سياسة، العالم، صحافة تقول مجلة "باري ماتش" الفرنسية إن الانتخابات الرئاسية التي جرت في أوكرانيا مؤخرًا، كشفت الوضع بين روسياوأوكرانيا، وبين الموالين لروسيا والموالين لأوكرانيا، ويبدو أن البلاد لا تزال بعيدة عن رؤية نهاية لهذه الأزمة. ويبدو الوضع أكثر تعقيدًا، حيث ينقسم المواطنون إلى كتلتين، الموالون لأوكرانيا والحكومة في كييف والموالون لروسيا الذين يريدون الانضمام إلى روسيا، وبالتالي فإن الانتخابات لم تغير شيئًا، فالعنف في البلاد لا يزال في ازدياد، وروسيا تواصل تهديدها. وتشير المجلة إلى أن الإستراتيجية الروسية تسعى للضغط على السلطات الأوكرانية، وذلك من خلال خطة من عدة مراحل، ففي البداية، وقع فلاديمير بوتين الخميس الماضي، معاهدة – ستدخل حيز التنفيذ في 1 يناير عام 2015 – مع كازاخستان وبيلاروسيا، تهدف إلى إنشاء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وهو المجال التجاري الكبير الذي طالما حلم به الرئيس الروسي؛ لمنافسة الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي و حتى الصين. وفي نفس اليوم، طالبت روسيا الحكومة في كييف بوقف العملية العسكرية التي تتم حاليًا ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، كما حثت البلاد أيضًا الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة على الضغط على نظام "بترو بوروشينكو" الجديد لمنع وقوع كارثة. وقالت الخارجية الروسية في بيان لها "نحن ندعو السلطات في كييف مجددًا لوقف هذه الحرب بين الأشقاء والانخراط في حوار وطني حقيقي مع كل القوى السياسية وممثلي المناطق من البلاد". وتشير المجلة إلى أن روسيا قامت بالخطوة الثانية يوم الجمعة الماضي، عندما أعلنت ضرورة الدفع الفوري وبدون تأخير لديون أوكرانيا من الغاز، حيث وجدت أوكرانيا نفسها تواجه مهلة جديدة ومهددة بانقطاع إمدادات الغاز عنها. وإذا لم تقم كييف بتسديد 2 مليار دولار لروسيا قبل نهاية شهر مايو، فإن شركة "غازبروم" قد تقوم بقطع إمداداتها اعتبارًا من الثلاثاء 2 يونيو، من جانبها رفضت أوكرانيا الدفع طالما أنها لم تتلق ضمانات بشأن خفض الأسعار، بدأت المفاوضات بين موسكو وكييف بوساطة مفوض الطاقة بالاتحاد الأوروبي "جونتر أوتنجر". وتوضح المجلة أن هذا ليس كل شيء، فقد قام جهاز الأمن الفيدرالي باعتقال أربعة أوكرانيين وفقًا لموسكو، هؤلاء الرجال ينتمون إلى منظمة قومية متطرفة أوكرانية، ويشتبه في ارتكابهم حرائق في شبه جزيرة القرم في إبريل الماضي. وعلى الجانب الآخر، الأزمة في أوكرانيا لا تزال مستمرة، فقد ضرب الانفصاليون الروس الخميس الماضي، مروحية للقوات الحكومية تشارك في الهجوم الذي أطلقته كييف على الانفصاليين، إلا أنهم فقدوا خمسين رجلا في الهجوم الذي شنته القوات الحكومية لاسترداد مطار دونيتسك، فالحياة في هذه المدينة، التي تقع في قلب الجمهوريات الشعبية المستقلة في 11 مايو في دونباس، لا تزال معطلة.