تحتفل الطرق الصوفية ومحبي ورواد سيدي أبوالحسن الشاذلي، اليوم الخميس، بالليلة الختامية لمولده بمشاركة الآلاف من المنتمين للطرق الصوفية والشاذلية، ومن المصريين والعرب وقبائل العبابدة والبشارية، بالصحراء الشرقية بالقرب من ضريحه ومسجده المقام بصحراء وادي حميثرة بقرية أبوالحسن الشاذلي، جنوب غرب مدينة مرسى علم 140 كيلومتر بالبحر الأحمر. وتم اتخاذ جميع الإجراءات لتأمين الليلة، وشهدت منطقة الاحتفال وأماكن تواجد الزائرين إقامة مئات من الخيام وساحات الذكر والمواعظ الدينية والدروس الدينية والابتهالات، وتجهيز مناطق ذبح الأضاحي لتوزيعها على المقيمين بالتجمعات البدوية القريبة من منطقة الاحتفال. ويتضمن الاحتفال المبيت بالقرب من المقام، والصعود لأعلى جبل حميثرة يوم التاسع من ذي الحجة والنزول صباح يوم العيد، وذبح الأضاحي. واصطفت المئات من السيارات التي تحمل الزائرين من الرجال والسيدات والأطفال من مختلف الأعمار، ومعهم أطعمة ومياه تكفيهم خلال مدة الزيارة، وحملت السيارات مكبرات الصوت لإذاعة الابتهالات والأناشيد الدينية. وأكد اللواء محمد كامل، محافظ البحر الأحمر، أنه تم توفير جميع الإمكانيات لتأمين الاحتفالات، من خدمات مرورية وأمنية وفريق طبي، وكميات كبيرة من مياه الشرب، بالإضافة إلى وجود لجنة من الأوقاف لتوعية وتنظيم لقاءات دينية للزائرين. وتستمر الاحتفالات بالمولد لعشرة أيام متتالية، وتنتهي مع تكبيرات صلاة عيد الأضحى المبارك، ووسط طقوس شعبية يغلب عليها الطابع الديني والفلكلوري الذي اعتاد عليه المصريون في احتفالاتهم بموالد أوليائهم. وولد أبوالحسن الشاذلي في أواخر القرن السادس الهجري (593ه/ 1196م) في إقليم غمارة بالقرب من مدينة سبتة بالمغرب. وينتهي نسبه إلى الإمام الحسن بن علي، واكتسب لقبه "الشاذلي" من قرية شاذلة التي بدأ فيها بالوعظ والتعليم. وتوفي الشاذلي أثناء طريقه إلى الحج مع مريديه، ودفن في وادي حميثرة بالبحر الأحمر، حسبما أوصى تلاميذه، وأصبح من يومها ضريحه مزارا وملجأ للمتصوفة والباحثين عن الهدوء والتأمل.