أعادت «جينا» ابنة «نجيب الريحاني» حكاية إسلام أبيها وهو ما سبق وأن تردد أيضاً عند رحيل «يوسف شاهين»!! إسلام المشاهير الذين نحبهم صار في السنوات الأخيرة أحد المظاهر المصرية.. رغم أننا عندما نحب الفنان لا نفتش عن ديانته ومشاعر الحب التي حظي بها «الريحاني» في حياته ولا تزال تزداد بعد رحيله، لم يدخل الدين طرفاً فيها.. إسلام المشاهير ظاهرة حديثة لها علاقة بما يجري الآن من تطرف ديني، حيث أصبح الناس يسألون عن الدين أولاً وبعد ذلك يحددون اتجاه بوصلة مشاعرهم.. لقد حدث عند وداع «يوسف شاهين» شيء من هذا عندما طالب البعض تلميذه الأقرب «خالد يوسف» بإظهار وثيقة إسلامه حتي يتسني لهم إقامة الطقوس الإسلامية في وداعه بدلاً من الطقوس الكاثوليكية طبقاً لديانته التي نشأ عليها، وهكذا كانوا يريدون أن يخرج جثمانه من جامع «عمر مكرم».. لماذا بين الحين والآخر نبحث عن مواقف ونستند إلي وقائع لتأكيد الديانة، منها مثلاً أن هذا الفنان كان يقرأ القرآن أو يحتفظ بالمصحف في بيته وهي بالمناسبة كثير منها حقائق إلا أنها لا تعني بالضرورة إشهار الإسلام.. كان «يوسف شاهين»من عشاق صوت الشيخ «محمد رفعت»، بل وطلب عند وداعه أن يخرج جثمانه علي صوت «محمد رفعت» وهو يرتل القرآن.. وكان «نجيب الريحاني» يعرف الكثير عن القرآن باعتباره يعيش في مجتمع مسلم جمهوره أغلبه من المسلمين، والأديان تؤثر في عادات وتقاليد الشعوب والضحك باعتباره يستند بالدرجة الأولي إلي مؤثرات اجتماعية فإن الإلمام بتفاصيل الدين الذي يعتنقه الأغلبية يصبح في هذه الحالة حتمياً.. للأديان في حياتنا دور محوري، وهكذا فأنا أتصور مثلاً أن ثقافة «نجيب الريحاني» الإسلامية أحد المحاور المهمة لتفاعله مع الجمهور.. لقد كان «مكرم عبيد» سكرتير عام الوفد الأسبق يستشهد دائماً في خطبه بآيات من ا لقرآن فهو أحد الكبار الذين امتلكوا ناصية اللغة.. والمحامي البارع يعرف في الشريعة الإسلامية وإلا فلن يصبح محامياً ناجحاً ولكن اعتناق الإسلام قضية أخري.. هل الإيمان بدين هو الطريق للحب؟ لا أتصور أن الناس يتعاملون مع مشاعرهم برؤية دينية والدليل أن المصريين أحبوا «نانسي عجرم» ولم يسألوا عن ديانتها، وحقق «جورج قرداحي» نجاحاً جماهيرياً دون أن نسأل عن الديانة.. ولكن هناك بالتأكيد من يحاول أن يأخذ مقابلاً للحب، فإذا كان «الريحاني» له هذه المكانة حتي بعد رحيله فلماذا لا يلعب بورقة الدين.. لقد أعلنت ذلك «جينا» في حوارها مع «إيمان الأشراف» في «الدستور» قبل أيام.. وكأنها أيضاً تريد أن تلاعب الجمهور من الأغلبية المسلمة بورقة الدين معتقدة أن هذا سيزيد من حب «الريحاني»؟!