سألت برما عن رأيه فيما جري في حزب الوفد فقال لي: أن يحدث تداول سلمي وشرعي للسطة علي يد «السيد البدوي» فهذا يعني أن الأمر يحتاج إلي «ولي»، ثم أخذ يصرخ: مدد يا شيخ العرب مدد، قلت له (دول اتنين غير بعض) فقال لي: احذر الخوض في المشايخ يا عمر. هدأ برما قليلا ثم قال: كنت ممتعضا من الذين هرعوا لينضموا إلي البرادعي في فيللته لكنني سرعان ما شعرت بالارتياح عندما هرع النواب المستقلون للانضمام إلي الوفد في ثوبه الجديد، هكذا أصبح للأمور طعم مقبول، صحيح أن الحزب الوطني والإخوان يستفردان بالوليمة الموجودة فوق ترابيزة السفرة لكنني أري الآن الوفد والبرادعي ورفاقه ينشران أرجل الترابيزة، وهو شيء مبشر حتي لو كانت عملية النشر لا تتم بمناشير كهربائية ولكن بأمواس الحلاقة.. المسألة مجرد وقت. ثم سألني تعرف حد في الداخلية؟ فقلت له: أعرف حبيب العادلي، فسألني إن كان ليَّ كلام معاه فقلت له عادة أنا لا أتكلم إلا في وجود المحامي بتاعي، ثم سألته إن كان عنده شكوي فقال: بحكم إني رجل شوارعي وأعود إلي بيتي متأخرا لاحظت أن الجيل الجديد من الضباط لم يتخلص من أخلاق شلة النادي، سألته:إزاي؟، فقال: لاحظت في أكثر من كمين ضابطاً صغيراً وعلي بعد خطوتين سيارة فيها شلة شباب من نفس عمر الضابط يقفون حولها يدخنون ويستمعون للموسيقي القادمة منها، واضح أنهم أصحاب الضابط وموجودون معه في مكان عمله علشان يونسوه، لقد أصبح الكمين خروجة للشلة اللي فيها واحد ضابط، سيبك من المظهر الحضاري، سيبك من احتياج الضابط لأن يستعرض عضلاته أمام الشلة، لكن فكر في أن تتدخل الشلة في عمل صديقهم بأي طريقه (مثلا وقَّف لنا العربية اللي فيها البنت الأمورة دي.. أو وقف لنا سواق النص نقل ده نشتغله شويه).. لم نسمع عن حوادث مشابهة وربما حدثت ولم نسمع عنها.. في كل الأحوال كنت أود أن أنقل الصورة لأي حد في الداخلية؛ لأن علاقة الشعب بالشرطة مش ناقصة. قلت لبرما: زمان كانت الشرطة في خدمة الشعب دلوقتي «اللي مالوش خير في حاتم مالوش خير في مصر»، ثم سألته: السينما بوظت دماغي صح؟ ،فقال لي: بالعكس.. دماغك هيه اللي هتبوظ السينما. ضحكنا ثم نظر برما إلي ساعته قائلا: أعرف أن حوارنا هذه المرة كان قصيرا علي غير العادة لكن هاستأذن أنا.. مضطر أسافر علشان ألحق جنازة ابن خالتي، قلت له: البقاء لله إيه اللي حصل؟ قال لي: كانت لديه مشكلة في عينيه ودخل قصر العيني لإجراء عملية جراحية ولكن يبدو أن العملية أثرت في مخه، سألته: إزاي؟، فقال: بعد العملية بيومين نزل يشتري عيش ولم يلاحظ حفرة كبيرة لتركيب مواسير الصرف الصحي في الشارع فسقط في تلك الحفرة المظلمة.. الناس اتلمت وألقت له حبلا طويلا ثم بدأت تشد بقوة لتسحبه.. واشترك ناس كثيرون في عملية الشد إلي أن أخرجوه من الحفرة.. لكن المشكلة إنه كان رابط الحبل حوالين رقبته.