 طالب سيتم تصفيتهم إلي 200 طالب سيتم تدريبهم في ورشة عمل لمدة أسبوع لنختار منهم مائة طالب ممكن يزيدوا شوية لو في استثناءات، لكن أنا مش عايز الموضوع يبقي شبه الفصل الحكومي اللي الطلبة مش عايزين يستفيدوا بسبب كثرة عدد الطلبة. هل تهتم بمظهر المتقدمين في اختبارات القبول؟ بالنسبة للتكوين الجسماني للمتقدم لأن كل شخص ممكن نوظفه بشكل مفيد، لكن لا نتوقف أمام الشكل ولا المظهر، لأن الجمال جمال الموهبة وجمال السلوك والروح. ألا يوجد مجال للوسائط في قبول المتقدمين؟ لا يوجد أي وسائط بدليل أن عدداً من أبناء الفنانين تقدم للدفعات الأولي ولم يتم قبولهم. وإن كان هناك شعور مسيطر علي المتقدمين بأن هناك محسوبية في اختبارات القبول وبيكتبوا لي الكلام ده علي الفيس بوك. ما الذي يجعلك حريصا علي عدم اللجوء للوسائط والمحسوبيات في اختيار المتقدمين؟ أنا خايف المكان ده يبوظ، لأن الناس بتيجي هنا عشان العروض عاجباها لو العرض ماعجبهاش مش هتيجي تاني، والمشروع ده تقريبا كان حلم حياتي كنت بحلم بيه من زمان وحاولت تنفيذه بإمكانات أقل في مسرح الشباب عندما كنت مديرا له وقد فازوا بجائزة أفضل عرض في ذلك الوقت. حتي نجحت في تنفيذه بالشكل اللي كان في خيالي والمكان ده أنا بشبهه بالنادي الأهلي المكان هو الأهم ما بيقفش علي حد حتي لو في مشاكل داخلية. فأنا أتحدث عن حلمي أنا أكتر حاجة ممكن تسعدني إني أبقي قاعد أتفرج علي فيلم أحمد حلمي وأقول التسعة دول بتوعي أشوف فيلم محمد هنيدي أقول الخمسة دول بتوعي وأما أسمع حد في السينما بيضحك علي هشام إسماعيل أو أي حد من طلبة مركز الإبداع بيبقي عايز ألف وأقوله دول تبعي علي فكره. لكن من أهم عيوب المكان أن نجاحه مرهون بوجودك؟ ليس وجودي بشكل شخصي ولكن بوجود أي شخص لديه طاقة فنية ما هم حاولوا يعملوا نفس التركيبة دي في أكتر من مكان في الوزارة وفشلت. في رأيك لماذا يقبل الشباب علي العمل في مجال الفن سواء تمثيلاً أو غناء بهذا الشكل؟ كل الدنيا عايزة تمثل وكل الدنيا عايزة تلعب كورة بسبب الملايين اللي بنسمع أن نجوم الفن والكورة بياخدوها. ومع كل هذا العدد نجد اتهامات توجه للفنانين بأنهم يمارسون مهنة «حرام» وهي الفن؟ أنا لحد الوقت ماحدش قال لي الكلام ده بشكل مباشر لكن عارف أنه بيتقال لكن أنا أذكر أن الشيخ خالد الجندي قال لي كلمة بعد مشاهدته للعرض وهي: «عندما يكون الفن رسالة.. عندما يكون الانتماء هدفا.. عندما تكون الأصالة أمنية.. عندما تكون المواطنة نبلا..عندها يكون الفن حلالا». وكتب لي هذه الجملة في الكتاب الذي يوقع عليه كل من شاهدوا العرض.