احتشد آلاف من المنتمين للطرق الصوفية والحامدية الشاذلية من مختلف المحافظات والدول العربية مع أهالي محافظة البحر الأحمر أمس للاحتفال بالليلة الختامية لمولد القطب الصوفي سيدي أبوالحسن الشاذلي بالقرب من ضريحه ومسجده المقام بصحراء وادي حميثرة بقرية أبوالحسن الشاذلي جنوب غرب مدينة مرسي علم علي بعد 150 كيلومتراً من المدينة والتي تصادف ليلة عيد الأضحي حيث يصل عدد الزائرين في الليلة الختامية إلي ربع مليون زائر. ويؤكد كثير من زوار هذا المكان من مريدين ومحبين للقطب الصوفي الشيخ أبوالحسن الشاذلي أنهم يصعدون إلي ربوة جبل حميثراء العالية فيرون أنوار الكعبة المشرفة التي يتشوقون لزيارتها وأغلبهم من الفقراء والطبقات الوسطي ويبقي الآلاف منهم في وادي حميثرة حتي صبيحة عيد الأضحي فيصلون العيد ويذبحون ثم يعودون إلي قراهم ومدنهم بعد رحلة تستغرق مئات الكيلومترات وتقوم سيارات كبيرة بنقل عشرات الأسر التي تضم الرجال والنساء والأطفال يفترشون أسطحها ومعهم هديهم وطعامهم ويعلو كابينة القيادة مكبر صوت يردد التواشيح والأغاني الدينية في شكل مهرجان ديني كبير. وتدق الطبول والمزامير لتهون مشقة الطريق إلي صحراء عيزاب عن طريق إدفو أو القصير أو قنا فكل الطرق تؤدي إلي حميثرة حيث يتوجه أولئك الذين لا تساعدهم ظروفهم إلي الحج إلي مكةالمكرمة في نفس أيام الحج إلي ضريح الشاذلي ويقفون علي جبل حميثرة ويتجهون بقلوبهم إلي عرفات الله حيث إن منهم من يعتقد أنه بذلك يكون قد زار الأراضي المقدسة وتتضمن الاحتفالات المبيت بالقرب من المقام والصعود لأعلي جبل حميثرة والنزول صباح يوم العيد. اصطفت المئات من السيارات التي تحمل الزائرين من الرجال والسيدات والأطفال من مختلف الأعمار ومعهم أطعمة ومياه تكفيهم خلال مدة الزيارة وتحمل السيارات مكبرات الصوت لإذاعة الابتهالات والأناشيد الدينية. أكد اللواء محمد كامل محافظ البحر الأحمر أنه تم توفير جميع الإمكانيات لتأمين الاحتفالات من خدمات مرورية وأمنية وفريق طبي بالإضافة إلي وجود لجنة من الأوقاف لتوعية الزائرين وتنظيم لقاءات دينية. كما أعلن اللواء مصطفي بدير مدير أمن البحر الأحمر حالة الطوارئ بين مختلف الأجهزة الأمنية لتأمين الاحتفالات ونشر فرق مرورية لتأمين حركة الطرق من محافظات جنوب الصعيد "أسوان والأقصر وقنا" وهي الأقرب مسافة من وسط الدلتا وإلي مكان الاحتفالات. أشار اللواء أحمد راشد رئيس مدينة مرسي علم إلي أن أبوالحسن الشاذلي من أشهر من وفد إلي مصر من صوفية المغرب العربي في القرن السابع وقد وفد إليها مع مجموعة من تلاميذه ومريديه واستوطنوا مدينة الاسكندرية وكان ذلك عام 642ه -1244م وكونوا بالاسكندرية مدرسة صوفية مشهورة ومن تلاميذه سيدي أبوالعباس المرسي وسيدي ابن عطاء الله السكندري وتوفي أثناء ذهابه إلي رحلة الحج في جبل حميثرة وتم دفنه في المنطقة وأصبح مقامه مزاراً سنوياً في عيد الأضحي.