فيلم بلغارى يفوز بالجائزة الكبرى.. والأفلام العربية تخرج بلا جوائز عدا التنويه الخاص عن الفيلم الجزائرى الفيلم البرازيلى يحصل على جائزة الجمهور.. وفيلم دنماركى يقتنص جائزة «الميدياتيك» اختتمت أمس أنشطة الدورة السادسة والثلاثين لمهرجان كليرمون فيران السينمائى الدولى للسينما القصيرة، بحفل توزيع جوائز مسابقاته الثلاث.. الدولية والفرنسية ومسابقة لابو.. تم توزيع ست عشرة جائزة فى المسابقة الفرنسية وإحدى عشرة جائزة فى المسابقة الدولية وثلاث جوائز فى مسابقة اللابو.. ثلاثون جائزة اقتنصها مبدعو السينما القصيرة فى العالم.. هم يستحقونها، لأنهم حازوا على اهتمام جمهور مهم، وشغوف بالسينما. خرجت مصر وكل الدول العربية المشاركة فى المهرجان خالية الوفاض، عدا تنويه خاص بالفيلم الجزائرى «Les Jours d´avant» «أيام زمان»، إخراج كريم موسوى، وتدور أحداثه حول شخصين اثنين يتذكران أحداث العنف التى شهدتها الجزائر فى تسعينيات القرن الماضى.
لم تكن مفاجأة لمن حضروا دورة المهرجان فى حصول الفيلم البلغارى الألمانى «Pride» إخراج بافل فيسنكوف -الذى كتبنا عنه أمس- بالجائزة الكبرى للمسابقة الدولية، وهى جائزة أفضل فيلم عن الجد مانول، الذى كان جنرالا فى الجيش أيام الحكم الشيوعى، ثم أصبح سائق تاكسى، وهو صارم وجاد ويعتقد أن آراءه كلها صائبة، إلى أن يفاجأ بأن حفيده مثلىّ الجنس، وابنته تسعى للطلاق من زوجها.. الفيلم عميق ومكثف ويستحق الجائزة عن جدارة.
وفاز الفيلم الفرنسى «Juke-Box» للمخرج إيان كيبر بجائزة لجنة التحكيم الخاصة للمسابقة الدولية.
أما الفيلم الذى حصل على جائزة الجمهور، فهو الفيلم البرازيلى «Meu amigo Nietzsche» «صديقى نيتشه» إخراج فاوستن دا سيلفا، عن طفل وجد بالصدفة كتاب «هكذا تكلم زرادشت» للفيلسوف الألمانى نيتشه، فغيره الكتاب وغير كل من حوله.
جائزة الميدياتيك حصل عليها الفيلم الدنماركى «Ud, spring over, ind».. إخراج توماس دانسكوف، تدور أحداث الفيلم المثير للبهجة رغم قسوة موضوعه! حول شاب يقرر أن يزور والده بعد شهور من عدم السؤال عنه.. الأب أصبح مجنونا بالمعنى الحرفى للكلمة، يصطحب ابنه الشاب فى رحلة بالغابة، يحرض الأب ابنه -الذى كان منذ قليل مرتديا بدلة كاملة وكرافت- على شرب الكحول والماريجوانا، يقابلان فتاتين على الشاطئ ويذهبون معا إلى المنزل.. يشربون الكحول ويدخنون الماريجوانا بمبالغة وشراهة.. الجميع فى حالة نشوة وعربدة مبهجة.. وفى الصباح يودع الابن والده وهو ممتن بلحظات الجنون فى مساء الليلة الماضية.. بعض الجنون لا يفسد الحياة.. ربما أنه يصلحها ويجعلها أكثر متعة.
فيلم التحريك اليابانى «Junk Head 1» الحاصل على جائزة أفضل فيلم تحريك، سيصيب المستقرين جميعا بصدمة، فلا حياتهم ممتعة ولا هم مهمون ولا مستقبلنا مشرق بأفكارهم التى يطرحونها للتعايش.. فيلم تحريك مدته 30 دقيقة فقط، عن المستنسخين من البشر وعن حياتنا وعن العالم قبل أو بعد 1200 سنة من الآن.. البشرى الوحيد الذى وجد طريقه إلى هذا العالم لم يتعرف على بشرى آخر إلا من خلال عضوه الذكرى! ثم إنه تدمر قبل أن يتواصل معه.
تم خلال الحفل إعلان جوائز مسابقة الأفلام الفرنسية ومسابقة أفلام اللابو.. لكنى للأسف ولضيق الوقت وسرعة الإيقاع خلال أيام المهرجان، لم أتمكن من حضور جميع مسابقاته، وكم كنت سعيدة الحظ بمشاهدة جميع أفلام المسابقة الرسمية المقسمة إلى 14 مجموعة، فيما عدا ثلاث مجموعات، أى 15 فيلما من ضمن 73 فيلما مشاركة فى المسابقة الدولية.
انتهت إذن أنشطة مهرجان كليرمون فيران للفيلم القصير، بحفل ختام بسيط لا صخب فيه.. جلست بجوارى سيدة فرنسية تعمل مدرسة فى إحدى مدارس المدينة.. حضرت كل العروض تقريبا، تطوعت بالترجمة لى لما يقال بالفرنسية، لأنى لم أتمكن من الحصول على سماعة الترجمة الفورية، وكانت تصفق مع الإعلان عن كل فيلم فاز فى إحدى مسابقات المهرجان.. حضرت هذه السيدة كل العروض ولم يحرمها المهرجان من حضور حفل الختام، فالمهرجان يعقد ثلاثة عروض لحفل الختام -تماما مثل حفلات السينما- كى يتسنى للجميع الحضور.. فى مهرجان كليرمون فيران الذى انتهت أنشطته أمس.. السينما حاضرة والجمهور حاضر أيضا.