افتتح أمس الجمعة ضريح الشيخ "أبو الحسن الشاذلى " بمدينة مرسى علم جنوب محافظة البحر الأحمر بحضور مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام يرافقه الدكتور على جمعه المفتى السابق ، واللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر ، واللواء حمدي الجزار مدير الأمن ، و ممثلين عن بعض الدول ( المغرب – الاردن – الكويت ) كما حضر الافتتاح أعضاء المجلس الأعلى للتصوف و بحضور عدد من كبار العلماء ، وبلغت مساحته 4 آلاف متر بلغت تكلفة إنشاءه 12مليون جنيه . ويتوافد الآلاف إلى ضريح أو الحسن الشاذلي من كل بقاع الأرض المنتمين للطرق الصوفية الشاذلية ، وذلك من مختلف الدول العربية بمشاركة أهالي محافظة البحر الأحمر ، ومحافظات وسط الصعيد المجاورة، لحضور اليوم الختامي ، لمولد القطب الصوفي سيدي أبو الحسن الشاذلي، بالقرب من ضريحه ومسجده المقام جنوب البحر الأحمر بمنطقة وادي حميثرة تحديداً بقرية أبو الحسن الشاذلي، ، وقبل عيد الأضحي ب ب15 يوم يتكرر المشهد في كل القرى ، سيارات نقل تنقل رجالاً ونساء كما يصطحبون الأطفال معهم ، ويفترشون سطح سيارتهم ومعهم طعامهم ، ويعلو كابينة القيادة مكبر صوت يردد التواشيح ، والأغاني الدينية ، على هيئة مهرجان ديني كبير وتدق الطبول والمزمار ، لتهون عليهم مشقة الطريق إلى صحراء "عيزاب" عن طريق إدفو أو القصير أو قنا حيث يتجهون بقلوبهم إلى عرفات الله ويقضون العيد فى رحاب ساحة الشيخ العابد. و توافد إليه أحبابه من كل البلاد مرددين "شاذلي يا أبو الحسن" هذا هو النداء الذي يردده الجميع، إضافة إلى غناء القصائد ، وترديد الابتهالات ، والجميع يخرج فى آن واحد عقب صلاة العصر ، حيث تلتف كل جماعة حول المقام ، وتؤدي أذكارها والبعض يشارك بالغناء ، والرقص بالطبل والمزمار ، النساء أيضاً لهن نصيب كبير حيث يشاركن في الاحتفال و تشارك بعض السيدات بوضع طبقا به حناء فوق رأس واحدة منهن ، وتذهب به نحو المقام معها إحدى العرائس و تشبه ليلة الدخلة ، فيتم الغناء على الدف والطبلة مرددين "شاذلي يا أبو الحسن". ويتم توزيع الحناء على الجميع داخل المقام وذبائح تنحر على الأعتاب . و بعد صلاة العشاء هناك ساحات تمتلئ بالزائرين وذلك لاستقبال كبار المنشدين ، والمداحين ، وتلتف كل مجموعة حول شيخا شهيرا ليقوم بالمدح طوال أيام الاحتفال ، بالإضافة إلى القصائد ، وقص قصص الأولياء حتى مطلع الفجر .
وتستمر الاحتفالات بالمولد عشرة أيام متتالية وتنتهي مع تكبيرات صلاة عيد الأضحى المبارك ، ووسط طقوس شعبية يغلب عليها الطابع الديني والذي اعتاد عليه المصريون في احتفالهم بموالد أوليائهم .
ولد أبو الحسن الشاذلي في أواخر القرن السادس الهجري ( 593ه/1196م) في إقليم غماره بالقرب من مدينة سبته بالمغرب، وينتهي نسبه إلى الإمام الحسن بن على رضي الله عنه اكتسب لقبه "الشاذلي" من قرية شاذلية التي بدا فيها بالوعظ ، والتعليم ،وفى طريقه إلى الحج مع مرافقة ، توفى الشاذلي ودفن في وادي حميثرة بالبحر الأحمر حسبما أوصى تلاميذه، وهنا أصبح ضريحه مزارًا وملجأ للصوفيين والباحثين عن الهدوء والتأمل .
ومن مظاهر الاحتفال بمولد سيدي "أبو الحسن الشاذلى" توافد العديد من الطرق منها : "الطريقة السعدية : نسبة الى الشيخ سعد الدين الشيباني ، " والطريقة الرفاعية " نسبة إلى الشيخ احمد الرفاعى ، "والطريقة الجيلانية " "والطريقة الدسوقية " وقد توافد هذا العام هد ما يقرب من100الف ، هم قادمون من كل محافظات مصر ، ومن دول المغرب ، وتونس ، ويقول الشيخ إبراهيم أحد مشايخ الطرق الصوفية بالغردقة أن هناك يوم الخميس والجمعة لمن يريد التبرك دون الاحتفال ، وقال أن بداية الاحتفال بمولد سيدي الشاذلي منذ 700 سنة وعن ارتباط الاحتفال بالمولد بالتزامن مع موسم الحج قال : الشيخ إبراهيم إن علاقة الاحتفال بالحج سببه أن الشيخ "أبو الحسن الشاذلى" اثناء رحلته الى منطقة حميثرة بالبحر الأحمر كان ينوى الحج إلى بيت الله الحرام إلا أنه توفى قبل الذهاب للحج ومن ثم تم الاحتفال بالمولد تزامنا بموسم الحج .
وتستعد محافظة البحر الأحمر من كل عام لهذه الاحتفالية الكبرى مبكراً ، من خلال توفير جميع الإمكانيات لتأمين المواطنين طوال أيام الاحتفال حتى عودتهم فى أول أيام عيد الأضحى ، بالإضافة إلى خدمات طبية هناك .