كل الناس تحب السينما، وكل الذين يحملون أقلاما، أو لاب توبات، يرغبون في ويستسهلون الكتابة في السينما، ولكن أحدا لا يهتم بالثقافة السينمائية، ولا يتصور أنها تحتاج إلي قراءة وتفكير ومجهود تبذله في الكتابة عنها أو حتي الفرجة عليها. انظر معي إلي عدد الصحف الرياضية أو صحف الحوادث لتعرف كم أشعر بالخزي لأنه تقريبا ليس لدينا مجلة سينمائية في مصر أو العالم العربي. عندي الأعداد الكاملة من كل مجلات السينما التي صدرت بالعربية مثل: السينما والمسرح، السينما، الفنون، نشرات نادي السينما، اليوم السابع، سينما (التي كانت تصدر في باريس)، سينما أونلاين، السينما الجديدة، السينما والتاريخ، عالم السينما.. وغيرها من المجلات التي أنظر إليها علي أرفف مكتبتي وأشعر بالأسي لأن كل هذه المجلات اختفت واحدة تلو الأخري كما لو كانت هناك لعنة تطارد مجلات السينما.. وكان آخر من أصابته اللعنة مجلة «سينما جودنيوز» التي أغلقها مالكها الإعلامي الكبير عماد الدين أديب، ناشر جريدتي «العالم اليوم» و«نهضة مصر» اللتين أتحداك أن تجد إيًّ منهما لدي بائعي الجرائد رغم أنهما تصدران يوميا.. ولكن الخبير الإعلامي المبرراتي، علي رأي عم نجم، الذي ظهر في التليفزيون منذ أيام ليبرر لنا كل خيبات الحزب الحاكم، لم يستطع تبرير خيبة «العالم اليوم» و«نهضة مصر» وباقي مطبوعات إمبراطوريته الإعلامية، ولا تبرير خيبة شركة جودنيوز للإنتاج السينمائي التي دخلت علينا دخلة عنترة بن شداد ومع أول أزمة اقتصادية أصدرت صوتا نسائيا يشبه صوت سراج منير في دور عنترة بن شداد في اسكتش المجانين لإسماعيل يس.. لا أرغب في الاستطراد كثيرا حول سراج منير، ولكنني أندهش من السقوط المدوي للشركة ومن غلق مجلة «سينما جودنيوز» رغم أنها كانت ناجحة بالنسبة لباقي مطبوعات أديب والمطبوعات السينمائية عموما، كما أندهش من حال الثقافة السينمائية في بلادنا التي تشعر أنها يتيمة الأب والأم، فلا مؤسسات ترعاها، ولا «شلة» من المثقفين يتكتلون من أجلها رغم أن كل الناس تقول لك إنها تحب السيما وكل الصحفيين الذين لا يفهمون في أي مجال يريدون أن يتخصصوا في السيما، أو في الكورة.. وفي النهاية ليس لدينا رياضة ولا سيما، ولكن مجرد أشباه مثقفين ونقاد وأناس غلابة تفرج عن كبتها السياسي والجنسي بالخناق حول الكورة والشتيمة في السينمائيين والسيما. وحتي يكتمل الأسي يخطر ببالي حال مجلات وكتب السينما في العالم، وحتي مواقع الإنترنت التي توفر لك أي معلومة وأي صورة، وتساعدك علي إجراء أي بحث، حول أي سينمائي في العالم، ولكنك ستذوق الأمرين مثلي لكي تجد معلومات أو صورًا عن أشهر نجمة في تاريخ السينما العربية، فاتن حمامة.. وسوف تكتمل خيبتك إذا قررت البحث عن نسخة جيدة عليها ترجمة إنجليزية من أحد أفلامها، لكي ترسلها إلي شخص مهتم بمعرفة المزيد عن هوليوود الشرق ورائدة السينما.