نعم هي شكوي ومظلمة مرفوعة من كل امرأة مصرية، وتاريخ مصر حافل بأسماء لسيدات كنّ رائدات في كل مجالات العلم والأدب والثقافة والسياسة، مظلمة من المرأة المصرية، التي قدمت النموذج والقدوة للمرأة العربية من المحيط للخليج، ورغم ذلك تحرم المرأة المصرية وحدها من دون نساء العرب والعالم من الجلوس علي منصة القضاء، إن مصر صفية زغلول وهدي شعراوي وسميرة موسي وعائشة راتب وغيرهن كثيرات حرمت نساؤها مما تتمتع به المرأة في بلاد أخري كاليمن والسودان، هل هذا يليق بمصر وبتاريخ مصر، وبسيدات مصر؟ هي مظلمة من كل امرأة مصرية مرفوعة إلي قضاة مصر، نتظلم منكم إليكم، ولم لا فأنتم قضاة العدل، وثقتنا في عدالة ونزاهة كل قاض منكم هي ثقة لا حد لها، وكيف لا وأنتم قضاة منع الحرس الجامعي، وأنتم قضاة الحد الأدني للأجور، وأنتم قضاة قضية منع تصدير الغاز لإسرائيل، وأنتم قضاتنا الذين نعتز بهم كل الاعتزاز. يا قضاة العدل، لقد وقفت جدتي المصرية في سنة1919مع الرجل جنبا إلي جنب تهتف ضد الاحتلال وقت أن كانت الدول المحيطة ترزح تحت وطأة التخلف وتعامل المرأة كتراث وعقار ومتاع، وفي عام 2005 اعتدت الدولة المصرية علي المرأة بأقسي مما فعل الاحتلال مع جدتها فاستعانت بالبلطجية وتحالفت مع الخارجين علي القانون فمزّقت ملابسها وامتهنت إنسانيتها وعرضها وهي تكافح اليوم كما كافحت بالأمس من أجل الحرية ضد تعديلات دستورية تعلمون كما نعلم أنها ترسخ للقهر والاستبداد والتزوير أكثر مما ترسخ لأي تداول حقيقي للسلطة، ووقفت المرأة مع قضاة الاستقلال، وعلي باب نادي القضاة تساند وتؤازر ليل نهار ليس من أجل القضاة وحدهم،. ولكن من أجل قضية وطنية مصرية آمنت بها، فعلت المرأة المصرية ذلك عبر تاريخها وستظل من أجل مصر كلها، والسؤال مرفوع إلي ضمير القاضي العدل في كل واحد منكم، ألقيه عليكم ليس من أجل المرأة، ولكن أيضا من أجل مصر كلها، من أجل خطوة جديدة نحو وطن حر مستنير متقدم يراد له الوقوع في فخ الظلامية والتخلف والعودة للوراء، وأنتم حصن العدل وحماة الحرية، منكم أتظلم، ولأنكم فخر لنا، فأنا لكم أتظلم، نحن لسنا أفغانستان ولن نكون يا قضاة، نحن مصر، ولأنكم قضاة العدل، ولأنكم أبناء مصر نكتب إليكم لنطلب منكم أن تراجعوا أنفسكم، فهل أنتم علي ذلك قادرون؟ «مصريات مع التغيير».