فى رد فعل فورى، طالبت موسكو سلطات كييف بوقف العمليات العسكرية فى جنوب وشرق أوكرانيا. وأكد السكرتير الصحفى للرئيس الروسى دميترى بيسكوف أن فلاديمير بوتين يتابع كل التفاصيل حول تطور الأحداث فى جنوب شرق أوكرانيا بعد انطلاق العملية العسكرية بمشاركة القوات المسلحة الأوكرانية وباستخدام الطائرات الحربية. وأفاد بيسكوف أن فلاديمير لوكين مبعوث الرئيس الروسى توجه فى الأول من مايو بأمر من الرئيس إلى جنوب شرق أوكرانيا لإجراء محادثات حول الإفراج عن المراقبين العسكريين الأجانب المحتجزين هناك. وأشار إلى أن الجانب الروسى فقد الاتصال بلوكين بعد انطلاق «العملية العقابية». وفى ما قالت مصادر قريبة من قوات الدفاع الشعبى فى سلافيانسك إنه تم نقل المراقبين الدوليين المحتجزين إلى مكان آمن على خلفية الأعمال العسكرية التى تقوم بها كييف، حذر الكرملين من أن نظام كييف بدأ، فى الوقت الذى تبذل فيه روسيا جهودا بهدف تخفيف حدة التوتر وتسوية النزاع، بقصف التجمعات السكنية السلمية باستخدام الطائرات الحربية. وقضى بإقدامه على هذه العملية العقابية على كل الآمال باتفاقية جنيف. وحذر بيسكوف سلطات كييف، داعيا للعودة إلى الرشد والتفكير السليم. ودعا أوروبا لاتخاذ موقف مما يحدث من قصف المدنيين بالطائرات والأسلحة الثقيلة فى جنوب وشرق أوكرانيا. وفى بيان حاد لوزارة الخارجية الروسية، تعليقا على تدهور الأوضاع فى جنوب وشرق أوكرانيا، طالبت موسكو الغرب بالتخلى عن السياسية المدمرة تجاه أوكرانيا، ودعت كييف إلى وقف عمليتها العسكرية العقابية فورا، مشددة على أن النظام فى كييف انتهك التزاماته بخصوص اتفاقية جنيف بشكل صارخ. هذا وفى الساعات الأولى من صباح الجمعة 2 مايو، استبقت كييف عمليات الاستفتاء على النظام الفيدرالى التى يجرى الإعداد لها، وبدأت قواتها العسكرية باقتحام مداخل مدينة سلافيانسك فى مقاطعة دونيتسك جنوبَ شرق أوكرانيا فى إطار حملة عسكرية واسعة تقوم بها سلطات كييف ضد أنصار الفيدرالية فى هذه المناطق. وأعلن أنصار الدفاع الشعبى فى المدينة عن إسقاط مروحيتين ومقتل أحد الطيارين وأسر طيار آخر. وأكدت وزارة الدفاع الأوكرانية إسقاط مروحيتين للجيش فوق سلافيانسك بواسطة منظومة دفاع جوى محمولة، مضيفة أن عدد القتلى لم يتم تحديده بعد. كما أكد وزير الداخلية الأوكرانى المعين من قبل البرلمان أرسين أفاكوف مقتل أحد الطيارين. وقال أفاكوف إن مدينة سلافيانسك حوصرت بالكامل من قبل قوات الجيش وأفراد الحرس الوطنى وعناصر الأمن، وإن العسكريين تمكنوا من السيطرة على 10 من حواجز التفتيش التى أقامتها قوات الدفاع الشعبى داخل المدينة. وأفادت وكالات الأنباء الروسية، نقلا عن أحد قادة قوات الدفاع الشعبى، أن القوات المسلحة الأوكرانية سيطرت على المركز التليفزيونى فى سلافيانسك، وأن القوات الأوكرانية تنفذ عمليات إنزال المقاتلين بواسطة المروحيات وسط مدينة سلافيانسك، وهناك بالفعل جرحى جراء الاشتباكات. وأعلنت مصادر فى إدارة سلافيانسك وقوع عدد من الضحايا نتيجة هجوم الجيش الأوكرانى على المدينة. ونقلت وكالات الأنباء أن شخصا واحدا قتل، وأصيب آخر بجروح جراء العملية. من جهة أخرى توجه فياتشيسلاف بونوماريوف، «العمدة الشعبى» لمدينة سلافيانسك، إلى سكان المدينة بكلمة متلفزة طلب فيها من الأطفال والنساء والمتقاعدين عدم مغادرة منازلهم، أما الرجال فدعاهم إلى «تقديم ما فى استطاعتهم من المساعدة» لقوات الدفاع الشعبى. فى حين طالب وزير الداخلية الأوكرانى أرسين أفاكوف أنصار فدرلة البلاد بإلقاء السلاح والإفراج عن جميع الرهائن فورا، وإخلاء جميع المبانى الحكومية، ووقف الاضطرابات وأعمال الشغب. من جانبها طالبت موسكو منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا باتخاذ كل الإجراءات لإيقاف العملية العقابية التى بدأتها سلطات كييف فى شرق أوكرانيا. وقال المندوب الروسى الدائم لدى المنظمة أندريه كيلين إن الجانب الروسى توجه بهذه المطالب إلى كل من الأمين العام للمنظمة لامبيرتو زانيير ورئيسها القائم وزير الخارجية السويسرى ديديه بوركهالتر. وأشار الدبلوماسى الروسى إلى أن زانيير وصف أحداث مدينة سلافيانسك بأنها شىء مفزع لا بد من إيقافه فورا. وكان الرئيس الأوكرانى المعين من قبل البرلمان ألكسندر تورتشينوف وقع فى الأول من مايو الحالى مرسوما يقضى باستدعاء المواطنين للخدمة العسكرية، وذلك بسبب الأوضاع فى جنوب شرق البلاد. وكان الرئيس الأوكرانى فيكتور يانوكوفيتش وقع فى أكتوبر الماضى مرسوما ألغى به الاستدعاء للخدمة العسكرية الإلزامية لصالح الانتقال إلى الخدمة فى الجيش بالتعاقد اعتبارا من العام الحالى. لكنه بعد أشهر من وصول السلطة الجديدة فى كييف قرر البرلمان الأوكرانى إعادة نظام الخدمة الإلزامية القديم. وجاء توقيع تورتشينوف مرسوم الاستدعاء على خلفية معلومات عن تخطيط السلطات فى كييف لشن هجوم عسكرى واسع النطاق ضد مدن وبلدات فى جنوب شرق أوكرانيا. وهو الأمر الذى تحقق فعليا بعد ساعات من وصول هذه المعلومات.