يتوافد الآلاف من المنتمين للطرق الصوفية الشاذلية من كل بقاع الأرض، بعد أيام قليلة من مختلف الدول العربية بمشاركة أهالي محافظة البحر الأحمر، ومحافظات وسط الصعيد المجاورة، لحضور مولد القطب الصوفي سيدي أبو الحسن الشاذلي، بالقرب من ضريحه ومسجده المقام جنوب البحر الأحمر بمنطقة وادي حميثرة تحديدا بقرية أبو الحسن الشاذلي. ويتكرر المشهد كالعادة بنفس الموعد في كل القرى، سيارات تنقل رجالاً ونساء و يصطحبون الأطفال معهم، ويفترشون أسطح سياراتهم ومعهم طعامهم، ويعلو كابينة القيادة مكبر صوت يردد التواشيح والأغاني الدينية على هيئة مهرجان ديني كبير وتدق الطبول والمزمار لتهون عليهم مشقة الطريق إلى صحراء "عيزاب" عن طريق إدفو أوالقصير أوقنا فكل الطرق تؤدى إلى حميثرة حيث يتجهون بقلوبهم إلى عرفات الله ويقضون العيد فى رحاب ساحة الشيخ العابد، مرددين "شاذلي يا أبو الحسن" هذا هو النداء الذي يردده الجميع، إضافة إلى غناء القصائد، وترديد الابتهالات، والجميع يخرج فى آن واحد عقب صلاة العصر فى كل يوم، حيث تلتف كل جماعة حول المقام، وتؤدي أذكارها والبعض يشارك بالغناء والرقص بالطبل والمزمار. تشارك النساء أيضا في الاحتفال، فبعض السيدات تضع طبقا به حناء فوق رأس واحدة منهن، وتذهب به نحو المقام معها إحدى العرائس وتشبه ليلة الدخلة، فيتم الغناء على الدف والطبلة مرددين:"شاذلي يا أبو الحسن". ويتم توزيع الحناء على الجميع داخل المقام وذبائح تنحر على الأعتاب، وتستمر الاحتفالات بالمولد عشرة أيام متتالية، وتنتهي مع تكبيرات صلاة عيد الأضحى المبارك، ووسط طقوس شعبية يغلب عليها الطابع الديني والذي اعتاد عليه المصريون في احتفالهم بموالد أوليائهم. وأبوالحسن الشاذلي من أشهر من وفد إلى مصر، من صوفية المغرب العربي فى القرن السابع، وقد وفد إليها مع مجموعة من تلاميذه واستوطنوا مدينة الإسكندرية وكان ذلك عام 642ه 1244م، وكونوا بالإسكندرية مدرسة صوفية مشهورة ومن تلاميذه "سيدي أبو العباس المرسى، وسيدي ابن عطاء الله السكندري". وولد أبو الحسن الشاذلي في أواخر القرن السادس الهجري ( 593ه/1196م) في إقليم غمارة بالقرب من مدينة سبتة بالمغرب، وينتهي نسبه إلى الإمام الحسن بن على رضي الله عنه اكتسب لقبه "الشاذلي" من قرية شاذلة التي بدا فيها بالوعظ، والتعليم، وفى طريقه إلى الحج مع مرافقه، توفى الشاذلي ودفن في وادي حميثرة بالبحر الأحمر حسبما أوصى تلاميذه، وهنا أصبح ضريحه مزارًا وملجأ للصوفيين والباحثين عن الهدوء والتأمل. أخبار مصر – البديل