أنا التي تبحث لنفسها عن الألم والمتاعب دائماً.. أنا التي تقضي معظم يومها بين الورقيات وأمام الإنترنت والكمبيوتر.. وتقفز بنقرات أصابعها بين الإيميلات والأرقام وقواعد البيانات.. أنا التي تعقد مابين حاجبيها وتحتد نبرة صوتها في أوقات العمل، وأنا الدكتاتورة بين أدواتها وملفاتها التي تهب ثائرة في وجه كل من يحاول - بقصد أو بدون- تعطيل نظام عملها وإفساد أسلوبها. أنا التي تجاهد لتكظم غيظها كلما تذكرت أنها مرأوسة في عملها من شخص أحمق ثرثار متملق.. لا يجيد سوي إلقاء الأوامر الكوميدية المتتابعة ويجهل أبسط أبجديات العمل وقيمته الحقيقية. أنا التي درست بقسم الإعلام بكلية الآداب - شعبة صحافة - دون أن تري مباشرة ماكيت جريدة، دون أن يطلب منها مشروع تخرج.. دون أن يطبق علي جدولها الدراسي سكشناً واحداً. أنا التي لم تدرك حبها للكتابة إلا بعد انتهاء أربع سنوات من دراسة الإعلام والصحافة لم يتخللها - ولو لحظة واحدة - أي شعور بالانتماء لهذا القسم.. أو لتلك المدرجات.. أو لهؤلاء الأساتذة المحرومين للأسف من عضوية نقابة الصحفيين.. أنا التي حينما ألقي أحد أصدقائها أمامها المثل الشعبي القائل : «ماتخفش م العبيطة، خاف من خلفتها» انفجرت ضاحكة حتي أدمعت عيناها من شدة الضحك.. أنا التي ضحكت بعد سماعها هذا المثل لأنها وجدت أن الحظ العثر جعلها تقع لأكثر من مرة تحت وطأة أشخاص هم في الحقيقة من نسل تلك المرأة العبيطة.. هذا معتوه يتحكم في التنسيق.. ويوزع الطلبة بين الجامعات.. هذا معقد نفسياً يضع نظام التعليم في الجامعات الحكومية.. وهذا سفيه يدير فريقاً من الموظفين يفوقونه بمراحل في الكفاءة والوعي والقدرات.. أنا التي تبحث عن ذلك اليوم الذي تنتزع فيه السلطة.. والصلاحيات.. والمسئوليات من أيدي هؤلاء النوعية من البشر (أولاد العبيطة) !!!!