وحشتينى قوى ، كل سنة وانت الحنونة الطيبة ، كل سنة وانتى مصرنا الحبيبة أمى وأم المصريين جميعا بلا تمييز أم الفقرا والغلابة وأم البهوات والبشوات أم الأطفال والشباب والعجائز , أم العرب كلهم وأم الدنيا بحالها.
أمى الحبيبة وحشينى ، إمتى هترجعى ؟! ، وإمتى هترجع لياليك البهية الطيبة ،وحشنا حضنك الدافى , وحشتنا لمتنا فى حضنك ومزقنا الخلاف والاختلاف ، وحشنا السهر للفجر فى شوارعك من غيرخوف والقعدة على نيلك من رخامة وتحرش وحشنا ذوقك وأدبك واحترامك ورقتك وإبداعك.
إرجعى لعيالك الطيبين اللى تاهوا فى الطريق ، وسامحيهم ياأمى ، وسامحينا على كل حال ، فنحن لم نخرج إلى الشوارع إلا من أجلك ، وعشان خاطر عينيكى ولم نعرف النوم على الاسفلت والإعتصام فى الميادين إلا عشقا لك وأملا فى غد أفضل يسعدك ،بحثنا عن الأجمل لك يا أمى ، أولادك غارواعليك ياأمى ، غاروا على أم الدنيا وساءهم حالها وما وصلت إليه ،فخرجوا غاضبين ، سامحينا يا ست الكل لوكنا قصرنا .
أمى الحبيبة مصر ..حاسس والله يا أمى بأوجاعك وشايف الدمع فى عنيكى ، وعارف إنك صابرة ومتحملة وراضية ، وهو ده قدرك ، ماتزعليش مننا وما تخديش على خاطرك ، وبكرة بإذن الله هنفرحك بينا وهنرجع إخوات وأهل وحبابيب وجيران لبعضينا ، وهترجع الشهامة والرجولة والجدعنة وهيرجع المصرى راجل و ذوق والمصرية جدعة وبنت بلد . هترجعى يا مصر نضيفة ومنظمة بالظبط زى ماكنا بنشوفك فى سينما الأربيعنيات والخمسينيات ، وهترجعى لكل ولادك تاخديهم فى حضنك وتشدى ودن اللى أخطأ فى حق نفسه وحقك ، وهيبقى من حقك كمان تضربيه لكن برضه مسيرك هتسامحيه ، جايز يكون غلطه فى حقك سببه برضه حبه الشديد ليكى ، معلش يا امى مانتى ست العارفين إن الغيرة عامية و"من الحب ما قتل "..
معلش يا أمى عيالك باعوكى ولسة بيبيعوا ، حتى من غير ما يفكروا إنك وطن أولادهم وأحفادهم وبكرة دول يكبروا ويلعنوهم ، لكن إنتى يا أمى الحبيبة عمرك فى لحظة ما تلعنى ولا تكفرى بيهم ، دول ولادك كلهم سامحيهم ، يمكن بكرة يرجعوا ، ويصحصحوا ويخافوا على الأرض اللى شايلاهم فى ننى عينها سنين واللى ترابها هيحضنهم .. ميتين
منهم اللى فكر فى روحه ، وفى مصلحته وعشانها باعك وقبض الثمن مقدما ، ولم يفكر إلا فى نفسه وقال :أنا ومن بعدى الطوفان ، وسعى بكل ما أوتى من قوة يجمع المال بلا قناعة ، وبخل عليك حتى بأبسط حقوقك وبخل حتى على أخواته المصريين بلحظة ضمير وأكل حقهم فيكى ، كتير من ولادك يا أمى فكر ولسة بيفكر فى روحه ، بيفكر فى روحه وبس ، ومش مهم عنده أى حاجة وأى شىء ، مصرتنزل .. مصر تطلع .. مصر تغرق ..مصر تولع المهم هو يشبع ، كتير من ولادك للأسف معجب بروحه ، شايف نفسه أجمل وأفضل من الجميع ورأيه هو الرأى ورؤيته هى الصواب ، وإن شالله تنهزمى إنتى بس رأيه ينتصر ويفوز ، مش مهم هو فاهم ولا لأ ، هوناجح ولا فاشل ، هو عالم ولا جاهل ، المهم عنده يتشهر يبقاله صيت ، المهم يطلع فى البرامج كل يوم ، يقفش له كرسى فى برلمان ولا منصب فى الوزارة ..
سامحى يا أمى إنتى الكبيرة والكبير بيسامح إلا مع اللى بيحلم يكسرك ويهدك أو يقسمك ،إلهى يتقسم وسطه هوواللى وراه واللى بيحركه واللى بيساعده ويموله ويدفعله ، هما فاكرينك إيه ولافاكرينك مين ؟! دنتى أم أحمس مينا وعرابى وعبد الناصر ، دنتى أم العبور يا مصر.
مين ده يا أمى اللى بيحلم يزرع فى فدادينك عداوة وانقسام ، يقرا التاريخ ويذاكره م الأول دنتى أم الخير والمحبة والسلام .. وإيدك وقت ما تحبى تطول وشوش الخونة واللئام .
أمى الحبيبة مصرأم الدنيا يحميكى ويصونك رب العالمين ويحفظك من كل شر، ويبعد عن حدودك الأنجاس ، ويذل على بابك الطامعين فيكى ويردهم مدحورين ، ويخليكى لينا عزيزة منصورة رافعة راسنا لفوق ..يخليكى سد فى وش المؤامرة والخطر زى ماكنتى طول عمرك للمغول والفرنج.. ويحفظ نيلك الكوثر.. ياأرض غالية وراية عالية .. يحفظك ربى على طول الزمان .. ولايشمتش فيكى خسيس ولايفرحش فيكى جبان .. ويحفظك ربى على طول الزمان.