جنوب شرق أوكرانيا ينفي فتح الممرات الإنسانية التي وعد بها بوروشينكو موسكو – أحمد عبد العزيز في سياق الخلافات بين روسياوأوكرانيا حول أسعار الغاز، والحملة الإعلامية التي تشنها بعض وسائل الإعلام الغربية ضد موسكو باعتبارها تمارس ضغوطا على كييف، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن شركة "غازبروم" عرضت على سلطات كييف نفس شروط عقد الغاز التي عرضتها على فيكتور يانوكوفيتش، بما يتضمنه من تخفيضات. وقال بوتين في اجتماع مع أعضاء الحكومة إنه "بعد خصم 100 دولار من سعر العقد، يصبح السعر النهائي 385 دولارا لكل ألف متر مكعب. وأوضح بوتين أن الدول المجاورة لأوكرانيا، بما فيها بولندا، تحصل على الغاز بأسعار أعلى من ذلك. وشدد بوتين على أن كييف تتعمد من خلال المطالبة بتخفيض سعر الغاز مقابل سداد قيمته، إيصال الوضع إلى مأزق، مشيرا ألى أنه يبدو أن هذه التخفيضات لا ترضي الشركاء الأوكرانيين، وهم يريدون المزيد، ولكن ليس من الواضح على أي أساس. وأضاف أن روسيا تجري مفاوضات الغاز بشفافية تامة تهدف إلى دعم الاقتصاد الأوكراني في هذا الوقت العصيب. لكن في حال رفض عروض موسكو، سندخل في مرحلة أخرى تماما، على حد تعبير الرئيس الروسي. وكانت أوكرانيا رفضت تخفيض سعر الغاز الروسي عن طريق خفض رسوم التصدير من روسيا، معتبرة أن الحكومة الروسية بوسعها إلغاء هذا الخصم في أي وقت، وجدد رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك إصراره على تعديل العقد، حيث قال: "عرض الروس علينا خفض سعر الغاز بمقدار 100 دولار، وهو ما يسمى تخفيضا. أريد أن أعلن بشكل رسمي أننا نعرف المصائد الروسية: يتم تحديد التخفيض وإلغاؤه بقرار من الحكومة الروسية، لذلك يبقى اقتراحنا كما هو، وهو تعديل العقد". من جانبه أعلن رئيس شركة "غازبروم" الروسية أليكسي ميلر أنه قد تقرر إرجاء تطبيق نظام الدفع المسبق لقيمة الغاز الروسي المصدر إلى أوكرانيا حتى يوم الاثنين 16 يونيو الحالي. وقال ميلر في ختام لقاء جمع ممثلين عن روسيا والاتحاد الأوروبي إن "الجانب الروسي قام بخطوة لمواصلة المفاوضات التي كانت مكثفة جدا على مدى الأيام الأخيرة، حيث اتخذ قرارا بإرجاء تطبيق نظام الدفع المسبق حتى الساعة العاشرة من صباح الاثنين". ومن جهته، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن "غازبروم" لم تتلق دفعات جديدة من أوكرانيا حتى يوم 10 يونيو الحالي. وحول الأوضاع الميدانية، أعلن رئيس المجلس الأعلى ل"جمهورية دونيتسك الشعبية" دنيس بوشيلين أن السلطات الأوكرانية لم تفتح أيا من الممرات الإنسانية التي وعدت بها لإخراج المدنيين من منطقة العملية العسكرية التي يخوضها الجيش في شرق البلاد. وأكد بوشيلين أنه لا يمكن فتح ممر إنساني في ظل استمرار إطلاق النار، مشيرا إلى أن قيادة "جمهورية دونيتسك الشعبية" تحاول ضمان أمن الأطفال. وأشار مصدر في قوات الدفاع الشعبي في مدينة سلافيانسك إلى أن القوات الأوكرانية تقوم من وقت لآخر بإغلاق الطرق من المدينة وتمنع حافلات تقل مدنيين من مغادرة سلافيانسك، التي تشهد أزمة إنسانية بسبب القصف المستمر وانقطاع الكهرباء والماء. وكان بوشيلين قد اتفق في اتصال هاتفي مع وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف في 9 يونيو الحالي على وقف إطلاق النار. هذا وتواصل واشنطن التصعيد حول الملف الأوكراني، حيث أكدت الخارجية الأمريكية دعمها لنية الرئيس الأوكراني الجديد بيوتر بوروشينكو فتح "ممرات إنسانية" في شرق البلاد، داعية سلطات كييف إلى التعاون مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وقالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي: "من الواضح أننا نؤيد جهودها الرامية إلى حماية المدنيين". مع ذلك جددت بساكي التأكيد على دعم الولاياتالمتحدة للعملية العسكرية التي تقودها سلطات كييف في شرق أوكرانيا، وقالت: "للحكومة الأوكرانية حق في تنفيذ الإجراءات الرامية إلى تهدئة الأوضاع وإحلال الاستقرار في الأقاليم".