واقتحمها الأمن بالرصاص والقنابل المسيلة لإنجاح مرشح «الوطني» سنورس ..المدينة التي لا يوجد بها شارع واحد مرصوف أصدق وصف يمكن أن يطلق علي مدينة سنورس هو المدينة الثائرة فقد ضرب أهلها أروع الأمثلة في الدفاع عن حقوق الوطن، وكانت دائما مدينة الثورة، فهي التي أنجبت شيخ السياسيين في الفيوم الدكتور لطفي سليمان القطب الناصري كما خرج أكثر من 3 آلاف من أبنائها يوم الجمعة الماضي لاستقبال الدكتور محمد البرادعي في أكبر ميادين المدينة وهتفوا له في استقبال حاشد مرددين: «أنت زعيم الأمة»، وبالرغم من القيود الكثيرة التي فرضت علي المدينة لإفشال الزيارة فإن أهلها أبوا فإن يستقبلوا الرجل بما يليق به، كما أنها عام 2005 أثناء الانتخابات التشريعية لمجلس الشعب فاز مرشح الإخوان (أحمدي قاسم محمد) ب 19200 صوت مقابل 7000 صوت لمرشح الحزب الوطني، حيث تم إرجاء الانتخابات لجولة الإعادة وفي يوم الإعادة قامت قوات الأمن باقتحام المدينة واعتقال المئات من أهل البلد والمارة في الشوارع وإغلاق لجان الانتخابات وإلقاء القنابل المسيلة للدموع وإطلاق رصاص مطاطي علي المواطنين وفي المساء تم استبعاد 60 صندوقا من صناديق إحدي اللجان وتم فرز الباقي الذي أسفر عن فوز مرشح الحزب الوطني بفارق 200 صوت فقط إلا أن هذا العضو توفي بعدها بأقل من عامين، وتمت إجراء انتخابات صورية فاز بها أحد أقارب العضو المتوفي.. وتعيش مدينة سنورس في فقر شديد حيث يعمل أغلب سكانها بالزراعة وبعضهم يعتمد علي الصيد من بحيرة قارون والقلة تعمل في إنتاج المنتجات الريفية من النخل والجريد، كما أنها تسمي مدينة العشوائيات، فالمدينة لا يوجد بها شارع واحد مرصوف بل سيطرت العشوائية علي حركة السيارات وتحولت المدينة كلها إلي سوق يومي الجمعة والسبت فلا يستطيع المواطن السير فيها، كما احتلها التوك توك، فبالرغم من صغر مساحتها كمدينة فإن عدد التوك توك فيها تجاوز الثلاثة آلاف توك توك، أغلبها يقودها الأطفال الصغار وتحولت هذه التكاتك إلي أوكار لجميع أنواع الجرائم والأعمال المنافية للآداب وتجارة المخدرات وأعمال البلطجة دون أن يحرك أحد ساكنا، كما تعاني المدينة سوء مياه الشرب التي تنقطع باستمرار علي أطرافها وفي وسطها ولا تأتي سوي بضع ساعات ليلا وتأتي محملة بالكثير من الأتربة وجميع أشكال التلوث، كما تعاني المدينة سوء حال المستشفي المركزي بها، وعلي الرغم من أن نسبة التعليم في المدينة مرتفعة للغاية تجاوزت حاجز ال 70% فإن نسبة البطالة بها أيضا مرتفعة للغاية ومازالت الأزمات تلاحق المدينة من الانفلات الأمني إلي أزمة الغاز وأزمة العشوائيات التي حولتها إلي قرية من العصور الوسطي وانتشار عدد من المصارف التي تقطع المدينة من عدة نواحي إلي الطبيعة المتدرجة لأرضها، فهي عبارة عن مناطق مرتفعة وأخري منخفضة مما أدي إلي صعوبة السير في المدينة التي يتجاوز عدد سكانها 400 ألف نسمة ولكن المشكلة الأخطر هي الصرف الصحي وتعطل محطته منذ أكثر من شهرين حتي إن أكثر من 10 آلاف متر مكعب يوميا من مياه الصرف تصرف في بحيرة قارون دون أي معالجة، الأمر الذي تسبب في انتشار الروائح الكريهة لكل من يدخل المدينة علي جانبي الطريق، كما عجز المسئولون عن إيجاد حل للصرف الصحي بمنطقة الكوم الأسود المكتظة بالسكان داخل المدينة بسبب انخفاضها عن سطح البحر 300 متر ويتم صرف مياه المجاري فيها في المصارف.. الأمر الذي يهدد بكارثة بيئية، كما عجز المجلس المحلي عن وضع حد للتعديات الكبيرة بآلاف الأفدنة علي الأرض الزراعية التي بدأت تتقلص من 50 ألف فدان إلي أقل بسبب زيادة حجم التعديات عن الحد المعقول حيث ظهرت قليل.. وعمارات.. وقصور وكارات مواشي التهمت مساحات كبيرة من أجود الأراضي الزراعية في أيام.. التعديات علي بعد خطوات من الإدارة الزراعية ومركز الشرطة ومجلس مدينة سنورس.. اتهامات لمسئولين بالتواطؤ والتقصير وتسهيل التعدي بالبناء للبعض.. وتنفيذ التعليمات واللوائح علي البسطاء ومساحات التعدي الصغيرة.