رغم تواضعه الجم وهدوئه غير العادي إلا أن التوصيفات التي تسوقها الصحف ووسائل الإعلام تقدمه للرأي العام علي أنه أخطر وأكبر صقور المحافظين في جماعة الإخوان المسلمين وكأنه الرجل القوي والغامض والحاكم بأمره في أكبر جماعة دينية وسياسية في العالم ... إنه الدكتور محمود عزت الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين الذي اعتذر عن الترشح لمنصب المرشد الثامن لخلافة مهدي عاكف رغم شعبيته الجارفة بين أعضاء الجماعة واعتذر لكل الذين حاولوا ممارسة الضغوط عليه ليكون مرشدا للجماعة بحجة أنه يستطيع خدمة الدعوة والتنظيم من خلال موقعه كأمين عام، وهو الأمر الذي كان كثير من المحللين والمتابعين للشأن الإخواني يتوقعونه قبل بداية الانتخابات مؤكدين أن عزت يفضل دائما أن يقوم بتسيير شئون الجماعة وهو في الظل بعيدا عن الأضواء ويرفض تماما أن يتصدر المشهد الإخواني ويحسب للدكتور عزت حرصه الشديد علي الجماعة وحماية صفوفها وإبعاد التنظيم عن أي مخاطر تهدده ، رغم أن البعض يتهمه هو وصقور المحافظين الآخرين بأنهم يقودون الجماعة نحو الانغلاق والتقوقع والانعزال عن المجتمع وحركته. كان الجدل قد تصاعد بشأن الدكتور عزت في الأسابيع الماضية بعد تفجر قضية تصعيد الدكتور عصام العريان لمكتب الإرشاد بعد وفاة المرحوم محمد هلال وما تبعها من شائعات تقول إن مكتب الإرشاد الذي يحظي المحافظون بأغلبية كاسحة فيه أحبطوا تصعيد العريان المحسوب علي الجناح الإصلاحي بعد رفض طلب المرشد مهدي عاكف تصعيد العريان وقالوا إن اللائحة لا تسمح بتصعيد العريان وهي الأزمة التي أسفرت عن استقالة عاكف وخروجه غاضبا من مقر الجماعة بسبب رفض طلبه إلا أن عزت وقيادات الجماعة نجحوا في احتواء الأزمة وإقناع عاكف بعدم المضي قدما في قرار الاستقالة . أدار عزت معركة الانتخابات بكفاءة ومهارة تؤكد إمساكه بجميع الخيوط وتكشف حنكته وذكاءه حيث ترك الإصلاحيين يخوضون معركتهم علي صفحات الصحف والفضائيات في الوقت الذي كان يرتب جميع الخطوات لحسم الأزمة المثارة داخل الجماعة ، ونجح عزت في انتزاع موافقة أعضاء مجلس الشوري العام للجماعة علي التعجيل بإجراء انتخابات مكتب الإرشاد والمرشد رغم معارضة الإصلاحيين بزعامة نائب المرشد محمد حبيب الذين كانوا يستندون في رفضهم إلي مخالفة ذلك للائحة الخاصة بالجماعة وان موعد الانتخابات هو صبحي عبدالسلامشهر يونيو المقبل . وقد جاء اعتذار الدكتور عزت عن الترشح لمنصب المرشد بعد أن اقتربت سفينة الإخوان من الوصول لبر الأمان وانتهت انتخابات مكتب الإرشاد والمرشد.