استمرار القتال في جنوب شرق أوكرانيا ومراقبون يستبعدون حلا سريعا للأزمة الأوكرانية على الرغم من استمرار الاشتباكات في مدن وأقاليم شرق أوكرانيا، رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصريح نظيره الأوكراني المنتخب بيوتر بوروشينكو الذي أكد فيه ضرورة الوقف الفوري لإراقة الدماء في شرق البلاد. وأكد بوتين، في مؤتمر صحفي قصير على هامش المراسم الاحتفالية للذكرى السبعين لإنزال قوات الحلفاء الغربيين في أوروبا في دوفيل الفرنسية، أن لقاءه مع بوروشينكو جاء بمشاركة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل واستمر حوالي 15 دقيقة. وأكد بوتين إلى أن اللقاء تطرق لملف الأزمة الأوكرانية وتطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية، مشيرا إلى أن الرئيس الأوكراني أفاد بوجود خطة لوقف العنف في شرق أوكرانيا دون الكشف عن تفاصيلها. وشدد على ضرورة فتح حوار مباشر بين السلطة في كييف وممثلين عن جنوب شرق أوكرانيا دون مشاركة موسكو. كما شدد أيضا، في إشارة واضحة إلي الغرب بالدرجة الأولى، على أن روسيا ليست طرفا في النزاع الأوكراني. وجدد الرئيس الروسي شرط موسكو بضرورة وقف العملية التنكيلية التي تخوضها القوات الأوكرانية في جنوب شرق البلاد بشكل فوري، مشددا علي أن هذا هو الطريق الوحيد لبدء الحوار الفعلي مع أنصار الفدرلة. وفي الوقت الذي دعا فيه بوتين السلطة في كييف إلى فتح تحقيق جدي في أعمال العنف بأوكرانيا، بما فيها أحداث أوديسا، التي راح ضحيتها عشرات من معارضيها، جدد موقف موسكو إزاء خطط بعض الساسة في أوكرانيا لتوقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. واعتبر أن البضائع الأوكرانية لن تكون قادرة على المنافسة في هذه الحالة. كما أكد أيضا أنه لم يناقش سعر الغاز مع بوروشينكو، مشيرا إلى أن موسكو مستعدة لتقديم بعض التنازلات في حال موافقة كييف "على عدد من الشروط""، بما فيها تسديد الطرف الأوكراني مستحقات الغاز الروسي. ولم تقتصر لقاءات بوتين على بورشينكو وميركل وهولاند، وإنما التقى أيضا نظيره الأمريكي باراك أوباما على هامش المراسم الاحتفالية في نورماندي. وتبادل الرئيسان، حسب دميتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين، في لقائهما الأول منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، الآراء حول الوضع في أوكرانيا. وأكدا ضرورة تخفيض التوتر وتقليص حجم العمليات العسكرية شرق هذا البلاد. أما لقاء بوتين مع ميركل فقد تناول البحث عن حلول وايجاد حلول وسط، لا نقاط الخلاف في الأزمة الأوكرانية. وكانت آخر مكالمة هاتفية، جرت بينهما قبل 3 أيام، قد تركزت على الأزمة الأوكرانية أيضا، حيث دعا الزعيمان الى تنسيق جهود التسوية. ولم يخرج لقاء بوتين مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن هذه البنود أيضا، الأمر الذي دفع المراقبين إلى الاعتقاد بأن الأزمة الأوكرانية تدخل إلى طريق مسدود ينتهي بصدامات أكثر اتساعا قد تتورط فيها أطراف غريبة. وزلمحوا إلي أن هذه اللقاءات وإن كانت تبث الأمل، إلا أنها غير كافية في ظل استمرار الاشتباكات في جنوب شرق أوكرانيا، وإصرار القوى القومية المتطرفة ومنظمة "القطاع اليميني" على عدم مغادرة ميادين العاصمة كييف وبعض مدن غرب أوكرانيا، ورفضها القاطع تسليم السلاح. من جانب آخر قال مصدر في قوات الدفاع الشعبي في شرق أوكرانيا إن عناصرها أسقطوا طائرة استطلاع أوكرانية قرب مدينة سلافيانسك بمقاطعة دونيتسك. ورجح المصدر أن تكون الطائرة من طراز "آن-30"، مشيرا إلى أن الطائرة كانت تحلق فوق سلافيانسك منذ صباح الجمعة 6 يونيو. وأن عناصر الدفاع الشعبي تمكنوا من إصابة أحد محركيها. وتوجهت الطائرة بعد إصابتها إلى خارج المدينة، حيث لا يوجد مكان ملائم لهبوط الطائرات، حسب المصدر، الذي قال إن عمودا من الدخان الأسود صعد من المكان الذي من المرجح أن تكون الطائرة قد سقطت فيه. كما أعلنت سلطات لوجانسك عن إصابة اثنين من قوات الدفاع الشعبي بجروح نتيجة قصف ضواحي المدينة من قبل الطيران الأوكراني. وأوضح مصدر في إدارة المقاطعةأن مقاتلة من طراز "سو - 25" قصفت مخيما وبلدة لوجانسكايا في الساعة السادسة بالتوقيت المحلي يوم الجمعة. قال مصدر في القوات الأوكرانية في وقت سابق إن الطيران قصف مجموعة من المسلحين ومعداتهم، مضيفا أن القصف أدى إلى تدمير معدات المسلحين وذخيرتهم ووقوع خسائر في صفوف المسلحين. من جهة أخرى ذكر ياروسلاف جونتشار نائب قائد كتيبة "آزوف" أن 15 مسلحا قتلوا وأصيب 5 من أفراد حرس الحدود الأوكراني في عملية أمنية للقوات الأوكرانية في مقاطعة لوجانسك، إلا أنه لم يصدر بعد أي تأكيد لهذا النبأ من قبل قوات الدفاع الشعبي. وفي مقاطعة دونيتسك جددت القوات الأوكرانية يوم الجمعة قصف بلدة سيميونوفكا الواقعة شرقي سلافيانسك. وأشار مصدر في قوات الدفاع الشعبي إلى أن القصف يستهدف المنطقة التي يوجد فيها مصنع شب فيه حريق لكن تم إخماده بسرعة. ويشار إلى احتمال وجود نحو 200 طن من الكبريت في المصنع المذكور. وذكرت وكالة "نوفوروسيا" أن اثنين من عمال السكك الحديدية قتلا بالقرب من مدينة كراماتورسك في مقاطعة دونيتسك نتيجة قصف بالهاون. وأشار المكتب الإعلامي للسكك الحديدية في دونيتسك إلى أن القصف الجوي ألحق ضررا بمقر إدارة محطة كراسني ليمان وغيره من المباني.