«مصر تتعامل مع الاتحاد كمنظمة إقليمية تفخر بالانتماء لها وكدولة مؤسسة لها، ولا يستطيع أحد المساس بالدور المصرى فى إطار الاتحاد الإفريقى»، هذا ما ذكره السفير حمدى سند لوزة، نائب وزير الخارجية للشوون الإفريقية، مضيفًا أن وجود دولة داخل الاتحاد أميل إلى المعارضة أو اعتبار أن ما حدث فى مصر انقلابًا عسكريًّا، أمرًا لا يعنينا فى شىء. وبخصوص موقف جنوب إفريقيا من عودة مصر إلى نشاطها داخل الاتحاد الإفريقى، أكد نائب وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، أننا نتعامل مع هذه القضية داخل الاتحاد الإفريقى، مضيفًا أن الاتحاد كان لديه رئيس وهو رئيس وزراء إثيوبيا، وحاليًّا الرئاسة فى يد موريتانيا، لافتًا إلى أن جنوب إفريقيا لها موقف وهذا لا يمنع من أن كثيرًا من الدول الإفريقية لديها موقف مقارب أو بعيد عن الموقف المصرى. لوزة أضاف أننا فى الاتحاد الإفريقى لا نتعامل مع مواقف على المستوى الثنائى، فمثلًا فى الاتحاد الأوروبى نجد أيضًا مواقف متباينة من الدول تجاه موضوع معين، مضيفًا أننا لا نريد أن ننشغل بمواقف ثنائية، لافتًا إلى أنه لا توجد دولة إفريقية توجه مسار الاتحاد الإفريقى، موضحًا أن الاتحاد الإفريقى لديه رئاسة، وأن الموقف الإفريقى يشمل الموقف الموحد لكل الدول الإفريقية، ولا توجد دولة تستطيع أن تؤثر على هذا الموقف يمينًا أو يسارًا بمفردها أيًّا كان كان حجمها. وعن عدم اتخاذ مصر قرارًا جريئًا وعدم دعم الاتحاد ماديًّا، أوضح نائب وزير الخارجية أن الاتحاد لم يتعامل مع مصر كدولة صغيرة، ولأنه مدرك أن مصر دولة كبيرة أراد أن تكون الرسالة بأن الموقف الإفريقى الموحد المتخذ تجاه أى تغييرات يعتبرها الاتحاد غير دستورية، فهو موقف ينطبق على كل الدول صغيرها أو كبيرها. نائب وزير الخارجية للشوون الإفريقية، أضاف أن هذه ليست المرة الأولى التى تواجه فيها مصر موقفًا مشابهًا من منظمة إقليمية بعد اتخاذها قرارًا على المستوى الوطنى يعبر عن إرادتها، موضحًا أن ذلك حدث بعد عملية السلام مع إسرائيل والموقف الذى اتخذته الجامعة العربية وخروجها من مصر إلى تونس، لافتًا أن مصر كدولة كبيرة تأخد الموقف الذى ترى أنه يعبر عن مصلحتها وإرادتها الوطنية، وتتوقع أن تكون له تباعات على المستويين الإقليمى والدولى. وزة أوضح أن قرار الاتحاد الإفريقى للأسف اتخذ تطبيقًا لنص حرفى لبعض المواثيق التى انضمت إليها مصر، مضيفًا أننا قلنا للاتحاد الإفريقى إنه ليس من الضرورى أن ننظر إلى النص، بل ننظر أيضا إلى روح هذه المواثيق ومدلولها، وأن النظرة الضيقة لهذه المواثيق لا تؤدى إلى شىء، بل قد تؤدى إلى خلاصات فى غير محلها. نائب وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، أوضح أن هناك اتجاهًا داخل الاتحاد الإفريقى لمراجعة موقفه فى ضوء ما يحدث فى مصر، وذلك لإدراكهم بأن ما حدث فى مصر ليس حدثًا نمطيًّا يمكن تصليحه وفقًا لمواثيق الاتحاد، مضيفًا أن دخول مصر فى مواجهة مع أشقائها أو رفع نبرة الحديث غير مطلوب، لأننا مدركون أن موقف الاتحاد الإفريقى غير عدائى. مضيفًا أن موقف الاتحاد على مستوى الاتحاد والدول الأعضاء يقول إنهم سيكونون سعداء بعودة مصر، وإنهم يشعرون بالخسارة لغيابها، وإنهم يتابعون بكل اهتمام ما يجرى فى مصر، ونأمل فى أن الخطوة القادمة وهى استكمال الانتخابات الرئاسية تسمح بعودة مصر إلى نشاطها الطبيعى. لوزة أضاف أن مصر كانت غائبة نظريًّا عن اجتماع الاتحاد، لكن الوفد المصرى كان موجودًا فى أديس أبابا وعلى اتصال بكل الوفود الأخرى ومستمرًا مع المفوضية ومع غيرنا من الوفود، مضيفًا أن المصريين عليهم أن يعتزوا بأنفسهم لأنهم أخذوا القرار الذى يرونه صحيحًا، لافتًا إلى أن الاتحاد الإفريقى واللجنة رفيعة المستوى بدآ يدركان ذلك ويتعاملان معنا حاليًّا على أساس خارطة الطريق، ولا توجد أى وثيقة من وثائق الاتحاد تتحدث عن الانقلاب العسكرى، وتصف ما حدث بأنه خروج من الناحية الحرفية وفقًا للوثائق الإفريقية عن المسار الدستورى. نائب وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، أشار إلى أننا نأمل فى أن تتحسن الأمور بعد الانتخابات الرئاسية، قائلًا: «فنحن لم نذهب إلى الاتحاد الإفريقى لنعتذر أو لنتوسل، بل ذهبنا كدولة تعرف ما أقدمت عليه، وما خارطة طريقنا، وتعرف أنه فى مرحلة من المراحل سيعترف الاتحاد بذلك وسيتبناه».